كان يوم 25 إبريل 1982 يوم تحرير سيناء كاملة من الاحتلال الصهيونى وتلاها تحرير طابا 19 مارس 1989، وكان مارس 2018 بداية تطهير سيناء من الإرهاب بالعملية الشاملة 2018. والمرجح أن يعلن قريبا عن نهاية الإرهاب فى سيناء، وهنا لابد أن نتذكر مراحل تحرير سيناء بدءا من حرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر 1973، ومسار محادثات السلام عام 1975 حتى إبريل 1982 وصولا إلى تحرير طابا مارس 1989، مرورا باتفاقية الكيلو 101 لفصل الاشتباك الأولى والثانية عام 1974، 1975، ثم زيارة القدس عام 1977. ثم مفاوضات كامب ديفيد عام 1978 حتى إبرام معاهدة السلام 1979 لقد كانت حرب أكتوبر 1973 أروع صورة لوحدة واصرار الأمة العربية على رفض الهزيمة وتحرير الأرض مهما كانت التحديات والتضحيات، وضد إرادة القوتين العظميين وعدم تكافؤ موازين القوة العسكرية لطرفى الحرب، فلقد تجسدت إرادة تحرير الأرض (سيناء) من خلال سلسلة طويلة من الإجراءات والقرارات التى سبقت قرار الحرب ومهدت، له فتمثل فى الموقف الشعبى وغير المتوقع بعد النكسة عام 1967 والذى كان بداية للصمود مرورا بحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وكذا إعادة بناء القوات المسلحة من أجل تحرير الأرض وتحقيق السلام، فلولا انتصار أكتوبر 1973 لما كان إبرام معاهدة السلام 1979 والانسحاب من تراب مصر الوطنى (سيناء) فى 25 إبريل 1982م. أما العملية الشاملة 2018 ضد الإرهاب والتطرف وافشال تقسيم مصر وإقامة دولة إسلامية فى سيناء ودولة عثمانية فى مصر ودولة فارسية فى الشرق الأوسط وخاصة العالم العربى، وضد مخططات تركيا وقطر وعناصر الشر فى العالم الغربى، وضد نشر الفوضى الخلاقة وتدمير الجيش المصرى، وبث الفتنة الشعبية وهدم الدولة المصرية. لقد اصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة حتى الآن العديد من البيانات تؤكد أن العملية سيناء 2018 ملحمة وطنية على أرض سيناء بالتعاون مع الشرطة المصرية لدحر قوى الإرهاب واقتلاع جذوره على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، والمحاور والاتجاهات وأسفرت العمليات حتى الآن عن تدمير مئات الأهداف والتجمعات التكفيرية والبؤر الإرهابية، والعثور على آلاف من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، وآلاف الملاجئ والمخازن، والتجهيز الهندسى لمسارب ومدقات فى المناطق الجبلية والألغام المزروعة على محاور تقدم قوات إنفاذ القانون، بالإضافة لأجهزة لاسلكية ومواد كيميائية، وعربات أنواع مفخخة وغير مفخخة وآلاف من الدراجات البخارية، وكذا مزارع كبيرة من البانجو والحشيش والملايين من أقراص الترامادول، كما وجد مراكز إعلام، وأجهزة اتصال ثريا، ومخازن كبيرة بها بنزين ووقود، وأحجار يستخرج منها الذهب. وتم القبض على الآلاف من العناصر الاجرامية، وتقوم القوات البحرية وحرس الحدود بمهام تأمين الحدود الغربية والجنوبية، بالإضافة للتأمين الداخلى لمؤسسات الدولة، مما سبق يتضح أن قوى الشر والإرهاب كانت تجهز بنية تحتية لمسرح عمليات مستقبلى على أرض سيناء بهدف اسقاط الدولة وإعلان الدولة الإسلامية على أرض سيناء. لقد أعلنت الدولة عن بدء خطة تنمية سيناء بتكلفة 275 مليار جنيه وتم تكليف وزير الزراعة باستصلاح أراضى سيناء لتحقيق التنمية الزراعية الشاملة فى محافظة شمال سيناء، تشمل تنمية الإنتاج النباتى والثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، بالإضافة لإنشاء مجمعات تنموية زراعية وصناعية، وإنشاء مزرعة سمكية بقرية الروضة فى دير العبد، مع إعداد برامج وتدريب لشباب سيناء ورفع مهارتهم فى الأنشطة الزراعية، وبرامج لدعم المرأة بالأنشطة ذات العائد على المرأة خاصة المرأة المعيلة وأسرتها.
لمزيد من مقالات ◀ اللواء أ ح م. وصفى محمد نورالدين