أيام قليلة تفصل الناخب اللبنانى عن موعد الانتخابات النيابية والتى ستجرى داخل لبنان يوم 6 مايو المقبل وهى أول انتخابات منذ عام 2009 بعد أن تم التمديد للمجلس النيابى لأكثر من 5 سنوات لعدم وجود تفاهمات سياسية بين الأطراف اللبنانية. وستجرى هذه الانتخابات وفق قانون النسبية مع ميزة الصوت التفضيلى الذى يسمح للناخب باختيار مرشح من خارج الدائرة المسجل بها، وهى محاولة للتأثير على سطوة الطائفية فى عملية الاختيار. من يتابع أجواء العملية الانتخابية قطعا يتعرف على تطور كبير فى فنون الدعاية وإدارة الحملات الانتخابية، وتحريك الماكينات الانتخابية لكل تيار سياسى، وهى أمور جميعها توضح أن لبنان ذلك البلد الصغير المبتلى بالطائفية هونفس البلد الذى يبتكر فنون الدعاية والترويج فى الحملات والبرامج وإطلاق الماكينات الانتخابية، وهى منافسة كبيرة بين الأحزاب والتيارات تعكس مدى الجهد والتمويل والخبرة والابتكار. واللافت أيضا تجاوب أنصار كل تيار والحضور الطاغى فى المؤتمرات التى تم عقدها فى كل المناطق اللبنانية، والتى شكلت مادة خصبة لنوعية البرامج الساخرة التى تقدمها الفضائيات المختلفة. وارتبطت الحملات بظاهرة التقاط صور السيلفى بكثرة من جانب رئيس الحكومة سعد الحريرى، والذى يخوض الانتخابات على قائمة تيار المستقبل الذى يتزعمه، وتندر الكثيرون على ذلك ووعد الحريرى أنصاره فى مؤتمر بأنه سيلتقط صورة سيلفى مع كل واحد وواحدة منهم على حدة بعد نجاحه، وهو يعلم أن عددهم كان قرابة 4 ألاف حاضر. وبرزت وجوه جديدة تخوض السباق الانتخابى للمرة الأولى بينهم اعلاميون مشهورن مثل بولا يعقوبيان وجيسكا عازر وطونى خليفة، وكل مرشح منهم كانت له أسباب . كما برزت أيضا السجالات الحادة بين التيارات المتنافسة خصوصا بين التيار الوطنى الحر والذى يترأسه جبران باسيل وزير الخارجية وحركة أمل التى يتزعمها نبيه برى رئيس المجلس النيابى حيث تصاعدت الخلافات والحملات فيما بينهم . وتتسم هذه الانتخابات بتصعيد عدد من أبناء السياسيين المشهورين لشغل المقعد ودفعهم لخوض التجربة مع كامل الدعم والمساندة. فى النهاية هى تجربة للبنان نتمنى لها كل توفيق . لمزيد من مقالات ماهر مقلد