عباس: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء تجسد قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة    إنفوجراف.. إنجاز تاريخي للتعليم العالي في سيناء    سفير قطر بالقاهرة يهنئ مصر قيادة وشعبا بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    أسعار الذهب في مصر تميل إلي الهبوط مع انخفاض الطلب بالأسواق    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وشبرا الخيمة    النور مش هيقطع في بيتك بعد النهارده.. اعرف سعر جهاز مانع انقطاع الكهرباء    ياسمين فؤاد تترأس مع وزيرة ألمانية جلسة النظام العالمي لتمويل المناخ    مصرع وإصابة 36 شخصا إثر اندلاع حريق كبير في فندق شرقي الهند    أخبار الأهلي: شوبير يكشف عن مفاجأة في قائمة الأهلي أمام مازيمبي    فودين عن بيلينجهام: لم أر أحدا في عمره بهذا النضج    القبض على مسن أنهى حياة زوجته بقرية البياضية في المنيا    خبيرة أبراج تبشر "المائيين"    شكرًا لكل شهيد ضحى بروحه.. خالد سليم يحتفل بعيد تحرير سيناء    «هيئة الدواء» توضح طرق انتقال العدوى بمرض الملاريا    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    مواجهة اتحاد جدة تشهد عودة ميتروفيتش لصفوف الهلال    تفاصيل اليوم الأول للبطولة العربية العسكرية للفروسية للألعاب الأولمبية| صور    الهلال الأحمر الفلسطيني يحذر من انتشار كبير للأمراض المعدية في غزة    الداخلية: نواصل جهود مكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    الأردن يدين سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    شقو يكتسح شباك تذاكر أفلام السينما.. بطولة عمرو يوسف وأمينة خليل    محافظ الفيوم يشهد الجلسة الختامية لورشة عمل مناقشة مخرجات إعداد الخطة الاستراتيجية للمحافظة 2030    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    صرف صحي الإسكندرية تستقبل وفدا أردنيا للوقوف على الإدارة المستدامة    سقوط عصابة تخصصت في سرقة الدراجات النارية بالقاهرة    مصرع عامل تعرض لصعق كهربائي بأكتوبر    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    بكام يا أخضر.. سعر صرف الدولار اليوم الخميس 25 أبريل 2024    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    لبيب يرافق بعثة الزمالك استعداداً للسفر إلى غانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الين يهبط لأدنى مستوياته في 34 عاما أمام الدولار    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محور روض الفرج .. عملاق جديد فى الطرق القومية
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 05 - 2018

* المسئولون بالمشروع : أكبر كوبرى معلق بنهاية العام الحالى بأيد مصرية 100%
* يساعد على حل الأزمة المرورية ويوفر 200 ألف لتر بنزين
* عامل المعدية: ننقل الفنيين والمهندسين على مدى اليوم ولن نرتاح على مدى حتى ننجز المهمة على أكمل وجه

خلال السنوات الثلاث الأخيرة شهدت مصر حركة بنيان عظيمة، فلا يمكن أن تتنقل من مكان لآخر بإحدى المحافظات إلا و تلمح عينك واحدا من المشروعات القومية العملاقة.
«تحقيقات الأهرام» قامت بجولة فى واحد من أهم المشروعات التى يجرى تنفيذها حاليا بأحد المداخل الرئيسية للقاهرة ظلت أعيننا تتابعه على مدى عامين وترقبه وهو يكبر ويعلو بين يوم
وآخر، ومن ضخامته وتنوع أعماله، وهمة ودقة وسرعة إنجاز عماله، تتزايد داخلنا علامات الاندهاش والتساؤلات حول طبيعة هذا المشروع وتوقيت إنجازه بالكامل وأهدافه وأسلوب وخطط تنفيذه وضمانات جودته وعوامل أمان وسلامة العمال خلال تعاملهم مع كتل أوزانها مئات الأطنان على ارتفاعات شاهقة..عن محور روض الفرج نتحدث ..

