ماذا يعنى أن تكون طفلا من بدو سيناء؟.. معناه أن تقضى حياتك بين الصحراء والجبال والطبيعة..صديقا للحياة البرية، بحلاوتها وقسوتها..عارفا بكل كبيرة وصغيرة عن دروب الصحراء، جبالها ووديانها ورمالها وطقسها..وكل أنواع الحيوان.. وأن تربطك بهم علاقة ود وألفة كبيرة. هكذا هى حياة أحمد موسى، 29 سنة، الذى ولد فى قبيلة جباليا بسانت كاترين، ومنذ طفولته الغضة شكلت الصحراء شخصيته وكونت ذخيرته من معلومات وخبرات، وبالرغم من توقف تعليمه عند المرحلة الثانوية، فإنه لا يتوانى عن معرفة المزيد كل يوم..اكتساب التجارب..تعلم اللغات والسفر إلى مختلف المحافظات لينهل من ثقافتها ويتعرف على اختلاف عاداتها. ورث موسى عن والده مهنة الدليل فى تيه صحراء كاترين والمرافق فى رحلة الصعود إلى قمة جبالها الشاهقة وهى مهنة كما يقول تبدو إجبارية فى البيئة الصحراوية. بذكاء..ورغبة فى التعلم..واكتساب المهارات، استطاع أن يتميز فيها وبعد 14 عاما أصبح مطلوبا بالاسم فى زيارات السائحين والمريدين إلى القمم المقدسة حيث يقطعون المسافات ويتحملون المشقات فى سبيل «الحج اليها» و«التبرك بها». أتقن موسى مكامن الدروب.. وأماكن الاستراحات..وسبل التعامل مع مفاجآت الصحراء وظروف البشر، يهادن الطقس وينحنى لتقلباته ولا يبخل على مرافقيه بالارشاد والمساعدة تفاديا لاصابتهم خلال رحلات الجبل. ليصنف اليوم رغم عنفوان سنوات شبابه- من أنماط البشر الأكثر صبرا وحلما وضبطا للنفس. يتمنى موسى أن يكمل تعليم أبنائه.. وأن يواكب تطوير التعليم فى سيناء تطور عادات وتقاليد أهلها الذين بدأوا يدركون أهميته فى تنمية حياة أبنائهم، خاصة الفتيات. وبابتسامة صافية ونفس راضية قال إنه يحلم بإرسال والديه إلى العمرة ولكن حلمه الأكبر هو أن تصبح مصر الأفضل.. وأن يقى الله سيناء شر الإرهابيين ومكر الطامعين.. فهى معشوقته التى لا يرضى عنها بديلا.. رغم كل عروض السفر وإغراءات رغد العيش بالخارج..لكنه يردد دائما «لا أستطيع التنفس بعيدا عن هواء سانت كاترين».