محور روض الفرج .. إنجاز يسابق الزمن

◙ إقامة كوبرى معلق بعرض 66 مترا لأول مرة فى العالم بأيد مصرية
◙ تنفيذ المحور بمراحل متتالية للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط لدعم مشروعات التنمية
◙ فتحة الكوبرى الملاحية 300 متر بارتفاع 25 مترا ويضم 6 حارات وخطا للقطار الكهربائى فى المنتصف
.........................................................................................................................................


المشروع القومى لشبكة الطرق والكبارى شمل مخططه العديد من المشروعات الكبيرة لتمهيد الطرق الوعرة وشق الجبال وصولا للمناطق النائية والحدودية، ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات الوطنية التى شرعت الدولة فى تنفيذها خلال العامين الماضيين ولا يختلف عليها إلا جاحد
نظرا لأهميتها وضرورتها لتحقيق التنمية التى يستهدفها كل المصريين، وفى مقدمتهم القيادة السياسية للدولة المتمثلة فى الرئيس السيسى الذى يشدد دائما على دقة وسرعة انجاز تلك المشروعات، ومشروع محور روض الفرج واحد من المشروعات العملاقة الذى افتتحت المرحلة الأولى منه فى يناير الماضي، من جانبها قامت «تحقيقات الأهرام» بزيارة لمواقع العمل للمرحلة الثانية منه بمنطقة شبرا والنيل الغربى والشرقى وصولا للدائرى بمنطقة الوراق لتفقد مراحل العمل وحجم الانجاز الذى تم وتوقيت الانتهاء من أعمال التنفيذ التى تقوم بها شركة المقاولون العرب».
فى بداية الزيارة لموقع العمل بمحور روض الفرج بمنطقة شبرا وتحديدا أسفل أعمال الإنشاءات للكوبرى بمنطقة أبراج أغاخان التقينا المهندس مصطفى محمد حسنين مدير التخطيط والمتابعة لمشروع روض الفرج والذى أوضح أن المخطط للمشروع أن يصل جبل الجلالة بالبحر الأحمر والضبعة بالبحر المتوسط ليكون داعما رئيسيا لمشروعات التنمية، عبر مراحل عمل متتالية وتمهيدا لذلك تم الانتهاء من مشروع طريق الجلالة الزعفرانة ومنها للعين السخنة ثم للقاهرة بالطريق الدائري، ومنه نصل لبداية امتداد رمسيس بالقرب من نادى السكة الحديد ، ويدخل أيضا على محور وكوبرى الفنجرى والذى تتولى أعمال تنفيذه إحدى الشركات، ويستكمل المسار فى محور حدائق القبة ويمر بكوبرى أبو وافية وبعده كوبرى دولتيان بشبرا والذى يجرى إنشاؤه حاليا ويستكمل بالدائرى بالوراق ليصل للمحور على الدائرى حتى إسكندرية الصحراوى حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالمشروع وافتتحها الرئيس السيسى فى يناير الماضى.
«أعرض كوبرى معلق»
تقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذ الكبارى بمشروع المحور بمراحل متوالية، حيث نعمل حاليا بالمرحلة الثانية من المشروع والتى تبدأ من منطقة شبرا وتمتد إلى الدائرى بالوراق لمساحة 10,5 كم وتشمل المطالع والمنازل، بتكلفة تتعدى 4 مليارات جنيه، وكل أعمال المشروع تتم بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث يجرى العمل بإنشاء الكوبرى المعلق فوق النيل الشرقى والغربى بمرحلتين، حيث تتم إقامة الكوبرى المعلق بالنيل الشرقى بعرض 66 مترا وأعمدته بارتفاع 95م ليكون أعرض كوبرى معلق بالعالم، ولأول مرة يتم تنفيذه فى مصر بأياد مصرية خالصة لاسيما أن كوبرى السلام بقناة السويس قامت بإنشائه شركة يابانية، ونحن كمهندسين وعمال وفنيين مصريين بشركة «المقاولون العرب» نعمل بتفان على مدى 24 ساعة يوميا بالمشروع لتنفيذه على أكمل وجه وفى الوقت المحدد للانتهاء منه،حيث مقرر افتتاحه فى 31 ديسمبر المقبل.
