* توعية المرأة والتركيز على القيم جوهر الدروس الدينية في رمضان ترى الدكتورة يمنى أبو النصر الواعظة بالأوقاف، أن الانشغال بالمسلسلات والبرامج من أكثر السلبيات التى تؤدى لضياع الوقت فى رمضان، وحذرت النساء من الانشغال بالتسوق والشراء فى رمضان، لأن هذا الشهر للعبادة والذكر والطاعات، وليس شهرا للطعام والشراب، وطالبت المرأة بالتركيز فى رعاية الأبناء بجانب الحفاظ على الطاعات، وتخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم . وفى حوار مع «الأهرام» وجهت العديد من النصائح للشباب، وطالبت بضرورة التواصل معهم، وتوعيتهم بخطورة الجماعات المتطرفة، مع أهمية اختيار شريك الحياة بعناية وشددت على أهمية دور الأم فى تحذير الأبناء من أصدقاء السوء، وحثهم على الطاعة والعبادة، لأن دور الأم محورى داخل الأسرة .. وإلى نص الحوار .
ما أهم النصائح والقضايا التى تهم المرأة فى رمضان، وما دور الدعوة النسائية فى ذلك؟ شهر رمضان له طبيعة خاصة عن غيره من باقى الشهور، وموضوعات الدروس الدينية النسائية فى رمضان تركز على فضل الصيام، بالإضافة للتوعية بالأخطاء التى قد تفسد الصيام، كما تمتد لتشمل العديد من النصائح التى تقدم للمرأة، وذلك بهدف أن تقوم بدورها داخل الأسرة، لأن دور المرأة فى رمضان مؤثر جدا، وعدم القيام بهذه المسئولية على أكمل وجه، يؤثر بالسلب فى باقى أفراد الأسرة، وبشكل عام فإن موضوعات الدروس تدور حول الصيام وفضل شهر رمضان، وكيف يمكن أن تنظم المرأة حياتها بين العمل والأسرة والحفاظ على الطاعات، والبعد عن الإسراف والتبذير، وحث الأبناء على الحفاظ على الطاعات وحضور دروس العلم . الانشغال بالمسلسلات والبرامج من أكثر السلبيات التى تحدث فى رمضان، وكثير من النساء يحرصن على قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، كيف نواجه هذه الظاهرة ؟ المرأة عليها أن تحدد لنفسها هدفا فى رمضان، وتضع خطة منظمة تسير عليها، من أجل أن تحافظ على وقتها ووقت الأسرة، وأن تؤدى دورها الأساسى فى رعاية الأبناء، وفى نفس الوقت تحافظ على الطاعات والعبادات، وأخطر ما يمكن أن تقع فيه المرأة هو إضاعة الوقت، ولذلك ننصح دائما بالحفاظ على أيام رمضان، لكن هناك بالفعل بعض البرامج المتميزة التى تستحق المشاهدة، وفى كل الأحوال نحذر من إضاعة الوقت سواء فى الشراء أو التسوق أو مشاهدة المسلسلات والبرامج، لأن كل ذلك فى النهاية يؤدى لعدم التركيز فى الطاعات، وننصح المرأة بأن تحرص على أداء الصلاة فى وقتها، بجانب حضور دروس العلم قدر المستطاع، لأنها قد تجد فى هذه الدروس ما يفيدها، ويمكن أن تتوجه للواعظات فى أى قضية خاصة بالنساء. فى رمضان هناك نماذج واضحة للإسراف والتبذير ، فماذا تقولين للمرأة؟ من العادات السيئة قيام الكثير من النساء بتخزين السلع قبل رمضان، وهذه أمور أصبحت عادة لدى الكثيرين، لكن نطالب بتصحيح هذه الأفكار، لأن رمضان ليس شهرا للطعام والشراب، لكنه شهر للعبادة والذكر والطاعات، ويجب أن نرسخ هذه المفاهيم، وأن ندرك الهدف من الصيام، وبقدر الإمكان على المرأة ألا تنشغل بالشراء والتسوق دون حاجة ضرورية، وأن يكون الهدف الأساسى هو الإحساس بالفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، وأن يظهر الجانب المتميز لدى المسلم فى هذه الأيام الطيبة، من خلال العطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين، لأن الانشغال بالطعام والشراب قد يكون على حساب التركيز فى العبادة، والمؤكد أن المرأة لها دور محورى فى هذه الجوانب، وعليها أن تركز على الاحتياجات الأساسية للأسرة، لأن الشريعة الإسلامية تحث على عدم التبذير، وذلك فى قول الله سبحانه وتعالي «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ». وما هى النصائح التى توجهينها للشباب؟ أنصح الشباب بالحرص على الطاعات والتردد على المساجد، والحفاظ على الصلوات الخمس فى جماعة، وحضور دروس العلم، وتوعية الشباب من أهم الأمور التى يجب أن نركز عليها، فى ظل التحديات الكبرى التى تواجههم، ولعل أخطرها الجوانب السلبية لوسائل التواصل الحديثة، ولذلك ننصح بعدم إضاعة الوقت فى الحديث عبر هذه الوسائل، وأن تقوم الأسرة بتوعية ومراقبة سلوك الأبناء، وحثهم على الطاعات وتحذيرهم من أصدقاء السوء، وأن يقدم الأهل النموذج والقدوة للأبناء، من خلال العلاقات الطيبة بين أفراد الأسرة، والمؤكد أن طاعة الله عز وجل وبر الوالدين أفضل الأعمال، وأنصح الشباب بأخذ العلم من العلماء المشهود لهم بالوسطية والاعتدال . وكيف يمكن مواجهة ظاهرة الغلاء فى المهور التى أصبحت سببا فى تأخر سن الزواج؟ الاختيار الجيد هو أساس الزواج الناجح، ونطالب الأسر بعدم المغالاة فى المهور، والنبى الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فى الحديث «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير»، هذا فيما يخص اختيار الزوج، كما قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف الذى يوضح ضوابط اختيار الزوجة، قال صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع، لدينها ومالها وجمالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». والمؤكد أن الالتزام بهذه المعايير فى الزواج، ضمانة للنجاح فى الحياة، ولذلك ننصح الأسر بأن تسهل أمور الزواج، لأن ذلك يحمى الشباب من الفتنة، ويحمى المجتمع من السلبيات التى تترتب على تأخر سن الزواج، فالمال ليس شرطا لنجاح الزواج، لكن الدين والخلق والمعاملة الطيبة والتوافق بين الأسر، يؤدى لنجاح الزواج ويزيد من قوة العلاقة داخل الأسرة التى هى نواة المجتمع .