أهم تغير نوعى أحدثته هذه العملية البطولية فى سيناء هو انتقال المبادأة إلى يد القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع قوات الشرطة، وانتهاء الزمن الذى كان الإرهابيون فيه يمتلكون إمكانية أن يبادروا بالتخطيط والتنفيذ, ثم المفاجأة بعملياتهم الإرهابية، ثم كان يأتى بعد ذلك رد الفعل من القوات المصرية. هذا التغير هو الذى يحصر الإرهابيين فى حالة الدفاع الدائم، ويفرض عليهم الفرار من مواجهة يعجزون عن الدخول فيها، وهو ما يوفر إمكانات الانتصار على الإرهاب، حتى لو كان يمكنه القيام بعملية هنا أو هناك من النوعية التى تعكس العجز وليس القدرة على الفعل. وبرغم المحاذير الأمنية والسياسية التى تحيط بقرارات إعلان كل التفاصيل المهمة التى تتكشف، على الأقل حتى لا يستفيد الإرهابيون وداعموهم، فإنه من الممكن تلبية بعض حق الجماهير فى المعرفة، بتفسير هذا القدر وهذه النوعية من المعلومات التى من المهم أن يعرفها المواطنون، والتى فى نفس الوقت لا تفرض معارك مع أطراف لم يتقرر فتح جبهات معها بعد. ومن ذلك أن تتحول بعض المعلومات المعلنة إلى لغة يفهمها الناس وتحدد بدقة حجم الخطر المحدق، مثل التقديرات المالية لما تم بالفعل ضبطه وأعلن عنه فى بعض البيانات خلال الأيام القليلة الماضية، من تدمير مئات الأوكار التى تؤوى الإرهابيين، وكمية ونوعية الأسلحة الرهيبة فى حوزتهم، من مضادات للطائرات والدبابات وألغام ضد المدرعات والأفراد، وصواريخ ومدفعية وقنابل وأسلحة محمولة وذخيرة، وسيارات ذات دفع رباعي، إضافة إلى الأجهزة المتطورة للاتصال والتنصت والتشويش..إلخ! كم تساوى قيمة هذه الأسلحة والمعدات والأجهزة؟ وهل يمكن أن يجرى الحصول عليها بالاكتفاء بتبرعات الأفراد المتعاطفين مع الفكر الإرهابي؟ وكيف يمكن للكوادر الإرهابية أن تحصل على التدريب اللازم لاستخدام هذه الأسلحة؟ وما هى نوعية مدربيهم ومستوياتهم الاحترافية؟ وهل هناك سبيل لتوفير كل هذا عن غير طريق دول ثرية لها اتصالات تمكنها من الشراء والشحن والقيام بعملياتها تحت غطاء من الإخفاء والتمويه؟ يجب أن ينال ما يحدث هذه الأيام كل تقدير وتأييد، وينبغى أن تظل المبادأة فى يد الدولة حتى لا ينعم الإرهابيون بفرصة التقاط الأنفاس. لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب