لا شك أن كل وطنى مصرى حتى لو لم يرتبط بحزب الوفد (تنظيميا أو فكريا) يشعر بسعادة غامرة وهو يرى هذا الحزب يحاول استعادة عافيته وينتخب رئيسا جديدا هو المستشار بهاء الدين أبو شقة وسكرتيرا عاما هو د. هانى سرى الدين ويعمل على عودة الطيور المهاجرة إليه سواء من الذين، ابتعدوا من أعضاء وقيادات الحزب أو أٌبعدوا، فلقد اشتاقت مصر إلى حياة سياسية ملتزمة ومحتشمة تفتح الباب بمنطقية وارتباط بالثوابت الوطنية أمام حرية الرأى والتعبير وإقرار التعدد السياسى كمبدأ يحكم الحالة الديمقراطية فى البلد، ولكن الوفد الآن لا يأخذ الشكل أو الصيغة التاريخية له (وكيل شعبى عن الأمة) أو اعتباره حزبا واحدا وحتى لو ظهرت أحزاب صغيرة معارضة حوله فهى تخرج من معطفه فى نهاية المطاف، هذا ليس الوضع الآن إذ لابد من أحزاب حقيقية تتقاطع وتختلف مع الوفد وتقيم جدلا سياسيا مفيدا يمنح هذا البلد زخما نافعا، ولقد قال البعض إن الوفد سيكون هو الظهير الشعبى للرئيس إلا أننى وآخرين نتحفظ على هذه المقولة، لأن الرئيس جاء إلى الحكم بفكر مختلف كلية عن الوفد ونحن نطالبه بأن ينشئ حزبا يتبنى تنفيذ أفكاره وبرامجه الطموحة، ويكون هذا الحزب هو الذى يخوض المقارعة الديمقراطية مع الوفد، ويمنح الحياة السياسية فى هذا البلد الحيوية السياسية التى ينشدها، ويقدم رؤاه وبرامجه وأفكاره فى إطار يفضى إلى استفادة البلاد بالتنوع والاختلاف بين الأحزاب.. ربما لا يرى البعض ضرورة لذلك فى ظل وجود رئيس استثنائى يؤكد الشعب مرة بعد مرة التفافه الكامل حول منهاجه فى العمل، وربما لا يرى البعض احتياجا للحزبية أو التعددية بعدما وصلنا إليه من تمزق مهد الساحة وسهل المهمة على كل المتآمرين لاجتياح الدولة إبان عملية يناير 2011، ولكنها فى الحقيقة الشكل الإنسانى المعروف، والذى تنبنى عليه الديمقراطية فيما بعد عصر القائد الاستثنائي، وهى التى تؤدى إلى العصمة الوطنية فى مواجهة ظهور الفكر الفاشى المتطرف الذى يعد الإخوان أبرز ملامحه.. كل التقدير والتمنيات الطيبة لحزب الوفد الذى نرجو أن تكون محاولة تعافيه مقدمة تفضى إلى حياة ديمقراطية تعددية يقوم فيها التنافس السياسى بين الوفد ونظيره الذى نطالب به. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع