أحمد علي: من أعظم الآداب التي يجب أن يتصف بها المسلم هو الأدب مع النبي صلي الله عليه وسلم من خلال أستشعار محبته, لأن محبة النبي صلي الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين ولا إيمان لمن لم يكن النبي صلي الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس اجمعين, فعنه صلي الله عليه وسلم قال( لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). يقول الدكتورمحمد رشاد دهمش- عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدسوق سابقا واستاذ العقيدة بجامعة الأزهر, إن هناك آدابا يجب أن يتصف بها المسلم نحو النبي صلي الله عليه وسلم وهي, تصديق النبي فيما أخبر: وهذا من أصول الإيمان وركائزه الدينية, فقال ابن القيم رحمه الله رأس الأدب مع النبي صلي اللله عليه وسلم هو كمال التسليم له والإنقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق, التأدب عند ذكره: فلا يذكر اسمه مجردا بل يقرن بالصلاة والسلام عليه سواء كان لفظا أو كتابة, طاعته فيما أمر به: وقد جاء أمر الله سبحانه في وجوب طاعة الرسول في أيات كثيرة منها قوله تعالي(من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولي فما أرسلناك عليهم حفيظا) النساء80, توقير سنته وما جاء عنه من السنن والأخبار: وأعظم دلائل ذلك التحاكم إلي سنته فذلك من أصول الاتباع والإيمان,فلا إيمان لمن لم يتحاكم إلي سنة النبي صلي الله عليه وسلم وأعرض عن هديه, فقال تعالي( فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) النساء65, وقال ابن القيم رحمه الله فكل من خرج عن سنة رسول الله وشريعته فقد أقسم الله بنفسه المقدسة أنه لا يؤمن حتي يرضي بحكم رسول الله في جميع ما شجر بينهم من أمور الدين أوالدنيا وحتي لا يبقي في قلوبهم حرج من حكمه, فقد ضرب السلف أجمل الأمثلة وأروعها فيما جاء عنهم من تعظيم سنة النبي صلي الله عليه وسلم وتوقير حديثة, فعن أبو سلمه الخزاعي كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة ولبس أحسن ثيابه ومشط لحيته فقيل له في ذلك فقال أوقر به حديث رسول الله, ومن الأدب أيضا, أن لا يستشكل قوله بل يستشكل الآراء لقوله ولا يعارض نصه بقياس, بل تهدر الأقيسة وتلقي لنصوصه ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولا, الحرص علي نشر سنته وتبليغها: فإن هذا باب عظيم من أبواب البر ودليل علي محبة النبي لما فيه من السعي في إعلاء سنته ونشر هديه بين الناس, وقد دعا النبي صلي الله عليه وسلم لمن سمع حديثه فبلغه غيره فقال( نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها فرب مبلغ أوعي من سامع), فقال سفيان بن عيينه لا تجد أحدا من أهل الحديث إلا في وجهه نصرة لدعوة النبي صلي الله عليه وسلم.