مع بدء أول أيام شهر رمضان المعظم تتكدس المحاور والميادين والشوارع بالسيارات وتزدحم المحال بالمواطنين، خاصة فى أوقات الذروة لشراء مستلزمات الشهر الكريم، مما ينعكس مباشرة على الحركة المرورية، لذلك رفعت إدارات المرور درجة الاستعداد القصوى وأعلنت حالة الطوارئ بين رجالها تحت شعار ( لا إجازات ولا وقت للراحة ) وانتفضت الإدارات على مختلف مستوياتها استعدادا لتسيير الحركة من خلال خطة مرورية محكمة لمنع الاختناقات وتخفيف حدة الزحام خاصة فى الأماكن الشديدة الكثافات سواء فى المحاور الرئيسية أو الطرق الفرعية . وكما هو معروف، فإن الاختناقات المرورية لا تحدث فقط بسبب كثافة السيارات على الطريق وإنما تعود إلى سلوكيات بعض قائدى السيارات. «تحقيقات الأهرام» رصدت الاستعدادات لمواجهة الزحام وتكدس السيارات، ودور رجال المرور فى الحد من الاختناقات المرورية، وقدّم خبراء الطرق «روشتة» لتخفيف الكثافات بالشارع، كما استطلعنا رأى المواطنين فى الأزمة وكيفية الحل. سيارات إغاثة وكاميرات اللواء عصمت الأشقر - مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للمرور- أكد أن طبيعة عمل رجل المرور تتطلب منه البقاء فى الشارع فترات طويلة من أجل المواطنين، وفى الشهر الكريم تزداد مهمته بسبب ارتفاع الكثافات المتحركة للسيارات فى أوقات الذروة، ووفقا لتوجيهات اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية يتم تنفيذ الخطة المرورية الخاصة بشهر رمضان الكريم للقضاء على الزحام طوال اليوم وقبل انطلاق مدفع الإفطار حتى السحور. وقد تم الدفع بعدد كبير من سيارات الإغاثة للتعامل مع الأعطال المفاجئة فورا على الطرق السريعة من خلال الاتصال على مدار اليوم برقم (01221110000 ) إلى جانب تحرك رجال المرور بالدراجات البخارية على المحاور المختلفة للتدخل العاجل لتسيير الحركة المرورية بالمحاور والطرق الرئيسية والدائرى للتصدى لتكدسات سيارات النقل الثقيل والمركبات المختلفة، كما تم تكثيف وجود الخدمات الأمنية فى الساحات التى تشهد ازدحاما بسبب أداء صلاة التراويح أو صلاة التهجد لمنع أى اختناقات مرورية ،ورفع الباعة الجائلين والإشغالات وأى مخالفات من شأنها تعطيل حركة السير. وأضاف أنه سيتم شن حملات مرورية طوال شهر رمضان على مواقف سيارات الأجرة والسرفيس لمنع أى تجاوز من سائقى الميكروباص فى الأجرة المحددة. الأشقر شدد على أن كاميرات المراقبة بالمحاور والميادين الرئيسية تعمل على مدار اليوم لنقل صورة حية للحالة المرورية بالشوارع والمحاور ويجرى دعمها بالخدمات المرورية ورفع أى أعطال أو حوادث مرورية بالتنسيق مع خدمات الأمن العام، مشيرا إلى تزويد إدارات المرور بألف كاميرا يستخدمها ضباط المرور فى تسجيل المخالفات مما يقلل من المشادات بين الضباط والمواطنين . ويحذر قائدى المركبات على الطرق السريعة من تجاوز السرعات المقررة حتى لا يتعرضوا لدفع الغرامة، حيث تم تزويد كل الطرق السريعة برادارات حديثة عالية الدقة مصممة للكشف الآلى عن مخالفات السرعة وإرسال البيانات إلى إدارة المرور المختصة، وتتميز بقدرتها على مراقبة سرعات المركبات فى الاتجاهين لنطاق يصل إلى 4 حارات مرورية وتسجل أى مخالفات مرورية قد تحدث على الطريق، ولن يفلت