تنسيق وتعاون, تكافل وتكاتف, تلاحم وتأخي, تضامن وتعايش, تحاور وتناغم, إخوة وتضامن تلك هي أهم المفردات التي يجب أن تسود خلال مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي. الذي سيعقد بمكةالمكرمة خلال الساعات المقبلة في ظل تحديات وتحولات تواجه العالم الإسلامي ومخاطر من احتمالات مزيد من التجزئة والفتنة. المؤتمر الذي ينعقد بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يأتي في ظروف بالغة الأهمية ليس لدي المسلمين فحسب, وإنما لدي العالم اجمع لما تمر به منطقتنا والعالم اجمع من تطورات متسارعة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اكمل الدين إحسان أوغلو أكد أن هذه القمة ستكون فرصة تاريخية لمناقشة أوضاع الأمة الإسلامية وسبل تعزيز التضامن الإسلامي ولم الشمل ومواجهة التحديات وإيجاد الحلول العلمية بها. وأضاف ان الدول الإسلامية مدعوة اليوم إلي نبذ الخلافات التي تمزق وحدتها وتضعف قدراتها وتفتح المجال أمام القوي الدولية لفرض هيمنتها واملاء سياساتها تحقيقا لمصلحتها الاستراتيجية. وشدد أغلو علي ضرورة الالتزام بمثياق منظمة التعاون الإسلامي والعمل علي تعميق التضامن الإسلامي وتفعيل مبادئه وتحقيق أهدافه علي طريق التكامل والتعاون والتنسيق بين دول العالم الإسلامي استجابة لتطلعات الشعوب الإسلامية وتلبية لمتطلبات التقدم والنهوض في المجالات جميعا. وكشف الأمين العام للمنظمة عن ان الأزمة السورية والقضية الفلسطينيةوالقدس وأوضاع المسلمين في بورما ستتصدر أعمال القمة الاستثنائية وأن اجتماع تحضيريا سيعقد اليوم علي مستوي الخبراء وسيرفعون تقاريرهم إلي وزراء الخارجية الذين سيلتقون غدا لمراجعةجدول أعمال القمة ومشروع البيان الختامي وإعلان مكة والتوصيات النهائية لعرضها علي قادة الدول الإسلامية لاعتمادها في اجتماع القمة. وأضاف أوغلو أن العالم الإسلامي ينتظر أن تصدر عن القمة قرارات مؤثرة تدفع المجتمع الدولي إلي اتخاذ إجراءات توقف نزيف الدم السوري وتدمير البلاد, وتابع أن قرار تجميد عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي سيكون علي طاولة اجتماع وزراء الخارجية الذي يسبق القمة لافت إلي أن التصويت علي القرار سيكون بالاغلبية وليس بالتوافق. وأضاف أن القمة ستبحث إضافة إلي الأزمة السورية وضع الاقلية المسلحة في ميانمار بورما والاعتداءات علي المقدسات الدينية في فلسطينالمحتلة. وجدد الأمين العام رفض العالم الإسلامي للانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والمسجد الأقصي المبارك والمقدسات الدينية واصفا المخططات اليهودية الرامية إلي تقسيم المسجد الأقصي بين المسلمين واليهود مجرد مناورات لتشويش الرأي العام وأن إسرائيل تعرف أن العالم الإسلامي لن يقبل بذلك. وحول استعدادات المملكة لاحتضان هذا الحدث أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر, أن هذا المؤتمر يحظي برعاية ودعم ومبادرة من خادم الحرمين الشريفيين وقال إن جميع الاستعدادات اتخذت علي أساس الاستضافة والمرور والنقل والسكن وقاعات الاجتماعات وأن هناك جهدا كبيرا ميذول لانجاح هذا المؤتمر وكونه منعقدا في هذا التوقيت وفي هذا المكان الطاهر مكةالمكرمة هو في حد ذاته علامة علي قدرة المملكة علي تنظيم مثل هذه المؤتمرات, وأضع ان العقد المؤتمر لن يؤثر علي اداء الصلاة والحركة والطواف في الحرم. مشيرا إلي أن هناك مداخل للحرم من جهات أخري ويوجد منها ساحات للدخول للحرم, كما ستوجد وحدة سعودية لاداء صلاة التروايح وأكد الأمير خالد الفيصل أنه لن يكون هناك اجتماعات داخل الحرم وأن الاجتماعات في مكة ستكون في قصر الصفا فيما سيكون مقر قادة الدول من غير المسلمين في جدة وعلي اتصال مباشر من خلال حلقة تليفزيونية بين جدةومكةالمكرمة سيشاركون في المؤتمر من خلالها. جدير الذكر أن منظمة التعاون الإسلامي تأسست عام1969 بعد حريق المسجد الأقصي حيث طرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة وذلك كمحاولة لإيجاد قاسم مشترك بين جميع فئات المسلمين يضم التجمع سبع وخمسين دولة حيث يبلغ عدد سكانها1.5 مليار نسمة وهي منظمة دولية ذات عضوية دائمة في الزمم المتحدة, ويهدف دستور المنظمة إلي تقوية التضامن والتعاون بين الدول الإسلامية في الحقول الاجتماعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية.