في ظل الظاهرة المؤسفة لتراجع تلاميذ وطلاب مصر عن الدراسات العملية والهروب إلي الدراسات النظرية والأدبية تأتي أهمية هذه المبادرة. وذلك بتنظيم مسابقة ومعرض للمشروعات في مجالات العلوم والهندسة وهي المبادرة التي نظمتها وقدمت جوائزها مؤسسة دار التربية وجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وشارك فيها154 طالبا وطالبة من مختلف محافظات مصر تتراوح أعمارهم بين9 سنوات و18 عاما قدموا نحو150 مشروعا وبحثا علميا عرضت علي لجان متخصصة للتحكيم من38 عضوا من العلماء والأساتذة المتخصصين من عدة جامعات منهم8 من كليات الهندسة و8 من كليات الطب و10 من كليات العلوم و15 من خبراء التربية وكانت مهمتهم الأساسية تقييم المشروعات المقدمة. وتقول الدكتورة نوال الدجوي عميد دار التربية ورئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر المنظمة للمعرض علي مدي4 سنوات ان المشروعات شملت3 مجالات هي الهندسة والبيئة وعلوم الطبيعة والكيمياء والأحياء وهدفها تنمية روح البحث العلمي والابتكار والإبداع بين شباب مصر وأحياء الاهتمام بالدراسات العملية ويتم إيفاد التلاميذ الطلاب الفائزين في هذا المعرض العلمي للمشاركة في أكبر المعارض البحثية في العالم وفي مقدمتها معرضان دوليان للعلوم والهندسة والبيئة في سان فرانسيسكو وهيوستون بالولايات المتحدةالأمريكية والمعرض الدولي للعلوم والهندسة بمدينة اسطنبول بتركيا. وتكشف الأبحاث العلمية الفائزة في المعرض عن وجود العديد من النماذج الواعدة من الشباب التي يمكن برعايتها أن نقدم لمصر علماء المستقبل حيث فاز بالمركز الأول مشروع لجهاز مترجم للغة الإشارة للتواصل مع الصم والبكم وهو عبارة عن جهاز يترجم لغة الإشارة إلي كلام من أجل مساعدة الصم والبكم علي التواصل مع المجتمع حيث يرتدي الأبكم قفازا مزودا بجهاز يقوم بالتعرف علي حركات لغة الإشارة وإظهار الكلمة المناسبة علي شاشة يعلقها الأبكم علي صدره ويتميز الجهاز بصغر حجمه وخفة وزنه وسهولة التنقل به ويعمل بالبطارية ولا يحتاج التوصيل بالكمبيوتر وقام الفريق بتطبيق الجهاز علي الصم والبكم في جمعية رسالة وجمعية افهمني بعد تعلمهم مبادئ لغة الإشارة المصرية وتوصلوا إلي أن نسبة تواصل الأصم مع المجتمع زادت بنسبة40% بعد استخدام الجهاز. ونجح مشروع آخر في التوصل للتعامل مع الألغام وذلك باكتشاف الغاز المنبعث من الألغام وهو ثاني أوكسيد النيتروجين وتم العثور علي نبات ذي جين معين يجعله حساسا لتلك المادة المنبعثة وتم تعديل هذا النبات جينيا لكي يصبح أكثر حساسية لتلك المادة المنبعثة ويجعل لديه القدرة علي أن يتغير لونه من الأخضر إلي الأحمر عند مروره فوق اللغم بما يتيح وسيلة حقيقية للكشف عن الألغام. وتنوعت الأبحاث بين زراعة الخلايا الجلدية باستخدام البيوتكنولوجي كبديل لترقيع الجلد والتشخيص السريع للبكتيريا المسببة لقرحة المعدة ونظام أمان لإنقاذ السيارات من الغرق عند سقوطها في الماء وتطبيق نظم للري تعتمد علي تحلية مياه البحر. ويشير الدكتور صبري الشبراوي أستاذ التنمية البشرية إلي أن مثل هذه المسابقة يعتبر نقله حضارية بنشر مستقبل أفضل للبحث العلمي في مصر وأن تدريب الطلاب علي مهارات البحث العلمي المختلفة في مراحل التعليم قبل الجامعي هو النواة الأولي لرفع مستوي البحث العلمي بما يتطلب ضرورة استمرار هذا الحدث سنويا لجذب العديد من التلاميذ إلي مجال البحث العلمي والابتكار.