«نجيب غميض يمررها لذويب، جيدة... هدف... الهدف الثالث للمنتخب التونسى يسجله ذويب». على هذا النحو صرخ المعلّق الرياضى الشهير الراحل نجيب الخطاب معلنا تحقيق تونس أول فوز عربى وافريقى فى مونديال كرة القدم 1978. بعد 40 عاما، لا تزال ذكرى «ملحمة الأرجنتين» فى البال. الفوز 3-1 على المكسيك كان الأول لتونس فى مباراتها الأولى فى تاريخ مشاركاتها فى كأس العالم. كان «نسور قرطاج» ثالث منتخب عربى والرابع افريقيا يشارك فى البطولة، بعد مصر 1930 والمغرب 1970 وزائير 1974. منذ ذلك الحين، لم يحقق منتخب تونس الذى يستعد لبدء مشاركته الخامسة والأولى منذ 2006، بملاقاة انجلترا اليوم فى المونديال الروسي، أى فوز. ويقول ذويب الذى بلغ حاليا السادسة والستين، بنبرة يملؤها الفخر «40 سنة، نعم 40 سنة، والتونسيون يتحدثون عن انتصارنا وانجازنا التاريخى غير المسبوق قاريا وعربيا». فى المباراة الشهيرة، تقدم المنتخب المكسيكى بركلة جزاء فى نهاية الشوط الأول، قبل ان يتناوب «النسور» على الكعبى وغميض ومختار ذويب على التسجيل فى الشوط الثاني. ويقول ذويب «كنا فريقا منسجما، تأهلنا لكأس العالم تطلب الفوز على كل المنتخبات الافريقية وخاصة مصر القوية». ضم منتخب 1978 لاعبين موهوبين مثل حارس المرمى المختار النايلي، والمهاجمين طارق ذياب وحمادى العقربى والمدافعين الكعبى وذويب. ويرى الأخير «شرفنا بلدنا على أحسن وجه، حين استقبلنا الرئيس الحبيب بورقيبة قال لنا «أنجزتم مهمة خمسين سفيرا»، كنا بالفعل احسن سفراء حين كانت كرة القدم هواية وليست محكومة بالمادة مثلما نراه اليوم». ويؤكد ذويب ان اللحظة التى حمّست المنتخب ضد المكسيك كانت «ما بين الشوطين حين دخل علينا المدرب عبد المجيد الشتالى وقال ملايين التونسيين ينتظرون الانتصار. رمى لنا العلم التونسى وانصرف». ويشدد اللاعب السابق على ان التشكيلة الحالية للمنتخب قادرة على «تحقيق انجاز تاريخى آخر»، على رغم وقوعها فى مجموعة صعبة تضم انجلترا وبلجيكا، اضافة الى بنما التى تشارك فى المونديال للمرة الأولي. يضيف «بعد الأداء المشرف خلال المباريات الودية السابقة، فقط يجب التسلح ب القليب والقرينتة (حب الانتصار) وتحقيق انجاز تاريخى آخر». لم تكتف تونس فى مونديال 1978 بالفوز على المكسيك، بل تعادلت أيضا فى المباراة الثالثة من الدور الأول مع منتخب ألمانياالغربية، حامل لقب مونديال 1974. ويعلق ذويب «تخيل تعادلنا مع ألمانيا بطلة العالم آنذاك بنجومه.