أحد من العقاب إعمالا لدولة القانون. طوارئ ودوريات راكبة ويشرح اللواء علاء متولى، مدير إدارة مرور القاهرة، استعدادات المرور بالعاصمة قائلا : تم تجهيز غرفة للطؤارىء داخل الإدارة العامة لمرور القاهرة بالدرّاسة لتعمل على مدار اليوم لمراقبة حركة مرور السيارات على مستوى قطاعات العاصمة عن طريق كاميرات المراقبة المنتشرة بكل المحاور، وسيتم تركيز الخدمات المرورية بمحور 6 أكتوبر كشريان رئيسى وحيوى يربط بين محافظتى القاهرةوالجيزة ووسط العاصمة لمواجهة أى أعطال للسيارات مع تعزيز الخدمات الليلية فى الأماكن ذات الكثافات المرتفعة خاصة فى وقت الذروة. وفى الجيزة أكد اللواء طارق حجاج، مدير إدارة المرور بالمحافظة، أنه تم تكثيف الدوريات المرورية المختلفة ليلا ونهارا على مدار اليوم لمنع أى تكدس فى السيارات بالاستعانة بكل إمكانات الإدارة من المساعدات الفنية لإحكام السيطرة على المحاور المختلفة بالتنسيق الدائم مع الأجهزة المعنية لضمان رحلات سريعة وسهلة، وتم تعزيز جميع الميادين برجال المرور لتحقيق أكبر سيولة ممكنة وقت الذروة وقبل موعد الإفطار وبعده وفى الفترة الليلية مع تكثيف سيارات الدوريات المتحركة بالطرق وبمحيط الفنادق. كما سيتم تعزيز الخدمات المرورية أمام المساجد الكبرى أثناء أداء صلاتى العشاء والتراويح، وتوفير المساعدات الفنية والأوناش فى المناطق ذات الكثافات التى توجد بها سيارات وتقف فى المكان الخاطئ وتتسبب فى إعاقة الحركة المرورية، وسيتم تعزيز انتشار الخدمات بالدورانات وأماكن الازدحام المرورى مثل أماكن موائد الرحمن والخيام الرمضانية ومراكز الشباب التى تكتظ بالكثافة السكانية من خلال الدورات الرمضانية لمواجهة أى كثافات محتملة، كما سيتم إلزام سائقى سيارات النقل وعربات النقل البطيء والتروسيكلات بعدم السير بالمحاور الرئيسية ومناطق وسط المدينة وعدم الصعود للكبارى العلوية. .. وللمواطن رأى وقد عبر عدد من المواطنين عن استيائهم من الزحام الشديد المتوقع فى الطرق والمحاور المختلفة، وطالبت عبير إبراهيم - موظفة - بضرورة الحد من المواقف العشوائية فى الشوارع الجانبية بمدينة السلام التى تؤدى إلى توقف الحركة المرورية تماما فى المنطقة لساعات طويلة، بينما يرى سعيد درويش - مدرس - أن معظم الاختناقات فى الشوارع نتيجة مافيا سائقى السرفيس الذين يقفون فى أى مكان فى الشارع دون محاسبة. ويطرح ياسين رضا - مهندس - فكرة لتسهيل الحركة المرورية على مدار اليوم تتمثل فى عمل الإشارات المرورية بشكل متتال، حيث يتم حساب الوقت بين كل إشارة والتى تليها لأن تنظيم فتح وغلق الإشارات يؤدى إلى السيولة المرورية بصورة كبيرة. وحول رؤيته لعدم حدوث اختناقات مرورية يرى د. حسن مهدى - أستاذ الطرق والمرور بجامعة عين شمس - أن تنظيم الحركة المرورية مسئولية اجتماعية شاملة تبدأ من وزارة التخطيط ومنظومة النقل وتنتهى بمالكى المركبات وسائقيها، حيث يجب عند بناء المناطق السكنية الأخذ فى الاعتبار تخصيص أماكن انتظار للمركبات سواء الخاصة أو العامة، ويضع حلولا فورية أهمها الاستعانة بمنظومة ذكية تراقب الطرق العامة والمحاور الرئيسية عن طريق لوحات إلكترونية لتوجيه سائقى المركبات للطرق والمحاور البديلة قبل حدوث أى اختناق مروري.