راياتهم سوداء مثل عقولهم وقلوبهم تماما, لأنهم فئة ضالة مضلة.. تريد لنا الهوان في الدنيا والآخرة. مجزرة استشهاد61 ضابطا وجنديا وإصابة7 في الهجوم الإرهابي برفح يجب ألا تمر مرور الكرام, وهي نذير شؤم ومؤشر خطير علي مدي التدهور الأمني الذي وصلنا إليه, والتهاون مع تلك الجريمة يعني ببساطة أننا ذاهبون إلي الحرب الأهلية, وإلي تقسيم مصر إلي دويلات يحكمها أمراء الحرب لنتحول إلي أفغانستان أو الصومال. التهاون مع القتلة والإرهابيين تحت أي مسمي بالنفاق أو المهادنة أو المغازلة أو التسامح هو الذي سوف يؤدي إلي الانهيار الكامل للدولة المصرية فلا تسامح مع قتلة, ولا مهادنة مع أعداء الوطن, وفي كل الأحوال يجب أن يكون الرد قويا وحاسما ضد من يثبت تورطهم في تلك الجريمة البشعة. ما حدث يمس شرف العسكرية المصرية وكرامة الدولة المصرية ولابد من قطع كل يد شاركت في هذا الفعل الإجرامي الأثيم, ونحن لا نريد أن نسبق التحقيقات, وأن نطلق تكهنات قد تكون غير صحيحة, لكن في كل الأحوال لابد من معاقبة كل من يثبت تورطه في تلك الجريمة النكراء. جريمة رفح كشفت وجوها عديدة للأزمة وعورات يجب ألا نخفيها حتي لا تتكرر تلك الجريمة البشعة. أخطر تلك الظواهر هي عودة الفكر التكفيري من جديد, فهؤلاء الذين ارتكبوا تلك الجريمة البشعة قد يكونون من أصحاب الأفكار التكفيرية الجهادية المنتشرة الآن في سيناء ويعتنقها بعض الأفراد الذين يرون أن الجيش كافر, والشرطة كافرة. يؤكد ذلك ما جاء بتصريحات الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس مجلس الدعوة السلفية المنشورة في الزميلة الوطن أمس الاول وجاء فيها أنه ألقي عدة محاضرات في العريش في حضور عناصر تكفيرية, لكنهم كانوا يفرون من المواجهة الفكرية. هذه الأفكار كانت قد تراجعت في السنوات الأخيرة, لكنها عادت مؤخرا للظهور من جديد, والأمر يحتاج إلي خطة متكاملة لاستئصال تلك الأفكار من خلال برامج فكرية واجتماعية واقتصادية وأمنية تتبناها الدولة المصرية بأجهزتها الشعبية والحكومية والحزبية المختلفة وإلا فإنه قد يكون من المستحيل السيطرة عليها بعد ذلك. أعتقد أن أحزاب تيار الإسلام السياسي عليها دور خطير ومهم في المواجهة مع تلك التيارات التكفيرية والمتشددة من خلال لغة خطاب واضحة تدين تلك الأفكار وتفندها وتتصدي لها أينما كانت, وإلا فإنها ودون أن تقصد سوف تسهم في توفير التربة الخصبة لتلك الأفكار المتطرفة والإرهابية التي سوف تعمل علي تقويض دعائم المجتمع كله. الجريمة كشفت أيضا عن تراخي الأجهزة الأمنية والمخابراتية في القيام بدورها, ومن غير الطبيعي أن تتلقي تلك الأجهزة تحذيرات إسرائيل دون اهتمام. لقد كنا نفخر بوجود جهاز مخابرات يرصد دبة النملة فأين كان ذلك الجهاز من تلك الجريمة, ولماذا لم يرصدها قبل وقوعها, ولماذا أستخف بالتحذيرات الإسرائيلية؟! نريد تحقيقا شفافا في تلك الواقعة لمعرفة مواطن القصور, ومحاسبة المخطيء والمقصر, والإجابة عن كل التساؤلات المعلقة في تلك الواقعة وهل قامت الأجهزة المخابراتية والأمنية برصد تلك الجريمة قبل وقوعها أم لا؟ ولماذا تم التعامل بإهمال مع التحذير الإسرائيلي؟! أيضا لابد من معرفة هوية مرتكبي الحادث الغادر وإلي من ينتمون فكريا وعقائديا؟ وهل هم مصريون أم فلسطينيون أم من جنسيات أخري؟! وأخيرا فإن المؤسسة العسكرية هي المؤسسة الصلبة الباقية التي يجب الحفاظ عليها بكل ما نملك لكن ما حدث يجعلنا نفيق علي ضرورة مراجعة كل شيء بدقة ومدي استعداد القوات المسلحة لمواجهة الظروف الطارئة والمستجدة وكل العمليات القذرة التي يمكن أن تحدث. الجريمة درس قاس لكن لابد أن نستوعبه بالعمل الجاد الدءوب ومناقشة كل الآراء والأفكار بعيدا عن دفن الرءوس في الرمال. الرأي العام في انتظار إجابات شافية لكل التساؤلات, وأفعال محددة تضع النقاط علي الحروف, والقصاص من مرتكبي تلك الجريمة البشعة حتي لا تتوه الحقائق وننسي ثم نستيقظ علي كارثة أكبر وأخطر لا قدر الله. المزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة