* ديمترى كافوراس : المشاركون فى الاحتفالية يعتبرون مصر وطنهم الأول وبعض اليونانيين يدرسون العودة وإقامة مشاريع بها عاش السكندريون القبارصة واليونانيون المشاركين فى فعاليات مبادرة العودة للجذور التى أطلقتها السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة الرئيسين اليونانى والقبرصي، حالة من السعادة والفرح بعد زيارتهم للأماكن التى ولدوا وعاشوا فيها ، وكانت وزارة الهجرة قد دعت 140 شخصا من اليونانيين والقبارصة الذين عاشوا فى مصر وجاء أجدادهم فى القرنين التاسع عشر والعشرين لزيارة مصر فى إطار تنشيط العلاقات والعودة للجذور . فى البداية تقول الزهراء عادل المرشدة السياحية التى ترافق الوفد، إن الجولات السياحية التى قاموا بها شملت لقاء بطريرك الروم الارثوذوكس وزيارة المتحف الأثرى داخل الكنيسة والمربع اليونانى فى منطقة الأزاريطة، كى يشعر كل اليونانيين المشاركين وأغلبهم من كبار السن، بعودتهم الى جذورهم ، فالمربع يضم كل الأنشطة والأماكن التى عاشوا فيها طفولتهم مثل مدرسة بيناكى ومدرسة زورفاداكى وملجأ المسنين، بالإضافة الى نادى الجالية اليونانية والملاعب التى كانوا يمارسون فيها الرياضة . موضحة ان النادى اليونانى كان متفوقاً فى العديد من الألعاب الرياضية الفردية والجماعية، كما زاروا الأكاديمية العربية للنقل البحرى ومتحف كفافيس . ويقول ديمترى كافوراس عضو مجلس إدارة الجمعية اليونانية، إن اليونانيين الذين يشاركون فى هذه الإحتفالية لديهم حنين وشوق شديد لمصر ويعتبرون مصر وطنهم الأول، ومن المعروف أن هناك علاقة طيبة بين مصر واليونان على مستوى الحكومات، ومن أهداف الجمعية مساعدة اليونانيين الذين عاشوا فى الإسكندرية على العودة إذا رغبوا فى ذلك، لتكون جسراً إنسانياً بين الشعبين ، ويضيف ديمترى أن التعاون المشترك بين البلدين قد بدأ يؤتى ثماره، بحيث أن هناك بعض اليونانيين بالفعل يدرسون العودة أو إقامة مشاريع تجارية فى مصر . «أنى كورنيس» ملكة جمال الإسكندرية عام 1932
وقد إلتقت الأهرام ببعض المشاركين فى المبادرة ومنهم ماريا جلارو وزوجها قسطنطينوس اللذان كان يبدو عليهما السعادة الشديدة بالعودة الى مصر، وقالت ماريا أنا ولدت فى القاهرة بحى بولاق وكانت أمى تعمل فى السفارة البريطانية وأبى كان فى شركة الكهرباء التى كانت فرنسية وإسمها شركة ليبون ، و عشت أجمل أيام حياتى هناك وكان لى صديقات كثر مازلت أتواصل مع بعضهن ، وقد غادرت مصر عام 1975 ولكنى جئت مرة ثانية عام 1990 عندما أهدت الحكومة اليونانية تمثال الإسكندر الذى يقف فى مدخل المدينة للإسكندرية ، وقد عرفت من النادى اليونانى فى أثينا بهذه المبادرة التى تقوم بها مصر. أما زوجها قسطنطينوس فقد كان يضحك وهو يحكى عن حياته فى مصر ويقول إن زوجته مصريه أصلى وأنهم يحبون الإسكندرية التى كانوا يقضون فيها الاجازات وفترة الصيف، وخاصة منطقة أبى قير، ويؤكد أن مصر تتغير للأفضل، ثم ترقرت الدموع فى عينيه وهو يقول إنه يحب مصر ويشكر الرئيس السيسى على هذه الدعوة الكريمة، ويؤكد أن مصر تتقدم وتتغير للأفضل ، وأضاف قسطنطينوس أنه لا يمكن أن ننسى أن الدكتورة بوبى اليونانية التى كانت تعيش فى الإسكندرية ، ولم تتمكن من الحضور، حيث كانت من أوائل المتطوعات فى الحرس الوطنى الذى شكله الرئيس جمال عبد الناصر للدفاع عن مصر، وقد نزلت صور بوبى وأخبارها فى الجرائد والمجلات المصرية بإعتبارها يونانية تنضم للحرس الوطنى المصري، وكانت صورتها المشهورة التى يعتز بها كل اليونانيين على غلاف مجلة الإثنين يوم 7 ديسمبر 1953 ، وهى بملابس الجيش وتمسك السلاح .. نعم فقد كنا جزءا لا يتجزءا من نسيج الشعب المصرى …ويضحك قنسطنطينوس وهو يتذكر أيام الشباب ويقول إننا لا يمكن أن ننسى أيضاً الجميلة أنى كورنيس ملكة جمال الإسكندرية عام 1932، حيث كان يقام فى كل شاطئ إحتفال لإختيار ملكة جمال ويتم تصفيتهم فى النهاية فى مسابقة لاختيار ملكة جمال مصر ، وقد وقع الاختيار على أنى كورنيس لتشارك باسم مصر فى المسابقة النهائية لملكات جمال العالم، وهى تعيش فى أثينا وترسل رسالة حب لمصر وتقول لها بحبك وحشتينى . ثم قام بعض اليونانيين بتقديم شخص وهم يبتسمون ويربتون على كتفه بود، يبدو منه أن هو صديق الجميع ، ويقولون هذا هو رضا شعيشع المصرى اليونانى الذى يطعمنا الأكلات المصرية فى آثينا ، فهو مصرى يعيش فى اليونان منذ عام 1990 ويقدم لليونانيين الأكلات المصرية الشهية مثل الملوخية ،، قالها قسطنطينوس وهو يضحك ويهلل من مذاقها والكشرى والفول والطعمية ، ويقول شعيشع ؤنه لا يشعر بالغربة فى اليونان فالشعبين متقاربين ولهما نفس الطباع ونفس أنواع المأكولات، واليونانيون كلهم يحبون مصر ،،، وبينما الوفد يتنقل بين أرجاء الكنيسة جاءت الى تسكيا فيليباتو وهى عجوز جميلة كانت تبكى وهى تتحدث معى وقالت أنت من الأهرام ، أنا أحبها فهى تذكرنى بوالدى الذى كان يتعامل فى أعماله بمجال الطباعة والنشر بجريدة الأهرام، وأنا مولودة فى القاهرة وكنا نعيش فيها حتى غادرنا عام 1961 ، ولكن لإرتباطات أبى بعمله مع الجريدة بقى فى مصر حتى عام 1966 ، ثم أعربت عن سعادتها للعودة الى بلدها الثانى مصر ، وأكدت أن أجمل أيام حياتها كانت فى مصر وفى أبو قير والمعمورة حيث كانت تقضى أجازتها السنوية ، أما كوستا ميخاليدس فيبدو أنه كان مستمتعاً بالجولات التى يزور فيها أماكن صباه فى الإسكندرية التى غادرها عام 1972 ، ويقول لقد عشت هنا أكثر من 26 سنة .. طفولتى وجزء كبير من شبابى كانوا هنا، فقد جئت ما يقرب من 35 مرة خلال السنوات الماضية لأننى اتولى رئاسة نادى اليونانيين السكندريين فى أثينا، وكل المناسبات المشتركة بين البلدين اشارك فيها. ويقول كوستا الذى يبلغ من العمر 72 سنة إنه ولد فى الإسكندرية عام 1946 فى منطقة كامب شيزار وكان يعمل ميكانيكيا فى ورشة كبيرة يملكها يونانى فى منطقة أبى الدرداء ، ويقول إنه يحفظ كل شوارع الإسكندرية وحواريها وله فى كل مكان حكاية لا يمكن أن ينساها ، ويؤكد أنه سوف يبحث عن الورشة التى عمل بها ويرجو أن يعثر عليها .. وفى النهاية تركت اليونانيين والقبارصة يكملون جولتهم المثيرة للذكريات خاصة حينما دخلوا الى منطقة المقابر اليونانية، وأسرع كل واحد فيهم يبحث عن أهله وجدوده ويقرأ عليهم الصلوات وهو يبكى ويتذكر أحلى سنوات العمر .. وفى نهاية الزيارات تناول الضيوف وجبة من السمك السكندرى الشهى فى النادى اليونانى على بحر الإسكندرية ثم تعالت الموسيقى اليونانية وقام بعضهم بالعزف على البيانو أغانى يونانية ومصرية وأهمها مصطفى .. يا مصطفى ورقص الجميع مصريون وقبارصة ويونانيين على أنغام البوزوكى قبل أن يرحلوا على وعد بالعودة ولقاء جديد على أرض أم الأوطان مصر .