وأضاف: ولتنفيذ المشروع تم تقسيمه ل 5 مناطق تبدأ ب «شبرا» والتى تضم 3 مطالع فى الطريق الزراعى بشبرا، شارع سعد سليم، طريق الكورنيش بوسط البلد، وتشمل أيضا 3 منازل بشارع دولتيان، بميدان المماليك وفى مرحلة تالية سيتم ربطه بكوبرى أبو وافية، والمنزل الثالث فى وسط البلد على الكورنيش «ثم منطقة النيل الشرقى التى تشمل الأعمال فيها الكوبرى المعلق، ثم منطقة الجزيرة حيث يتم تنفيذ أعمال إنشاء قواعد الكوبرى ، أما منطقة النيل الغربى فيتم تنفذ أعمال الكوبرى بها بأسلوب العربات المتحركة والتى نستخدمها لصب الخرسانات للقواعد أفقيا دون الحاجة لتركيب شدات أسفل النيل، ثم منطقة الوراق والدائرى بالاتجاهين سواء لمدينة نصر أو المريوطية وجميعها للربط بالاتجاه المقبل لمنطقة شبرا بحيث تضم 8 مطالع ومنازل، لينتهى الكوبرى بنزلة رئيسية بعد الدائرى ليصل إلى الطريق الذى افتتح بالمرحلة الأولي، وانتهينا بالفعل من العمل ب2 منزل ومطلع لربط الدائرى باتجاه المريوطية . أما عن حجم الانجاز فى العمل فقال نعمل فى الوقت الراهن بتنفيذ الأبراج تجهيزا لتركيب كابلات الشد بارتفاع 95م، وتم الانتهاء حاليا من مرحلتين فى كل الأبراج بقواعد الكوبرى ، والتى تضم القاعدة منه ركيزتين أيضا، وتلك الأعمال تتم من قبل العاملين والمهندسين بالشركة الذين يتعدى عددهم ال4000 فرد.
« إجراءات السلامة «
وفى أثناء توجهنا لتفقد مراحل العمل داخل النيل والجزيرة «قطاع النيل الشرقي»حرصنا على الالتقاء بالمهندس بهاء جريدة مدير السلامة والصحة المهنية بإدارة المشروع لاسيما أن معظم أعمال المشروع الضخمة يجرى تنفيذها على مستويات مرتفعة أو فى أعماق نهر النيل وتستلزم هذه الأجواء توافر إجراءات سلامة لتجنب مخاطر العمل، حيث قال : مهمتنا الرئيسية فى إدارة السلامة والصحة المهنية تأمين العامل فى المقام الأول ويليه تأمين المعدات ثم المنشآت إلى جانب الحفاظ على نهر النيل والبيئة من التلوث ، وتتحقق هذه العناصر على ارض الواقع من خلال تطبيق تعليمات الصحة والسلامة المهنية العالمية والتى تعرف بالمواصفة العالمية وكودها «18001» هذا إلى جانب تنفيذ التعليمات التى تصدرها المؤسسات الدولية المختصة بتأمين بيئة العمل وذلك بالإضافة إلى العمل وفق تعليمات البيئة بكود، 14001 « الأيزو» هذا كله إلى جانب تطبيق قانون العمل المصرى والتأمينات الاجتماعية وتعليمات دليل السلامة والصحة المهنية لشركة المقاولون العرب ، بحيث نتأكد من خلو بيئة العمل من العوائق، بتوافر أسطح عمل وممرات آمنة ، وارتداء العاملين جاكت وطوق النجاة، أما بالنسبة للعمل على الارتفاعات والتى ستصل فى الموقع لأكثر من 100 م ، ولتأمين العمال يشترط ارتداؤهم حزام الأمان ليدعمهم فى العمل بتلك المستويات المرتفعة ويحميهم من مخاطر السقوط أو الاصطدام بأى شيء، والى جانب كل ذلك وجود غطاسين فى موقع العمل بصورة دائمة للتعامل الفورى مع أى مشكلة يتعرض لها أحد من العمال. أما بالنسبة للمعدات فيتم تأمينها بالكامل ، فالأوناش يتم وضعها فوق عوامة بتوازن دقيق داخل نهر النيل بهدف تأمينها لكى تتمكن من رفع الأحمال الثقيلة والتى تستخدم فى الإنشاءات دون أن يختل توازنها وتغرق، وكذلك نقوم بتأمين المنشآت التى يتم العمل عليها بحيث نتجنب تعرضها للتلف من قبل المعدات أو تعرضها لحوادث حريق،وتلك العناصر يقوم على تفعيلها مدير الصحة والسلامة بالمناطق ال5 بالمشروع من خلال توزيع المشرفين التابعين لهم حسب اختصاص وتأهيل كل منهم ، لتأمين العاملين على الارتفاعات وأسطح وبيئة العمل وضد الغرق.