التقينا فى بداية جولتنا بالموقع المهندس محمد فوزى مدير المشروع بالنيل الشرقى الذى أوضح أن محور روض الفرج هو محور عرضى حر يربط شمال وشرق القاهرة بطريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى عند الكيلو 39، ويربط مناطق شمال محور أبو بكر الصديق على ترعة الإسماعيلية بشرق القاهرة (محور الفنجري)، وتجرى أعمال تطويره بمناطق غرب القاهرة (طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوى مدينة 6 اكتوبر الشيخ زايد) كما أنه جزء من الطريق الحر من الزعفرانة ويربط الطريق الساحلى للبحر الأحمر من خلال طريق الجلالة الجديد (من طريق الزعفرانة حتى العين السخنة) بالطريق الساحلى على البحر المتوسط عند مدينة الضبعة.
وكانت عبارة عن ربط جزئى للطريق الدائرى بطريق مصر الاسكندرية الصحراوى عند الكيلو 39 بإجمالى طول 29 كم، أما أعمال المرحلة الثانية فتتكلف 4 مليارات جنيه وتنفذها شركة المقاولون العرب حاليا تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بطول 15 كم، وتعد هذه المرحلة الجزء الأصعب بالمحور لأنها تشمل أعمال مرافق (خطوط مياه وصرف صحى وكابلات تليفونات وضغط عال ومتوسط ومنخفض)، ونزع ملكية أراض للمنفعة العامة، وتحويلات مرورية بمناطق مزدحمة مروريا، لاسيما أنها بأحد المداخل الرئيسية للعاصمة وتتضمن إنشاء 3 كبارى أحدها معلق، وتبدأ من ترعة الإسماعيلية مرورا بمنطقة شبرا - المظلات حتى غرب الطريق الدائرى فى اتجاه طريق الإسكندرية الصحراوي.. ويتكون المحور من اتجاهين و6 حارات مرورية بكل اتجاه، بحيث ستخصص حارتان للأوتوبيس المفصلى من شبرا لمدينة 6 أكتوبر، الذى له محطات بالمناطق الرئيسية بالمشروع، مع إنشاء سلالم عند كل محطة بجانب خط الترام السريع الكهربائى من محطة الزمر (آخر محطة بمترو أنفاق خط إمبابة).
منازل ومطالع
يشمل المحور 6 منازل ومطالع بالمظلات و8 مطالع ومنازل بالدائري، وفى بدايته بالخلفاوى 3 مطالع منها اثنان من كورنيش النيل للقادم من الطريق الزراعى والقادم من وسط القاهرة وآخر من شارع سعد سليم بشبرا و3 منازل منها 2 لشارع دولتيان حتى كوبرى أبو وافية، ومنزل للكورنيش للمتجه إلى وسط القاهرة، بالاضافة لمنزل الكوبرى الرئيسى الذى يؤدى إلى ترعة الاسماعيلية حتى محطة الكهرباء، وفى نهاية المحور عند الطريق الدائرى هناك 4 منازل و4 مطالع من الطريق الزراعى والجيزة وامبابة وعند تقاطع المحور بطريق الاسكندرية الصحراوى يوجد منزل ومطلع.
والكوبرى الرئيسى ينقسم إلى 5 أجزاء ومطالعه ومنازله بمناطق شبرا والدائرى والوراق، بالاضافة لثلاثة أجزاء: الاول كوبرى النيل الشرقى المعلق الذى يجرى تنفيذه على عمودين بارتفاع 94 مترا تتدلى منهما كابلات ضخمة عبارة عن حزم قطر الواحدة منها يصل إلى 30 سنتيمترا ويبلغ وزنها 1000 طن وهى عبارة عن حزم مجمعة من الحديد عالى المقاومة لتحمل اى احمال ناتجة عن الرياح والزلازل، إلى جانب انه مقاوم لصدأ الحديد على غرار كوبرى 6 اكتوبر المعلق بمنطقة غمرة، ويبلغ طوله 540 مترا وعرضه 60 مترا، ويعد من أكبر الكبارى المعلقة عرضا فى العالم ويبلغ عرض فتحته الملاحية 300 متر ليعبر منها أكبر عدد من السفن الملاحية، والجزء الثانى كوبرى النيل الغربى الذى تم إنشاؤه بنظام العربات المتحركة، بينما الجزء الثالث فيمر أعلى جزيرة الوراق وتم تنفيذه بثلاثة أنظمة مختلفة لسرعة الانجاز ..
مع العمال
ثم اصطحبنا المهندس محمد فوزي صوب المعدية لنتفقد مواقع العمل بالمشروع فى نهر النيل، وأثناء تحركها تجاه الجزيرة سألنا عم سعودى عامل المعدية عن فترة عمله وعدد النقلات التى يقوم بها خلال الوردية، فأجاب : يستخدم العمال والمعدات المعدية حسب الورديات والتى تبدأ من 7 صباحا الى 8 مساء، دون الارتباط بعدد معين للعبور لكلا الجانبين أو عدد العمال أو المعدات والخامات، فمهمتنا تلبية متطلبات العمل بمنتهى السرعة، وأهم التعليمات لنا بالموقع الانجاز بدقة وبسرعة متناهية حيث إن الدقيقة لها قيمة كبيرة ولا يجوز إهدارها، ولن نرتاح حتى ننجز المهمة على أكمل وجه. وفوق كمرة بأحد الأعمدة العملاقة وقف عصام محمد - مبيض - على السقالة ينهى أعمال الطلاء قال : أعمل من الساعة 8 صباحا حتى 4 عصرا، وفى بعض الأحيان يقتضى الانتهاء من حجم عمل معين أن نعمل ورديتين حتى الساعة 12 ليلا.
وصعدنا فوق السلالم الخشبية حيث يقوم مجموعة من العمال بتركيب الأخشاب تجهيزا لصب الخرسانة بأحد أعمدة الكوبرى والتقينا عبد المحسن عبد الستار - فنى الشدة الذى قال مهمتنا تنفيذ العمل وفق تعليمات المهندس الذي يوفر لنا كل إمكانات العمل، ويحرص ويشدد على ضرورة ارتدائنا لل safety من أجل الحفاظ على أرواحنا من المخاطر.
أما على رمضان - حداد مسلح - فقال : أعتز بأننى أعمل فى هذا المشروع من بدايته، ومشاركتى فى تشييده مصدر فخرى وسعادتى وهو من أكبر المشروعات القومية التى أقامتها الدولة .
تنفيذ بمواصفات مصرية وعالمية
وعلى الجزيرة فى الجهة الأخري، التقينا المهندس يوسف حمدى علوانى مدير المكتب الفنى بإدارة المشروع الذى أوضح أن العمل بهذه المرحلة يضم 6 قطاعات 4 منها انتهت بنسبة 97 % وستنتهى أعمال الدهانات والنيوجرسى فى 30 يونيو المقبل، بينما أعمال النيل الشرقى والكوبرى «المعلق» تم إنجاز 75 % منها وسيتم الانتهاء فى 30 ديسمبر 2018 ، مشيرا الى أنه يجرى تنفيذ هذا الكوبرى على 8 قواعد خرسانية (قاعدتان رئيسيتان و6 قواعد مساعدة) فى نهر النيل بفرعيه، والقاعدتان الرئيسيتان كل منهما تضم 80 خازوقا بقطر 2 متر وعمق 47 مترا تحت سطح النيل، وتتم أعمال الصب ونظام التسليح بالمشروع طبقا للمواصفات المصرية والعالمية لاسيما أن الكوبرى يتم تنفيذه لتحمل أوزان تصل إلى 120 طنا. وقد استوعب المشروع نحو 300 ألف طن حديد ومليون متر مكعب خرسانة، حيث احتاجت القاعدة الواحدة ل10 آلاف متر خرسانة و5 آلاف طن حديد وأبعادها 100م 30م بارتفاع 5 أمتار وكل قاعدة ترتكز عليها 3 أعمدة عملاقة يصل ارتفاعها إلى 93 مترا.
بأيد مصرية 100%
أوضح مدير المكتب الفنى بإدارة المشروع أنه يعد أول مشروع مصرى وأول كوبرى معلق بهذه الضخامة يتم تنفيذه بأيد مصرية 100 %، حيث إن «كوبرى السلام المعلق» فوق قناة السويس أنشأته شركة يابانية مع «المقاولون العرب»، بينما الكوبرى المعلق بمحور روض الفرج جميع العمالة الهندسية والمهنية والفنية به مصرية خالصة وتقتصر الاستعانة فى التوريدات وبعض الخبرات الأجنبية على شركات صينية وألمانية، وذلك ضمانا للوصول لأعلى درجات الجودة التى يستلزمها التصميم الذى خطط له، والذى يجرى تنفيذه على مدى ال 24 ساعة بثلاث ورديات، مؤكدا ان تشييد هذا المشروع خلال الفترة الزمنية التى تقل عن 3 سنوات يعد انجازا بكل ما تحمله الكلمة من معني، لاسيما إذا قارننا محور روض الفرج، الذى بدأ العمل به فى 2015، بكوبرى 6 أكتوبر الذى استغرق تنفيذه نحو 30 عاما.
السلامة المهنية «أولوية قصوي»
وفى موقع أبراج الأعمدة بالجزيرة، توجهنا نحو المهندس محمود الخنيزى مدير السلامة والصحة بإدارة الكبارى والإنشاءات التخصصية الذى التفت حوله مجموعة من العاملين للاستماع لتوجيهاته فى واحدة من ندوات التوعية الميدانية التى يعقدها بصورة دورية.. وبعد انتهائه من الحديث مع العمال، سألناه عن ملامح الخطة التى يطبقها فى الموقع لضمان تحقيق السلامة والصحة المهنية للعاملين ومدى أهميتها، فأجاب: تواجهنا تحديات كبيرة جدا نتعامل معها عن طريق وضع خطط سلامة وطوارئ تتوازى مع كل مرحلة من مراحل العمل بالموقع، وعلى سبيل المثال عملية رفع أوناش الأحمال الكبيرة تتم بناء على خطة السلامة التى ترسم لها، فالحمل الذى يزيد على 10 أطنان يحتاج لخطة رفع أحمال. كما أن الأحمال التى يفوق وزنها 30 طنا تعد أحمالا «حرجة»، بينما نحن فى الموقع نتعامل مع أحمال تزيد على ال100 طن، فأى كمرة تصب أو سابقة الصب تفوق هذا الوزن، ويتم حملها بناء على خطة يتم إعدادها لمراجعة معدة الرفع أو الأوناش، ومعاينة طريقة حركتها وسلامة موقعها ووقوفها قبل بداية تنفيذ المهمة، بالاضافة إلى جانب مهم هو تدريب العاملين بالموقع وتحديد دورهم ومهمة كل فرد منهم، بحيث نقلص احتمالات وقوع أى خطأ، مؤكدا أن شركة المقاولون العرب تولى أولوية قصوى لتنفيذ جميع إجراءات السلامة والصحة اقتناعا بمدى أهميتها وضرورتها، من أجل تقليل احتمالات الإصابات والحوادث.
ندوات ميدانية للتوعية
واستطرد الخنيزى قائلا أن تدريب السلامة والصحة المهنية يشمل التدريب والتوعية فى آن واحد، بحيث يدرب العامل على الأسلوب الأمثل لرفع الحمل وكيفية توثيقه بالحبال بشكل جيد، واستخدام نوعية أقفال خاصة للرفع بمقاسات ملائمة للوزن الذى سيتم رفعه، والتدريب لا يقتصر على العمال والفنيين بل يشمل مهندسى التنفيذ من خلال ندوات ميدانية تتم فى الموقع لتوعية فريق العمل قبل بداية كل عملية، التى يتم فيها توضيح المهمة وإعطاء تعليمات بالأسلوب الأمثل للقيام بها دون التعرض لأى مخاطر فى موقع العمل بهذا المشروع الضخم الذى توليه الدولة اهتماما كبيرا لأهميته فى الخريطة التنموية، بالإضافة إلى أن جزءا كبيرا من هذه المرحلة يتم تنفيذه وسط نهر النيل، الأمر الذى يلزمه استعدادات وإجراءات سلامة قوية.. وضمانا لتحقيق ذلك تعاقدنا مع شركة خاصة بالإنقاذ النهرى تضم فريقا كبيرا للإنقاذ ولنشات، توجد طيلة الوقت، للتعامل فى المواقف الصعبة بالسرعة المطلوبة وإنقاذ أى عامل من الغرق فى حال سقوطه فى مياه النيل. كما تم التعاقد مع مكتب استشارى للسلامة متخصص فى أعمال الإنشاءات والعمل على ارتفاعات كالكباري، وبيت خبرة فى الأعمال التى نقوم بها فى روض الفرج. وأوضح أنه يتولى تنفيذ إجراءات السلامة بموقع المشروع فى الإقليم الشرقى فقط، مع فريق مكون من 28 فردا متخصصا فى السلامة والصحة المهنية، إلى جانب 8 استشاريين، لأن السلامة والصحة المهنية تمثل استثمارا كبيرا جدا تهتم به كل دول العالم، حيث إن الدول الإفريقية ودول الخليج لم تتقدم بالصورة التى نتابعها الآن إلا بتطبيق السلامة بدقة متناهية، فخسارة العنصر البشرى تعد خسارة مباشرة للكيان الاقتصادي، وتسبب خسائر للدولة بمليارات الجنيهات سنويا تنفقها على الإصابات المهنية.
