علماء الدين: يستحب فيها الإكثار من الطاعات وفعل الخيرات ليلة القدر هى ليلة الخير وطلب المغفرة والعفو من الله والعتق من النار، أخبر عنها النبي، صلى الله عليه وسلم، أنها إحدى ليالى العشر الأخيرة من رمضان، وبين عليه الصلاة والسلام أن من قامها بالصلاة وسائر أنواع العبادة من قراءة ودعاء وصدقة وغير ذلك إيمانا، بأن الله شرع ذلك، واحتسابا للثواب عنده، لا رياء ولا لغرض آخر من أغراض الدنيا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه. وأكد علماء الدين، أن ليلة القدر هى نفحة ربانية من الله تعالى لعباده، الذين يتعرضون لهذه الليلة المباركة بالعبادة والطاعة والدعاء لمغفرة الذنوب والعتق من النار، حيث إن خير الدعاء فيها هوطلب العفو من الله تعالي، وطالبوا بتحرى هذه الليلة بفعل الخيرات وترك المنكرات، ابتغاء الثواب من الله تعالي. ويقول الدكتور عبدالرحمن عباس سلمان الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بأسيوط، إن ليلة القدر هى أفضل الليالى حيث أنزل الله فيها القرآن الكريم، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر وأنها مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، قال تعالي”إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» وقال سبحانه»إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْر وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، وقد دلت هذه الآيات على أن العمل فيها خير من العمل فى ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده، فجدير بالمسلمين أن يعظموها وأن يحيوها بالعبادة. وأشار الى ان النبى صلى الله عليه وسلم، قد اخبر أنها فى العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشرة أرجى من غيرها، فقال عليه الصلاة والسلام»التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان، التمسوها فى كل وتر «، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله، أن هذه الليلة متنقلة فى العشر، وليست فى ليلة معينة منها دائما، فقد تكون فى ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون فى ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون فى ليلة خمس وعشرين، وقد تكون فى ليلة سبع وعشرين وهى أحرى الليالي، وقد تكون فى تسع وعشرين، فمن قام ليالى العشر كلها إيمانا واحتسابا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله به أهلها، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالى بمزيد اجتهاد لا يفعله فى العشرين الأول من الشهر الكريم، قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: «كان النبى صلى الله عليه وسلم يجتهد فى العشر الأواخر من رمضان»، وللطاعات فيها قدر وفضل على الطاعات فى غيرها، وهى ليلة تكثر فيها الملائكة بالأرض كثرة لا تكون فى غيرها لقوله تعالي»تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا». وحول كيفية إحياء ليلة القدر، يوضح الدكتور عطية مصطفى أستاذ الدعوة والثقافة بجامعة الأزهر، أن التماس ليلة القدر يحتاج من المسلم التهيؤ والاستعداد، لما لهذه الليلة من قيمة كبيرة ومن قدر عظيم، فمن فوائد الصوم صفاء القلب واستنارة الروح واستعدادها بذلك لنفحات الله المعنوية، فقد ورد فى الحديث الصحيح» إن لربكم فى أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها”، والتعرض لنفحات الله يتمثل فى زيادة الطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات، فخيرية ليلة القدر راجعة إلى تفضيل الطاعة فيها والعمل الصالح على غيرها من الليالى والأيام، وهذا يفيد أن المسلم الذى يتطلب ليلة القدر إنما يتطلبها ليعمل صالحا ويجد فى العبادة، فالمؤمن إنما يطلبها للدين لا للدنيا، وقد ثبت فى الصحيحين عن أبى هريرة- رضى الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم، قال « من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». وأفضل الدعاء فى هذه الليلة المباركة، هو طلب العفو والمغفرة من الله تعالي، فعن عائشة، رضى الله عنها، أنها قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ قال قولي: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، فليلة القدر من أوقات الاستجابة فينبغى للمؤمن أن يكثر فيها من الدعاء.