خسر المنتخب الوطنى لكرة القدم بثلاثة أهداف مقابل هدف أمام نظيره الروسى فى الجولة الثانية من المجموعة الاولى لنهائيات كأس العالم المقامة حاليا فى روسيا , بعد مباراة متباينة المستوى للمنتخب على مدى الشوطين , ففى حين تألق فى الاول وقدم أداء متوازنا هجوميا ودفاعيا , انهار فى الثانى ودخل مرماه ثلاثة أهداف , ليخرج رسميا من البطولة بلغة الحسابات خاصة بعد سابق خسارته أمام اوروجواى فى المباراة الاولى بهدف للأشى. الشوط الأول سيطر الحذر والتحفظ على اداء منتخبنا فى الدقائق الاولى , وظهرت تعليمات الجهاز الفنى بقيادة الارجنتينى هيكتور كوبر بضرورة امتصاص اندفاع وحماس الدب الروسى فى الخمس دقائق الاولى , وهو ما جعل لاعبى الفراعنة يلجأون الى التمريرات العرضية كثيرا وعدم الاندفاع للهجوم مبكرا. فى نفس الوقت حرص المنتخب الروسى على الضغط من على طرفى الملعب ومحاولة نقل الهجمات سريعا فى حالة قطع الكرة , وهو ما كان يقابله ارتداد سريع من طرفى الارتكاز فى منطقة المناورات محمد الننى وطارق حامد , بينما حرص محمود تريزيجيه على مساعدة محمد عبد الشافى المتألق فى الجانب الايسر ليواجه الضغط المتوالى من كاشييف , وايضا عبد الله السعيد مع احمد فتحى فى الجانب الايمن . بدأ المنتخب الروسى فى الدقيقة الخامسة يكثف من سرعته فى منطقة الهجوم مستغلا القوة البدنية والجسمانية للاعبين , وان كان الثنائى احمد حجازى وعلى جبر ومن خلفهما الحارس المتألق محمد الشناوى لهم بالمرصاد , ليحصل صاحب الارض على اول ركلة ركنية ولكنها تذهب بعيدا , ثم يحصل على اخرى مستغلا خطأ من احمد فتحى الذى لم يكن فى افضل حالاته لا سيما فى التمريرات العرضية , ولكن كل هذا ذهب ادراج الريح فى ظل التماسك المميز للدفاع والتحركات السليمة فى مراقبة الهجوم الاحمر. مع دخول الشوط الدقائق التالية اضطر المنتخب الروسى الى تغيير اسلوب لعبه , من خلال التمريرات العرضية لخلخلة الدفاع المصرى , مع الاعتماد على الكرات الساقطة خلفه املا فى استغلال احداها , ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لاسيما فى ظل حالة التركيز الكبيرة لابناء المحروسة على مستوى كافة الخطوط , وان ظلت المشكلة غياب اللمسة الاخيرة فى الناحية الهجومية , مع ان نسبة الاستحواذ فى منطقة الوسط كانت طيبة , ولكن الرقابة اللصيقة على النجم الرائع محمد صلاح لم تمنحنا الفرصة لمشاهدة الحارس المخضرم الروسى اكينفيف سوى على فترات متباعدة دون ان تكون هناك لمسة واضحة من الخطورة.. تتكرر اخطاء تريزيجيه فى الكرات المشتركة ويظهر الشناوى فى كادر التألق فى الدقيقة 18 بخروجه الموفق فى التوقيت المناسب لالتقاط كرة خطيرة , ويضطر تشاشييف الى التسديد فوق العارضة بعد ان فشل فى اختراق الدفاع , ويركز الجانب الروسى فى هجومه خلال الثلث الساعة الثانية من المباراة على الجانب الايمن ناحية فتحى , ويسدد كازاستيف من بعيد , وتعقبها تسديدة من تريزيجيه ولكن ترتد من الدفاع. يعاود الشناوى تألقه وظهوره المميز فى الدقيقة 25 من خلال الخروج لانقاذ كرة عرضية كادت تثير المشاكل , ثم يأتى الدور على عبد الشافى ليقوم بالتغطية المثالية من خلال ابعاد كرة خطيرة, ثم يتوالى ضغط الدب الروسى وتتوالى محاولاته بكافة السبل لاختراق الدفاع المصرى الذى نفذ دوره حرفيا ودون اى اضافات بالتصدى للهجمات الحمراء من الدب الروسي. بدأ المنتخب الوطنى يتخلى تدريجيا عن التحفظ وينظم هجمات طيبة تنذر بالخطورة واقتراب التسجيل , حيث ينقذ الدفاع هدفا مؤكدا فى الدقيقة 85 قبل ان تصل الكرة الى صلاح , ثم يمتلك المنتخب الروسى الكرة من خلال الضغط المتتالى ولكن باتت مشكلته