مع اقتراب امتحانات آخر العام وتكدس الدروس، فإن معظم الطلاب يقضون وقتا طويلا مابين مواقع التواصل الاجتماعى والألعاب الإلكترونية حتى أصبحت الأسرة المصرية فى أزمة حقيقية مع إدمان الأبناء «للإنترنت»، الذى يبعدهم عن أداء واجباتهم اليومية والدراسية، ويحرمهم من ممارسة حياتهم الطبيعية. د. رضا عبده القاضى أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة حلوان، يرى أنه يجب تحويل سلبيات التعامل مع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى إلى إيجابيات، من خلال توعية الأبناء بأهمية الحصول على معلومات مفيدة فى حياتهم، من مواقع علمية أو ثقافية، والابتعاد عن البرامج غير المفيدة والتى تضر بشخصية الطفل وأخلاقه.. فجهاز المحمول عالى الجودة يتحول إلى كارثة تهدم خلق الأطفال، وربما توقعهم فى براثن الجريمة أوالمخدرات أوالفشل الدراسى، وهذا يدعونا للتركيز على دور المدرسة والأسرة معا لتوجيه الأبناء نحو منظومة تكنولوجيا التعليم، ليتفاعلوا مع العلوم الإنسانية والطبيعية التى يتلقاها الطالب بالمدرسة بالتوافق مع اتجاهات علم النفس وأصول التربية والمناهج، لتوظيف التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات والإعلام، بما يجذب الطالب ويفتح مداركه لمتطلبات الدراسة والتحصيل العلمى، خاصة بعد أن أدخلت المدارس جهاز «التابلت» وسيلة لتحصيل الدروس والمناهج ومتابعتها من خلال فكرة الفصل المفتوح، وأن يكون للآباء دور فاعل متصل فى متابعة الأبناء بطرق مستمرة غير مباشرة حتى لاتثير ضيق الأولاد فى منع أخطار استخدامات الشبكة الدولية، بتحديد أوقات للتعامل معها، والمبادرة بإلغاء المواقع غير الأخلاقية من أجهزتهم، والتى توجه للمراهقين وتدمر حياتهم، فإذا كانوا يعتمدون على باقة شهرية، يجب أن تكون محدودة حتى تقلل من استخدامات المواقع مع تعريف الأبناء بما هو مسموح وغير المسموح وخطورته عليهم ولمصلحتهم، مع ضرورة أن يوجهوا جهودهم لممارسة هواياتهم فى لعبة رياضية، والانتظام فى قراءة الكتب العلمية والثقافية والأدبية، وأن لمواقع الشبكة عيوبا سيئة أيضا، ونصحهم الدائم بضرورة التعامل مع إيجابياتها، لذلك يجب أيضا ألا يكشفوا عن عناوينهم أو أرقام التليفونات أو «الإيميل» أو أرقام حسابات خاصة بهم أو بأحد أفراد الأسرة حتى لا يتعرضوا لمشكلات أو جرائم منها السرقة أو الأخطار . وينصح بضرورة تكريس الاتجاه فى التعاملات الإلكترونية، لتشجيع الأبناء لمتابعة دروسهم وتوسيع وقراءة الموضوعات المرتبطة بها، خاصة دراسات وفيديوهات باللغات الأجنبية، لأن معظم المناهج متوافرة على الشبكة الدولية. كما أن إدمان النت يهدد صحة الإنسان، مثل المرض العضوى تماما، والجلوس طويلا نتيجة إدمانه يسبب الإصابة بالسمنة ولين العظام وتدمير المناعة وتلاشى المادة الرمادية من مخ الإنسان، وهو ما يضعف الذاكرة مع الوقت، وتضيع قدرات الأبناء البدنية والعقلية، كما يصيب الإنسان بالاكتئاب لأنه يعيش فترة طويلة خارج الواقع، بل ويبعد عن لقاء الأصدقاء بسبب أصدقاء العالم الافتراضى الذى يعيش فيه.