شهدت كبرى العواصم الأوروبية مسيرات احتجاجية حاشدة لأسباب مختلفة، تنوعت بين المواجهات القائمة بشأن صعود اليمين المتطرف سياسيا والاختلافات بشأن سياسات الحكومات المحلية ودعم القضايا الإنسانية الدولية، وفى مقدمتها حقوق الأقليات. فقد شهدت العاصمة الألمانية برلين، تظاهر عناصر من حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليمينى المتطرف، تحت شعار «من أجل مستقبل ألمانيا» وبلغ عدد المشاركين بها نحو 2500 متظاهر، لتواجه مسيرة يسارية مناوئة لها يشارك بها نحو عشرة آلاف شخص من أنصار التيارات اليسارية المناهضين لصعود اليمين المتطرف. ونشرت الشرطة الألمانية قوات أمن إضافية تقدر بحوالى ألفى عنصر، بينهم عناصر تم استدعاؤهم من عشر ولايات ألمانية أخرى، تحسبا لاندلاع أعمال عنف بين عناصر المسيرتين. وأوضح توماس نويندورف، المتحدث باسم شرطة برلين، أن نشر قوات الأمن الإضافية لا يتعارض مع حق «حرية التجمع». وتجددت مظاهرات عشرات الآلاف من الفرنسيين احتجاجا على السياسات الإصلاحية التى بدأ فى تطبيقها الرئيس إيمانويل ماكرون، مع المطالبة بتحقيق المزيد من «العدالة الإجتماعية» بين مختلف فئات المجتمع الفرنسي. وكشفت تصريحات صادرة عن نقابة «سي.جي.تي» العمالية أن العاصمة باريس وحدها شهدت خروج حوالى 80 ألف متظاهر. وإن قللت تقديرات الشرطة الفرنسية من هذا العدد وخفضته إلى ما لا يزيد عن 21 ألف. وتخطت المظاهرات الضخمة العاصمة إلى مدن مثل نانيس ومارسيليا ومونبيليه وليون. وقامت المظاهرة الضخمة بناء على دعوة حوالى 60 جهة، بينهم نقابات عمالية وأحزاب يسارية، ودعت مجتمعة إلى إطلاق ما سمته «موجة شعبية» للاحتجاج على سياسات ماكرون الذين يصفونه ب» رئيس الأغنياء». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «دعونا نزعزع الحكومة» و «المهملون المحتقرون»، مطالبين بتحقيق العدالة الإجتماعية والتضامن مع الفئات المهمشة اجتماعيا واقتصاديا. وفى النمسا، شهدت العاصمة فيينا مظاهرة شارك بها الآلاف وتقدمها كاردينال النمسا كريستوف شون بورج للمطالبة بدعم حقوق الأقليات فى مختلف دول العالم، وتحديدا فى أوساط الدول التى تعانى الأقليات فيها من التهميش وانتهاك الحقوق. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولى بالتحرك الواسع والسريع من أجل إنصاف فئات الأقليات حول العالم.