ينتشر مرض جفاف العين بصورة كبيرة خاصة بين السيدات ويزيد بعد سن الخمسين، ومع دخول فصلى الربيع والصيف تزداد الحالة سوءا أكثر من الشتاء وفى المناطق الحارة عنها فى الباردة، ويعد نقص الهرمون الأنثوى (الإستروجين) أهم الأسباب التى تؤدى إلى قلة إفراز الدموع من الغدة الدمعية، كما اتضح أخيرا أن السبب الرئيسى فى 75% من حالات الجفاف هو خلل فى افراز الغدد الدهنية الموجودة بحافة الجفن بجوار الرموش والمسئولة عن منع تبخر الدموع والمحافظة عليها على سطح القرنية كما تزداد أيضا نسبة حدوث الجفاف مع استخدام العدسات اللاصقة وبعد عمليات الليزك. ويقول د.عصام الطوخى أستاذ طب وجراحة العيون جامعة القاهرة: يؤدى جفاف العين إلى اضطراب بالرؤية (زغللة) مع إحساس بحرقان فى العين ورغبة فى حكها بصورة مستمرة مع الاحمرار، ويصاحب الجفاف حدوث إفراز مخاطى سميك مع تكرار حدوث التهابات بالعين، وتزداد الحالة سوءاً فى الصباح عند الاستيقاظ من النوم مع المعاناة من عدم وضوح الرؤية فترة، وتضطر أغلبهن إلى وضع ماء داخل العين حتى يستطعن مباشرة أعمالهن بعد الاستيقاظ، ومن أغرب الشكاوى لدى السيدات وجود دموع بالعين على فترات رغم الجفاف، وهنا يوضح د.عصام أن هناك تشابها بين أعراض الجفاف مع حساسية العين من حيث الاحمرار والحكة والدموع مما يؤدى لاستعمال قطرات متعددة للحساسية دون فائدة، التى تزيد الحالة سوءاً لأنها تقلل من إفراز الدموع، لذا يجب التشخيص السليم لحالات الجفاف الذى يعتمد أساسا على قياس كمية إفراز الدموع بالعين. وللتقليل من التأثيرات السلبية لجفاف العين ينصح السيدات بضرورة تناول مادة أوميجا 3 لما لها من تأثير جيد فى علاج جفاف العين، كما أن هناك طرقا تقليدية للعلاج وتعتمد على استخدام قطرات الدموع الصناعية ولكن هذه الطريقة لها بعض العيوب، فلا تستطيع التغير حسب حالة الجو أو درجة الحرارة كما يحدث للدموع الطبيعية، لذلك نجد أغلب المريضات يشعرن بعد استخدامها لبعض الوقت وليس دائما، بالإضافة لوجود نسبة من المواد الحافظة الصناعية بها، ويتوقف معدل استخدامها على درجة الجفاف بالعين وحالة الجو فى أثناء الفصول المختلفة فقد يحتاجها البعض 3 أو 4 مرات يومياً فقط، والبعض الآخر يحتاجها كل ساعة على مدى اليوم وبصورة دائمة مدى الحياة، مما يجعلها غير عملية وصعبة الاستخدام. وأضاف أن العلاج الآن بالطريقة الحديثة برفع درجة حرارة الجفن الى 41 درجة مئوية لإذابة الدهون ومنعها من سد القنوات، وتتم بجهاز خاص يقوم بتدليك غُدد الجفن لمدة 12 دقيقة دون مخدر او مستشفى وهو يؤدى الى علاج الجفاف فى 82 % من الحالات خلال ثلاثة أشهر، وقد تم إنتاج قطرة تعمل على حث الغدة الدمعية على زيادة إفرازها من الدموع، ويتم استخدامها فى بداية حدوث الجفاف ولفترة من 3 الى 6 أشهر، و تؤدى الى زيادة إفراز الدموع فى 72 % من المرضى.. ويقل مفعولها فى الحالات المتأخرة والشديدة.