رجفة شديدة زلزلت جسد الأم المسكينة.. عندما دق هاتفها المحمول يخبرها زوجها بأن نجلهما «إسلام» نُقل ألى المستشفى إثر تعرضه لحادث سير بالتوك توك الذى يستقله، أثناء سيره على الطريق الزراعى.. لكن سرعان ما تحولت الرجفة التى لازمت جسد السيدة العجوز إلى صدمة كبرى.. بعد أن رأت زوجها «خالد» داخل المستشفى فى حالة حزن وانكسار داخل قسم الاستقبال يتوسط مجموعة من أصدقاء وأقارب نجلهما والدموع تذرف من عينيه. «البقاء لله يا أمى.. شد حيلك».. عبارة خرجت على لسان أحد أصدقاء الشاب، سقطت على إثرها الأم المسكينة أرضًا مغشيا عليها.. ليصبح هم الزوج المكلوم همَّين، بل ويزيد الابتلاء واحدًا.. ما بين واقعة مقتل نجله غدرًا بطعنة فى رقبته، وما بين زوجته التى لا يعلم عما إذا كانت على قيد الحياة أم ماتت هى الأخرى بسكتة قلبية جراء صدمتها الكبرى.. خاصة أن قلبها كان متعلقا بنجلها خالد كثيرا.. ولا يتخيل أنها يمكن أن تستطيع العيش بدونه بعدما تعرف الطريقة البشعة التى قتل بها. «إسلام» الشاب الطموح الذى لم يُكمل عقده الثانى من عمره.. كان دائمًا يحب الاعتماد على نفسه فى الإنفاق على دراسته الجامعية.. حتى إن كانت أسرته تسعى بكل ما وسعها لأن توفر له كل احتياجاته من الأموال المطلوبة لشراء الكتب الدراسية ومراجع الامتحانات وكافة المصروفات التى يحتاجها فى الإنفاق على دراسته بأحد المعاهد السياحية والفندقية التى التحق بها.. لكن الشاب المكافح رفض أن يستمر هذا الوضع كما هو عليه، وقرر أن يبحث عن فرصة عمل تعينه فى الإنفاق على دراسته، وتخفف عن والده حمل الإنفاق الثقيل. رفض والداه فى البداية فكرة ارتباط نجلهما بعمل إضافى قبل تخرجه.. حتى لا يعوقه هذا الأمر عن تحقيق حلمه بالعمل فى القطاع السياحى واستكمال مسيرة تفوقه التى بدأها منذ طفولته.. لكن بعد محاولات مستمرة من الشاب وإلحاحه الدائم على والديه، وافقت الأسرة على شراء «توك توك» لنجلهما بشرط أن يعمل عليه فى فترات الإجازة فقط.. وبالفعل اشترى الشاب «التوك توك».. وبدأ يشق به شوارع وميادين منطقة الجيزة بالكامل طلبًا للرزق الحلال. لكن يبدو أن خطوة شراء التوك توك للشاب كانت بمثابة مسمار دُق فى نعشه، فلم يمر سوى أسبوع واحد من عمله الجديد.. وحدد القدر موعدًا داميًا بينه وبين حفنة من شياطين الأنس، الذين قرروا أن يستلقوا معه التوك توك بحجة توصيلهم إلى أحد الطرق الزراعية بالهرم بمحافظة الجيزة.. وهناك قرر الأشرار أن ينفذوا مخططهم البشع على الشاب.. فقاموا بذبحه وإلقاء جثته بجوار مدرسة على الطريق، ثم استولوا على التوك توك وفروا هاربين. «أحمد» أحد أصدقاء وجيران المجنى عليه قال إن «خالد» توجه إلى العديد من شركات السياحة بالمنطقة الأثرية بالهرم لطلب عمل يتماشى مع حلمه الذى كان يسعى للوصول إليه منذ طفولته وهو العمل بالقطاع السياحى.. لكن الفرصة لم تسنح للالتحاق بأى عمل هناك، فقرر البحث عن أى عمل آخر مهما كان ليرفع المعاناة عن أسرته، خاصة انه قام بالتقديم فى أحد مراكز الحصول على الدورات العلمية فى مجال الكمبيوتر وتعلم اللغة الإنجليزية التى تساعده على العمل فى المجال الذى يحبه، وتحتاج إلى المزيد من المصروفات.. حتى وجد أمامه فرصة العمل على توك توك وحدث ما لا يحمد عقباه. أحمد أضاف أيضًا أن يوم الواقعة فوجئ أهل القرية بالعثور على الجثة. كل الخيوط التى توصلت إليها التقارير الطبية التى أصدرها الطب الشرعى أفادت بأن المجنى عليه «إسلام خالد» 18 سنة قاوم المتهمين حتى آخر نفس فى حياته.. خاصة بعدما تضمنت التقارير وجود سحجات فى مناطق متفرقة من جسد المجنى عليه والتى تدل على نزاعه حتى الموت ومقاومته للمتهمين خلال محاولاتهم سرقة التوك توك وقد أمر اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الجيزة واللواء مصطفى عصام حكمدار الجيزة بتشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض الحادث وضبط الجناة حيث توصلت تحريات المباحث باشراف اللواء رضا العمدة نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بأن 4 متهمين وراء ارتكابهم الواقعة حيث تم تشكيل فريق بحث باشراف اللواء محمد عبدالتواب مدير مباحث الجيزة لسرعة ضبط المتهمين وتمكن المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم باشراف العميد عبدالوهاب شعراوى رئيس مباحث غرب الجيزة من ضبط المتهمين .