ونحن فى مستهل الفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسى أعتقد أننا بحاجة إلى بناء جسر متين يعبر به الوطن نحو شواطيء جديدة من الأمن والاستقرار والتنمية تحت أجواء من الشفافية، التى تؤدى إلى ترسيخ الانتماء الوطنى وتعميم الإحساس بأن الوطن ملك لكل أبنائه، ومن ثم فإنه مسئوليتهم جميعا وليست مسئولية الدولة وحدها. ويعزز من صحة ما أدعو إليه أن الفترة الرئاسية الأولى شهدت تحركا ملموسا باتجاه البحث عن ركائز الإصلاح الدائم وليس الإصلاح الظاهرى أو المؤقت من خلال استشعار لأولويات المصلحة الوطنية العليا، وذلك أمر يحسب لحكومة المهندس شريف إسماعيل التى تستحق التحية لأنها أنجزت بأكثر مما أخفقت، ومن حسن الحظ أن الدكتور مصطفى مدبولى المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة كان أحد الأعمدة الرئيسية للحكومة المستقيلة ويعرف الكثير مما ينبغى عمله فى المرحلة الجديدة وعلينا أن ندعو له بالتوفيق. ولعله لا يغيب عن أحد أننا أمام أدق وأخطر مرحلة فى تاريخ مصر باتجاه تحول اقتصادى واجتماعى له استحقاقاته وتكاليفه، التى ينبغى أن نكون مستعدين لتحمل فاتورتها بذات الشجاعة التى مكنتنا من الخطو الصحيح الذى خطوناه فى هذا الاتجاه خلال العامين الأخيرين من الفترة الرئاسية الأولي. وهنا ينبغى أن نشير إلى حقيقة أساسية هى أن الناس منذ قديم الأزل لا يتقاعسون عن التعبير الصادق عن انتمائهم وولائهم لأوطانهم عندما يتعمق فى داخلهم الشعور بحرص الدولة على إعلاء قيم الطهارة والنزاهة والشرف، وبالتالى يبرز التسابق على إبداء التجاوب مع كل دعوات الإصلاح الضرورية والحتمية لحماية البناء الوطنى من مخاطر التآكل أو الانهيار. وظنى أن اختصار الزمن اللازم لإنجاز العبور الاقتصادى والاجتماعى المنشود فى الفترة الرئاسية الثانية للسيسى يرتهن بمدى قدرة الدولة على توفير الكوادر القادرة على الارتفاع لمستوى الأحلام المشروعة والطموحات الضرورية لشعب يستحق حياة كريمة.. وظنى أن ذلك ليس بالأمر المستحيل على حكومة الدكتور مصطفى مدبولي. خير الكلام: * أخطاء البلهاء تصنع أسلحة الخبثاء! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله