زيارة الاهرامات حلم للكثير من السائحين الذين يأتون من كل ارجاء العالم للاستمتاع بعظمة الحضارة المصرية، لكن هذا الحلم كان كثيرا ما يصطدم بالعديد من الممارسات التى ينتهجها البعض وتضايق السائح والزائر، ولا يجد الخدمات الاساسية التى يحتاجها فى اثناء زيارته ، فيخرج من المنطقة بتجربة سيئة ولا يعود لزيارة المكان مرة اخري، ولكن ما يحدث حاليا يؤكد انه بعد سنوات طويلة سوف تتخلص هذه المنطقة من الفوضى والعشوائيات. يقول الدكتور محمد اسماعيل المشرف العام على مشروع تطوير منطقة الاهرامات، ان هذا المشروع سينقل المنطقة الاثرية نقلة نوعية، لتصل إلى المستوى العالمى الذى يليق بهذه المنطقة التى تعكس عظمة الحضارة المصرية، واضاف ان المشروع سيقدم للزائر تجربة جديدة ومختلفة للمنطقة ستشعره بقدسية المكان و سيتمكن من الاستمتاع بكل المزارات الأثرية هناك، وسيجد كافة الخدمات التى يحتاجها فى اثناء الزيارة. واشار الى ان المشروع بدأه وزير الاثار الأسبق الدكتور زاهى حواس عام 2008، و تم توقيع العقد مع مجلس الدفاع الوطنى وقتها لتولى المشروع، الا انه توقف بعد يناير 2011 بسبب انحسار السياحة التى كانت تمثل المصدر الأساسى لدخل الوزارة، مما كان له اكبر الأثر فى توقف العديد من المشروعات الكبيرة فى الآثار ومنها هذا المشروع الضخم، ثم عادت الحياة الى المشروع مرة اخرى عام 2016 على يد الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق، وبدأ العمل فيه مرة اخرى بعد ان خصصت له وزارة السياحة تمويلا قدره 51 مليون جنيه، و قامت بالفعل وقتها بسداد 25 مليونا منهما، الا ان هذا المبلغ لم يكن كافيا للانتهاء من هذا المشروع الضخم. واوضح انه بعد تولى الدكتور خالد العنانى وزير الاثار حقيبة الوزارة، وفرت الدولة مليار و250 مليون جنيه لاستكمال 8 من مشروعات الآثار من وفورات الاستثمار للعام المالى 2016/2017 ، وتم تخصيص جزء من هذا المبلغ لهذا المشروع، وبالتالى تم استكمال العمل فيه. وقال ان المشكلة التى واجهت المشروع عند استكمال العمل به كانت تضاعف الأسعار بين ما تم الاتفاق عليه مع المقاولين عام 2008 وبين الأسعار عام 2016، فكان لابد من تعويضهم وتغيير العقود، وقد تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الإشراف الهندسى على المشروع كما تولت التعامل مع المقاولين، و تولت وزارة الاثار الإشراف الاثرى على المشروع، مؤكدا أن المشروع فى مراحله النهائية تمهيدا لافتتاحه منتصف العام الحالى بتكلفة اجمالية 420 مليون جنيه . وعن المشروع قال اسماعيل انه سيتم تغيير المدخل الرئيسى للمنطقة الاثرية ليكون من طريق الفيوم، و سيغلق المدخل الحالى ويقتصر فتحه فيما بعد للزيارات الرسمية فقط، و سيكون مخرج نزلة السمان مخصصا للأفراد. مشيراً الى انه من اهم أهداف المشروع منع السيارات من الدخول الى المنطقة للحفاظ على الآثار الموجودة بها، و لذا تم انشاء موقف سيارات كبير عند المدخل الجديد و سيكون التحرك داخل المنطقة باستخدام اوتوبيسات كهربائية.