عنوان ملحق مجلة «بيانولا»، مشروع تخرج مجموعة من طلاب السنة الرابعة من قسم إعلام بآداب عين شمس. اسم لم يأت اختياره بمحض المصادفة، أو لأن الملحق يروى قصصا لنماذج نسائية قوية الإرادة والعزيمة ، لكن ل «رضوى» حكاية يرويها فريق عمل المشروع بدموع حارة، لا تجف. «هى فتاة فى العقد الثانى من عمرها، تراها تناضل لكى تظهر خطواتها بصورة طبيعية، كلماتها تخرج ببطء لا يلاحظه سوى المدقق، حظيت بلقب (الرايقة) من زملائها بالجامعة، لأنهم يرونها متأنية، وكانت تحاول بكل جهد أن تحسن من مستواها الدراسى. كانت تخشى أن تتحدث عن مرضها أمام زملائها..»، هكذا كتبت منى هشام عن صديقتها ورفيقة دربها فى أول مقال بملحق «رضوى» التى كانت تتمنى أن تصبح صحفية ناجحة ، لكن القدر كان يرتب لها مصيرا آخر، وتوفيت قبل أن تكمل مشروع التخرج. أصيبت رضوى بورم حميد بالمخ وقامت باستئصاله وكانت تخضع لجلسات العلاج الطبيعى. وفى هذه الأثناء كانت دائما ما تحرص على الالتزام بحضور المحاضرات وتتدفق أفكارها فى اجتماعات مناقشة مشروع التخرج، وتتحامل على آلامها وتخفيها حتى لا تشعر أحدا بتقصيرها. «كانت مثالا للطالبة المثالية والإنسانة الجميلة المبهجة صاحبة الابتسامة الحلوة الخجولة ، وكان أول «سكشن» بعد وفاتها صعب علينا جميعا..هكذا وصفت مروة سعيد، استاذ مساعد بالقسم والمشرفة على مشروع التخرج، «زهرتها المفقودة» حرصت رضوى على المشاركة فى مختلف مراحل العمل وعقدت اتفاقا مع صديقتها وحاملة أسرارها منى أن تنهى الجزء العملى الخاص بها قبل الامتحانات، لأنها قد تحتاج بعدها لإجراء عملية جراحية أخرى للتخلص من الورم. وكأنها كانت تتوقع قدرها..كانت تسابق الزمن حتى تترك بصماتها فى المشروع، لكن القدر اختار روحها الجميلة قبل اكتمال الحلم. ليحرص أصدقاؤها وزملاء الجامعة على إكماله نيابة عنها وإطلاق اسمها على ملحق عن نماذج لبعض الفتيات.. القوية..المميزة..المكافحة..وكانت رضوى واحدة منهن. «فرصتنا الوحيدة علشان نعملها حاجة باسمها ونقول لوالدتها أن كلنا رضوى» .. أفتقد رضوى العزيزة..بل نفتقدها جميعا.. إننى أهدى اليك حبيبتى هذا المشروع لأننا كنا ومازلنا نفخر بك وباسمك..تخرجت رضوى قبلنا جميعا لتذهب إلى خالقها وتركتنا نبكى ونكتب لها بعضا من الكلمات..» هكذا أنهت منى مقالها الذى لن تقرأه رضوى.