فى كيفية طلاسم الدفاع المصرى المنظم , ويخرج الشناوى بشكل رائع وينقذ كرة عرضية قبل ان تشكل خطورة على مرماه فى الدقيقة 36 . يظهر صلاح فى الصورة فى الدقيقة 39 تقريبا تصل اليه الكرة من مروان محسن الذى تركها بمهارة , ولكن تسديدة «مو» ابتعدت عن المرمى بسنتيمترات قليلة , وسط اهات وامنيات الجماهير المصرية والعربية بان تحول طريقها الى داخل الشباك. تمر الدقائق الاخيرة من الشوط وسط محاولات من المنتخب الروسى للخروج ولو بهدف , ولكن التنظيم الدفاعى المصرى والتحركات الواعية من لاعبيه لاسيما من خط الوسط حالت دون ذلك , لينتهى بالتعادل السلبي. الشوط الثانى تغير الموقف تماما فى الشوط الثانى فالأخطاء الدفاعية توالت من المدافعين فى ظل الضغط الروسى القوى , وباتت تعليمات المدير الفنى للدب واضحة بضرورة استغلال هذه الاخطاء , وبالفعل حدث ما توقعه ليتقدم فريقه بهدف بعد مرور دقيقتين فقط من احمد فتحى فى مرماه , لتحدث بعد ذلك حالة من التخبط والانهيار دون داع من لاعبى المنتخب . لم يتوقف المنتخب الروسى عند هذا الهدف الذى يضمن له التأهل رسميا الى الدور الثانى , بل واصل مسلسل هجومه وتحركاته الخطيرة لاضافة المزيد من الاهداف , خاصة بعد أن اكتشف ان منافسه لا يمثل خطورة ويناوش فقط من بعيد , مستغلا سرعة صلاح العائد من الاصابة وبالطبع غير قادر على قيادة هذه المجموعة من اللاعبين غير القادرين بدنيا او فنيا لتهديد مرمى المنافس. جاءت الدقيقة ال 59 لتشهد الهدف الثانى لأصحاب الارض والذى وضع النهاية الرسمية لأحلام الفراعنة فى حجز مقعد فى الدور الثانى , خاصة فى ظل الاسلوب الدفاعى البغيض واللعثمة الهجومية التى اعتمد عليها كوبر ورفاقه , ثم لم تمر سوى دقيقتين ليأتى الهدف الثالث من خطأ لا يغتفر لعلى جبر الذى تأخر فى إبعاد الكرة عن المنطقة ليستغلها المهاجم الروسى العملاق دجوبا ليحرز منها على يسار الشناوى الذى لم يستطع ان يفعل لها شيئا. تحرك كوبر كالعادة متأخرا واجرى تغييراته بادخال عمرو وردة النشيط بدلا من تريزيجيه الانانى الذى كان كل شاغله الاختراق الفردى من على الطرف , وكأنه يلعب فى الدورى التركى مع قاسم باشا وليس فى كأس وسط النجوم الكبار , وضاعت بذلك العديد من الفرص المحققة لتشكيل الخطورة مثلما فعل صورة بالكربون فى لقاء اوروجواي. كان لنزول وردة اثر فعال فى تنشيط الناحية الهجومية ولكن ظلت مشكلة إيجاد الحلول امام منطقة الجزاء خاصة فى ظل الرقابة اللصيقة على صلاح , وعدم وجود المعاونة الصادقة من باقى زملائه وفى المقدمة مروان محسن الذى تحرك كثيرا دون فعالية واكتفى فقط بمناوشات لا تثمرمع الدفاع الروسى . حاول صلاح التحرك بالعودة الى الخلف وتسلم الكرة والانطلاق بها ولكن الدفاع الروسى وقف امامه بالمرصاد , الى ان جاءت الدقيقة ال 74 ويجذبه المدافع داخل المنطقة , ويتردد الحكم فى احتسابها ركلة جزاء سوى بعد العودة الى الحكم التليفزيونى ليتأكد من صحتها , ويتقدم صلاح ويسددها بمهارة فى مرمى اكفينيف. توقع الجميع ان ينتفض المنتخب الوطنى ويواصل ضغطه لإدراك التعادل او على الاقل تحسين النتيجة , ولكن هيهات فقد استمرت حالة فقدان التركيز امام المرمى , سوى فى بعض المحاولات اليائسة والتى كان من الممكن ان تحتسب فى إحداها ركلة جزاء لصالح مروان محسن , ولكن الحكم كان له رأى اخر بتجاهلها , فى الوقت الذى حاول المنتخب الروسى الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة لاضافة المزيد من الاهداف ولكن القدر سلم فى اكثر من فرصة محققة , لتنتهى المباراة بهذه النتيجة التى اعلنت خروج مصر اكلينيكيا من كأس العالم وصعود روسيا الى الدور الثاني.