لم يكن أحد يتخيل أن الإرهابيين فى سيناء يمتلكون ما لا يحوزه سوى جيوش متطورة لدول ثرية: كل هذه الأنواع المخيفة من الأسلحة بهذه الكميات الهائلة، من صواريخ مضادة للطائرات وأخرى للدبابات، وألغام ضد المركبات والأفراد، وأجهزة الاتصال والتشويش، وسيارات الدفع الرباعى والموتوسيكلات، فضلاً عن الأموال السائلة..إلخ، وأنهم تمكنوا من جلب كل هذا وتخزينه فى مخابئ سرية والتمويه عليها! ولولا البيانات المتوالية من القوات المسلحة فى متابعة العملية الشاملة فى سيناء لظلت هذه المعلومات قيد المجهول لا يصل إلى علمنا عنها إلا القدر اليسير مما نرى مؤشراته فى الجرائم الإرهابية! وسوف تظل الأسئلة عالقة عن متى وكيف تم الحصول على كل هذا، وفى أى ظروف، ومن دفع التكاليف، ومن ساعد فى النقل والتمويه والتخزين، ومن قام بتدريب الإرهابيين على استخدام سلاح متطور لا يملك أسراره إلا خبراء جيوش متقدمة، ومن يوفر لهم المعلومات التى لا ترصدها سوى الأقمار الصناعية..إلخ؟! وأما الشامتون الذين يشككون فى كفاءة العملية الشاملة ويشيرون إلى أن الإرهابيين حاولوا قبل أيام القيام بالاعتداء على أحد مراكز الجيش فى وسط سيناء، فكان عليهم أن ينظروا فى أن الإرهابيين، عبر نحو تسعة أسابيع منذ بدأت العملية الشاملة، عجزوا عن القيام إلا بهذه المحاولة والتى تَمكَّن أبطالُ الجيش من إحباطها والقضاء على عناصرها، كما مرَّت الانتخابات الرئاسية بسلام تام، ذلك لأن جهود الإرهابيين كادت، منذ بداية العملية الشاملة، تتبدد فى الدفاع عن حياتهم ووجودهم أمام استبسال مقاتلى الجيش المصرى. ويمكن القياس على عدد ونوعية الجرائم الإرهابية قبل العملية الشاملة وبعدها، لكى يطمئن المصريون إلى أن جيشهم قادر على إكمال المهمة المطلوبة شعبياً. هذا الإنجاز يؤكد صواب القرار بالقيام بالعملية الشاملة، كما يُعزِّز من حجج استمرار هذه العملية وتطويرها، مع كل الحرص على أن تُنتَزَع المبادَرة إلى الأبد من يد الإرهابيين الذين كان لهم فى السابق القدرة على المفاجأة بالهجوم، ولكن جهودهم الآن انحصرت فى التفكير فى كيفية الإفلات من الضربات، أو فى محاولة القيام بعملية يائسة تلقى مصيرها مثل محاولتهم الاخيرة فى وسط سيناء. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب