عثمان الجوهري : نجد الممارسات اليومية والاسبوعية في نظام حياة المسلم من صلاة الجماعة والجمعة وحضور تشييع الجنائز وأيضا إستحباب دعوة المؤمنين للطعام وغيرها من المناسبات الاجتماعية الاخري. ولنتأمل هنا وعلي سبيل المثال فقط قول الله تعالي: إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث أعجب الكفار نبانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور الآية02 سورة الحديد. نفهم من هذه الأية الكريمة ان جميع متاع الدنيا هو في نهاية المطاف زائل من أموال وقصور واولاد فاذا كان الحال كذلك فما هي المبررات التي تجعل الانسان اشد تعلقا بأمر ذاهب لغير رجعة ولذلك ينبغي علي الانسان المؤمن العاقل ان يتعلق قلبه بالشئ الباقي الدائم الذي لازوال له ولا إضمحلال. ولزيادة الومضة الايمانية حول تفسير هذه الاية الكريمة نقرأ ما جاء في ظلال القرآن: إن الدنيا الغرور هي سبب البعد عن الدين مع ان الدنيا فانية ويؤثرها ضعفاء العقول والنفوس علي الآخرة الباقية وهي سبب الاعراض عن طاعةالله عز وجل والبعد عن الخشوع مع أن حبها رأس كل خطيئة وهي سبب قسوة القلب وتغيير الذمم مع ان الله سبحانه وتعالي يعدهم مغفرة منه وفضلا ويحذر الناس ان الدنيا عرض زائل ومتاع مؤقت وهذا يشغل الانسان عما ينفعه ويفيده مع ان زينة العقلاء السعداء هي أيمان راسخ بالله تعالي ويقين ثابت مع ذكر دائم لصاحب النعم وايمان عميق بوجوده ذاتيا مع الايمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر لان الدنيا عند المؤمن قنطرة موصلة للآخرة وممر لها فعلي من يحبها ان يعمل ولابأس من أن ينتفع ببعض مباهجها.