«شهود عيان»
وفى أثناء حديثه صحبنا بالعبارة للعبور لمنطقة العمل فى وسط نهر النيل الشرقى وتلك لحظات تاريخية لكل من يتابع خطوات العمل بها عن قرب تستحق أن ندونها جميعا ونذكر للأجيال القادمة اننا كنا شهود عيان لوضع أساسات وقواعد وأعمدة ذلك الصرح الضخم ، والذى يطلق عليه البعض « الهرم الرابع» فأعمال الإنشاءات بالنهر تتكون من ثلاثة أجزاء تضم مئات القواعد الخرسانية العملاقة فى قلب النيل ، تعلو وترتفع أبراجها بين اللحظة والأخرى بسواعد أبنائنا وعزيمتهم وإصرارهم أن يكون نموذجا عالميا يشار إليه بالبنان، ليثبتوا أن المصريين قادرون على العمل والانجاز فى أصعب المجالات . وأثناء مرورنا بجوار القاعدة الأولى فى النهر، والتى ينتشر عليها العمال بمهن مختلفة من حدادة ولحام ونجار مسلح وأعمال أوناش تنقل الاحمال ومواد الإنشاء بتناغم مذهل ، حيث ينغمس كل منهم فى أداء مهمته لا يستوقفه أو يسترعى انتباهه أى عامل خارجي، وهنا ذكر المهندس مصطفى حسنين أن جميع الأعمال والتصميمات والدراسات للمشروع مصرية خالصة ، بحيث لم نستعن بخبرات أجنبية سوى عرض بعض حسابات الكوبرى المعلق على مكتب استشارات ألمانى لمراجعتها والتأكد من دقتها فقط ، وبالفعل لم يضف سوى تعديل بسيط فى النيل الشرقى وتمثلت فى إنشاء قواعد إضافية كتدعيم للقواعد الرئيسية للكوبرى المعلق.
«القواعد الداعمة»
ووصلنا لموقع قواعد الكوبرى الضخمة فى الجزيرة وسط نهر النيل والتقينا بالمهندسين المشرفين على المشروع فى الموقع وتحدثنا معهم عن مراحل العمل وحجم الانجاز به، حيث أوضح المهندس عبد الله أسامة كمال المسئول عن إنشاء القواعد الداعمة إنها تتكون من ثلاث قواعد خرسانية وبين كل قاعدة والأخرى مسافة 40 م ، قاعدتان منها تشمل 28 خازوقا بقطر 1,5 وعمق 43 م تحت الأرض ، ويصب فى كل واحد منها 100 م3 خرسانة، والقاعدة تضم 300 طن حديد و 1000 م3 خرسانة ، ويقام فوق كل قاعدة 10 أعمدة تصب 200 م3 خراسان ،أما بالنسبة للقاعدة الثالثة أسفلها 40 خازوق بقطر 1,5 وعمق 45 م تحت الأرض وتم تأسيسها ب600 طن حديد وما يزيد على 1500 م3 خرسانة، وسيقام فوقها جدار خرسانة، وقد تمكنا خلال فترة عملنا من تحقيق نسبة 65% من حجم العمل بهذه القواعد الداعمة، أما عن القاعدة الغربية للكوبرى المعلق «R2 «فأوضح المهندس أحمد سامى المسئول أنها ستقام عليها الأبراج العملاقة للكوبرى الرئيسى ، وتناظرها قاعدة أخرى بالجهة الشرقية ويتولى زميل أخر مسئولية الإشراف على أعمال تنفيذها حاليا، وتبلغ أبعاد القاعدة الرئيسية 89 م 29م، ومكونة من 80 خازوقا ، قطر الواحد 2 م ،تم تسليحه ب40 م حديد و170 م3 خرسانة ،بينما بلغ إجمالى حجم الخرسانة بالقاعدة 11 ألف م3 وما يزيد على 5 آلاف طن حديد وتم تنفيذها بالكامل خلال 5 شهور، وفى يناير الماضى بدأنا إقامة الأبراج العملاقة الثلاثة فوق القاعدة ويصل ارتفاعها ل 96 م ، حيث نقوم بصب كل برج على 20 مرحلة ،يصل ارتفاع الواحدة منها 4,5 م وتصب ب75 م خرسانية و50 طن حديد، وانتهينا بالفعل من 3 أجزاء منها ، وتلك الأبراج ستمثل الركيزة الرئيسية للكابلات التى ترتبط بالكوبرى الرئيسى والذى سيتم تكوينه من الحديد بحيث سيضم 44 كمرة حديدية على الجانبين يصل وزن الواحدة منها 120 طنا، وأسفل الجسم الرئيسى للكوبرى فتحة ملاحية تبلغ 300 م بارتفاع 25م من سطح الماء،توثقه 10 كابلات بالجهة الشرقية ونظيرها بالغرب،وتم تصميم الكوبرى ب 6 حارة فى كل اتجاه،بالإضافة إلى خط للقطار الكهربائى فى منتصف الكوبرى.
كوبرى النيل الغربى
أما عن أعمال تنفيذ كوبرى النيل الغربى فالتقينا بالمهندس محمد فوزى مدير مشروع محور روض الفرج وأوضح قائلا انه تم إنجاز 60 % من أعمال كوبرى النيل الغربى الذى يبلغ طوله حوالى 400 متر وارتفاعه 14 مترا من سطح الماء وعرض الفتحة الملاحية 115مترا مما يسمح بمرور الفنادق العائمة.و الكوبرى يتكون من 3 محاور فوق النيل ومحورين على الشاطئ ويتم تنفيذه باستخدام العربات المتحركة لسرعة الانجاز وهو نظام حديث يستخدم فى إنشاء الهيكل العلوى للكبارى ذات البحور الكبيرة خاصة التى تمر فوق مانع مائى أوخطوط سكك حديدية أو محاور مaرورية دون إعاقة المرور تحت الكوبري، هذا ويشارك فى تنفيذ الكوبرى أكثر من 100 مهندس وفنى وعامل بإدارة الكبارى والإنشاءات التخصصية يعملون على مدى 24 ساعة .
ومن موقع مشروع تقاطع الدائرى بمحور روض الفرج الذى لا يختلف عن مواقع العمل التى تفقدناها من حيث الزخم فى العمل بتلك المناطق أو حجم الانجاز ، وأثناء لقائنا مع المهندس حكيم ظريف مدير المشروع أكد قائلا أن المرحلة التى سيتم افتتاحها فى نهاية يونيو القادم من المحور عند الدائرى يبلغ طولها حوالى 1.5 كم تبدأ من النيل الغربى حتى ما بعد الدائرى ب 200 متر وتضم 8 مطالع و8 منازل بطول 7 كم فى الاتجاهين الاتجاه الأول للقادم من الطريق الزراعى إلى الجيزة يسلك منزل 4 أعلى الدائرى إلى الإسكندرية الصحراوى وللقادم من محور روض الفرج إلى الإسكندرية الصحراوى يسلك منزل 1، الاتجاه الثانى للقادم من الجيزة فى اتجاه المرج ومصر الجديدة يسلك منزل 7 والمتجه من الإسكندرية الصحراوى إلى المرج ومصر الجديدة يسلك منزل 3 وهذه المرحلة استلزمت إنشاء عدد 2 محور فوق الدائرى وتركيب 21 كمرة معدنية بطول 58 م وزن الكمرة 90 طنا من محور 13 إلى محور 14 إضافة إلى تركيب عدد28 كمرة خرسانية سابقة الصب بطول 28 كم وزن الكمرة 150 طنا عند المحور 13 إلى محور 12 وتركيب عدد 29 كمرة سابقة الصب بطول 37 مترا من محور 12 إلى محور 11 ,واستلزم أيضاً توسعة الدائرى عند تقاطعه مع المحور بطول 2 كم وعرض 20 مترا فى كل اتجاه وقد تطلب ذلك العمل 24 ساعة على 3 ورديات يومياً بما فيها أيام الإجازات الرسمية والعطلات واستخدام أوناش عملاقة تصل حمولتها إلى 350 طنا.