تخطيط دقيق ومرن
وسط هذا الصرح العملاق وتناغم العمل بالموقع رغم تنوع الأعمال وضخامة مكوناتها، كان لابد أن نلتقى فى ختام جولتنا المهندس مصطفى حامد مدير التخطيط بالمشروع الذى قال إن مشروعا كبيرا بهذا الحجم يلزمه إعداد برنامج زمنى ومالى لتنفيذ بنود أعماله بالتوالى حتى نصل لتحقيق كامل البرنامج فى التوقيت الزمنى المقرر له، ووضع الخطط البديلة لمواجهة تأجيل أو ترحيل البرنامج لأية مشكلات تطرأ أثناء العمل، حيث نضغط بعض البنود لنتمكن من الانتهاء من العمل فى التوقيت المحدد ، فمن المشكلات التى أدت لتأخير العمل اختلاف موقع المرافق (غاز وكهرباء ومياه) فى التصميم عما هو بالواقع، وذلك يرجع لقدم الخرائط التى قدمتها الجهات المعنية للاستشارى لربطها بتصميم المشروع، مما يضطرنا إلى إعادة التصميم وتحويل المرافق، الذى يتوقف توقيت تنفيذه على حجم قطر المرفق وأهميته، على سبيل المثال فى الجهة المقابلة للوراق يوجد بها خط مياه مسئول عن القاهرة بالكامل، وواجهتنا مشكلة نزع الملكية بمنطقة الوراق والجزيرة التى عرقلت مسار الكوبرى فى أراض زراعية ومناطق سكنية، وبعد التراضى مع الأهالى وتعويضهم بمساكن بديلة أو مبالغ مالية والمغادرة، بدأنا تجهيز تلك المواقع وإعادة العمل بمسار المشروع بعد إزالة المبانى ورفع مخلفات الهدم التى تستغرق وقتا خارجا عن إرادتنا، حيث إن مهمة التخطيط لا تنتهى إلا بنهاية المشروع بنسبة 100%، حيث نقوم بأعمال المتابعة لحظة بلحظة حتى تمام تنفيذ جميع بنود المشروع وبمنتهى الجودة التى يجرى تقييمها وتسلمها من قبل مسئولى الجودة داخل الموقع واستشاريين من الخارج .
الكوبرى الملجم فى «جينيس»
المهندس محسن صلاح رئيس شركة المقاولون العرب أوضح أنه سوف يتم تسجيل الكوبرى الملجم فى موسوعة جينيس، لكونه أعرض كوبرى فى العالم، حيث يبلغ عرضه 64 مترا فى المنتصف ويضم أكبر فتحة ملاحية عبر نهر النيل و التى يصل عرضها إلى 300 متر.
ويشارك فى تنفيذ أعمال مشروع محور روض الفرج 4 آلاف مهندس وفنى وعامل من ذوى الخبرات الكبيرة، منهم على سبيل المثال من يعمل تحت سطح نهر النيل على مدى ال 24 ساعة، إضافة إلى عدد كبير من المعدات، حيث يتم استخدام أكثر من 50 ونشا لحمولات تصل إلى 600 طن، و27 ماكينة دق خوازيق، وعدد كبير من المعدات وعبارتين تم تصنيعهما بترسانة الشركة فى المعصرة خصيصا للمشروع بتكلفة 46 مليون جنيه، إضافة إلى لنشات وعبارات وصالات بحرية أخري.
وأشار إلى أن المحور يهدف لتسهيل عبور ناقلات التنمية لمنطقة الضبعة والأراضى الصحراوية التى يمر بها، وإيجاد مجتمعات تنموية واستثمارية جديدة وتقليل زمن الرحلات بين شمال وغرب الجمهورية، حيث سيكون محورا موازيا لمحور 26 يوليو مما يساعد على حل الأزمة المرورية، وسيوفر نحو 200 ألف لتر بنزين فى اليوم، مما يسهم فى رفع الضغط عن ميزانية الدولة من خلال ترشيد البنزين والسولار المدعم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.