► «الإمارات» نجحت فى تصنيع 8% من أجزاء هياكل الأسطول الجوى العالمى طرحنا الأسبوع الماضى مجددا فكرة إنشاء «مدينة جديدة لصناعات الطيران فى مصر» بعد أن سبقتنا دول بالمنطقة أحدث عهدا منا بالطيران فى اقامة مراكز عالمية متخصصة لصناعة الطائرات بها.. وتجيء فكرة هذا المشروع الطموح انطلاقا من دور «الأهرام» الوطنى فى طرح رؤى وأفكار تسهم فى جذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية لمصر بما يجعلها «مركزا عالميا» لتصنيع الطائرات فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ..ونحن إذ نطالب المسئولين عن الطيران والاستثمار فى مصر بضرورة دراسة هذا المشروع العملاق والذى يؤكد خبراء الطيران أنه يحتاج إلى «قرار سيادي» لإقامته ويقترحون امكانية إنشاء هذه المدينة بالمنطقة الاقتصادية الجديدة فى قناة السويس للتمتع بمزايا «المناطق الحرة» فإننا نقدم للمسئولين اليوم «نماذج واقعية» لما وصلت إليه بعض دول المنطقة من تقدم فى هذا المجال بل أصبحت رقما مهما على «خريطة» تصنيع مكونات الطائرات فى العالم وفى مقدمتها دولة الإمارات التى نجحت فى أن تصبح مركزا عالميا لتصنيع «أجزاء من مكونات» الطائرات التجارية كما برزت «المغرب» كمركز دولى لتصنيع الطائرات.. فماذا فعلت كلتا الدولتين؟.. وأين نحن من ذلك؟.. فى الإمارات تم إنشاء مجمع «نبراس العين» لصناعات الطائرات فى أبو ظبى ومن خلاله شهد قطاع تصنيع مكونات أجزاء من هياكل ومحركات الطائرات قفزة هائلة من خلال عدة مصانع أبرزها «ستراتا» والتى نجحت فى تصنيع الأسطح الداخلية والخارجية ل «رفارف أجنحة وجنيحات» طائرات إيرباص من طرازات 330 و 350 و380 وتصنيع «أضلاع المثبت العمودى لذيل» طائرات بوينج 787 و777 والطائرات الاقليمية «إيه تى آر».. وبلغ إنتاج «الامارات» أكثر من 24 ألف قطعة من مكونات هياكل الطائرات منذ تأسيسها عام 2009 وتشير الإحصاءات إلى أن هناك 2000 طائرة تحلق فى الأجواء العالمية بمنتجات تمت صناعتها فى الإمارات تشكل نحو 8% من الأسطول العالمى للطائرات التى تزيد سعتها على 100 مقعد ووصل حجم العمليات والعقود إلى أكثر من 7.5 مليار دولار. كما تشارك الإمارات فى مشروع مشترك لتزويد «بوينج» الأمريكية لصناعة الطائرات بآلياف كربونية لاستخدامها فى صناعة «الهيكل الأساسي» لطائرات «بوينج 777 إكس». أما المغرب فقد أصبحت.. قبلة لأبرز الشركات العالمية فى تصنيع مكونات الطائرات وقدمت الدولة للمستثمرين حوافز ضريبية وتسهيلات لخفض تكلفة التصنيع أسهمت فى جذب المستثمرين منذ افتتاح «منطقة صناعية حرة» بالمغرب لصناعات الطيران فى 2013 وتحتل المغرب حاليا المرتبة الرابعة عالميا فى تصنيع «الأسلاك الكهربائية» للطائرات الجديدة وأنظمة تشغيلها بعد أوروبا وأمريكا والمكسيك. وتشير الأرقام إلى نمو تصنيع مكونات الطائرات بها بنسبة 25%، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها فى الناتج المحلى لنحو 5.25 مليار دولار وأن يصل فى المستقبل حجم صادرات أجزاء الطائرات إلى نحو 10 مليارات دولار. واستقطبت صناعة الطيران بها نحو 110 شركات متخصصة فى صناعة الطائرات وأهمها شركات ايرباص وبوينغ وبومبارديبه والأخيرة قررت إنشاء ثالث أكبر مصانعها فى العالم بالمغرب. ..هذا ما حققته دول عربية فى إقامة «مدن ومناطق حرة» لصناعات الطائرات.. فما رأى المسئولين فى مصر.. وإلى متى الانتظار..؟ فالخبراء يؤكدون أهمية هذا المشروع فى تحقيق نقلة حضارية لصناعة الطيران فى مصر خاصة أن لدينا مقومات وكفاءات فنية وقاعدة صناعية لتحقيق هذا «الحلم الكبير».. عالم المطارات فى انتظار آراء القراء والمتخصصين حول هذا المشروع الطموح .. فهل نبدأ الآن لنلحق بمن سبقونا؟!