في إطار التسريبات المتلاحقة حول الفضائح المشينة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن أن مايكل كوهين محامي ترامب طالب الحكومة القطرية بدفع مليون دولار على الأقل في ديسمبر 2016 - أي بعد أسابيع من فوزه بمنصب الرئاسة - مقابل المشاركة في برنامج أمريكي للاستثمار. وأشارت الصحيفة إلى أن العرض، الذي رفضته قطر، جاء على هامش اجتماع عقد في برج ترامب بتاريخ 12 ديسمبر 2016، بين محمد عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري والجنرال مايكل فلين أول مستشار للأمن القومي في عهد ترامب، وستيفن بانون المستشار الاستراتيجي السابق لترامب. وعلى الرغم من أن كوهين لم يشارك في الاجتماع الرسمي، فإنه قدم عرضه إلى أحد أعضاء الوفد القطري، وهو أحمد الرميحي رئيس إدارة الاستثمارات في صندوق الثروة السيادي القطري في ذلك الوقت. وعرض كوهين المساعدة في إيجاد مشروعات ترعاها قطر مقابل مبلغ قدره مليون دولار. وتأتي هذه التسريبات، بعد اعتراف عدة شركات أمريكية وأوروبية الأسبوع الماضي ، بأنها دفعت أموالا لكوهين، الذي ظل محاميا لترامب لقرابة عشر سنوات وكان يصف نفسه بأنه “وسيط”يعمل لحساب ترامب. وكانت إحدى شركات الأدوية السويسرية المشهورة قد أكدت أنها دفعت حوالي 1٫2 مليون دولار لكوهين، فيما قالت شركة اتصالات أمريكية بارزة إنها قدمت 600 ألف دولار لكوهين، وقالت شركة كورية جنوبية للصناعات الفضائية إنها استعانت بكوهين مقابل 150 ألف دولار. وفي فضيحة أخرى، وبعد أشهر من الإنكار، اعترف ترامب للمرة الأولى بأنه رد لمحاميه الشخصي مايكل كوهين أكثر من 100 ألف دولار، وهو ما أثار التساؤلات حول علاقة ترامب بممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز. وسلط هذا الكشف الضوء على تناقض التفسيرات التي أدلى بها ترامب ومساعدوه ، بشأن دفع كوهين مبلغ 130 ألف دولار لدانييلز قبل انتخابات الرئاسة في 2016، مقابل صمتها. وأثار الإقرار الذي وقعه ترامب وأصدره مكتب الأخلاقيات الحكومي الأمريكي ، جدلا من جماعات رقابية ونائب ديمقراطي بارز بشأن انتهاكات محتملة لقانون تمويل الحملات الانتخابية، الذي يتعين بموجبه الكشف عن المدفوعات التي تهدف للتأثير في الانتخابات. ولم يحدد الإقرار الأخلاقي السابق هدف أو متلقي المبلغ الذي دفعه كوهين “لطرف ثالث”، واسترده من ترامب. وفي إطار تجاوزاته المتلاحقة، وصف الرئيس الأمريكي بعض المهاجرين غير الشرعيين ب”الحيوانات”، وذلك خلال اجتماع مائدة مستديرة لمناقشة موضوع المدن التي تشكل “ملاذات”للمهاجرين والعصابات. كما تعهد بطرد هؤلاء المهاجرين من الولاياتالمتحدة، زاعما أنهم “ليسوا بشرا، هم حيوانات .. لا يمكن أن تتخيلوا مدى شرهم”. وأضاف : “يقدم القانون في كاليفورنيا ملاذا لبعض المنحرفين الأكثر شرا والأكثر عنفا على الأرض”.