الرئيس فى خطاب صريح أمام القمة العربية بالظهران : * الحق العربى بالقدس ثابت وأصيل وغير قابل للتفاوض * نواجه أخطر أزمة منذ انتهاء حقبة التحرر الوطنى * هناك جيش لدولة إقليمية فى حالة احتلال صريح لأراضى دولتين عربيتين * بعض الأشقاء تورط مع أطراف إقليمية فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية فى كلمته الجامعة أمام مؤتمر القمة العربية بمدينة الظهران السعودية أمس، وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القادة العرب رؤية شاملة قابلة للتنفيذ، فى مواجهة التحديات التى تواجه عالمنا العربى، والتى وصفها بأنها «غير مسبوقة». وبصراحة بالغة، تحدث الرئيس عن التحديات التى تتمثل فيما يلى: أولا: هناك دول عربية تواجه لأول مرة فى تاريخها تهديدا وجوديا حقيقيا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسساتها الوطنية لمصلحة كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية. ثانيا: هناك دول إقليمية تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية.. وهناك جيش لإحدى الدول الإقليمية موجود على أرض دولتين عربيتين، فى حالة احتلال صريح لأراضى هاتين الدولتين. ثالثا: هناك طرف إقليمى آخر يبنى مناطق نفوذ من خلال استغلال قوى محلية تابعة له داخل أكثر من دولة عربية، وبعض الأشقاء تورط مع أطراف أقليمية فى دعم وتمويل التنظيمات الأرهابية. رابعا: هناك الجرح الفلسطينى النازف. وانتقل الرئيس بعد تشخيص الداء إلى تحديد العلاج الذى نحتاجه كعرب بشكل ملح.. ألا وهو: إستراتيجية شاملة للأمن القومى العربى، وأهدافها: 1 مواجهة التهديدات الوجودية التى تواجه الدولة الوطنية، والتى تعد الأخطر منذ حقبة التحرر الوطنى. 2 إعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربى على قواعد واضحة، جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية. 3 الامتناع تماما عن أى تدخل فى الشأن الداخلى للدول العربية. ونقطة البدء فى كل ذلك - كما شدد الرئيس - هى فلسطين.. فالحق العربى فى القدس ثابت وأصيل وغير قابل للتفاوض، والمبادرة العربية للسلام هى الإطار الأنسب لإنهاء الاحتلال. لكن الرئيس، وبصراحته المعهودة، لفت إلى أن حالة الانقسام الفلسطينى أسهمت فيما حدث، مشيرا إلى أن مصر تعمل بكل دأب مع الأشقاء الفلسطينيين لطى هذه الصفحة. وخصص الرئيس جزءا مهما من كلمته للتحذير من خطر التنظيمات الإرهابية والكيانات الطائفية، التى تبتذل الإيمان الدينى والتنوع الثقافى لمصلحة خيالها المريض، الذى يعادى الحضارة البشرية. وبكل فخر، تحدث الرئيس عن الجهود الجبارة التى تقوم بها القوات المسلحة فى معركة الحياة والشرف.. معركة «سيناء 2018»، التى تتواصل نجاحاتها يوما بعد يوم. كانت القمة العربية، التى أطلق عليها «قمة القدس»، قد أنهت أعمالها أمس ببيان ختامى، جدد تأكيد حق دولة فلسطين فى السيادة على كامل الأراضى المحتلة فى عام 1967، والتمسك بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، إلى جانب تأكيد مبادرة السلام العربية بجميع عناصرها، واستئناف المفاوضات وفق حل الدولتين. وأدانت القمة، فى بيانها الختامى، التدخلات السافرة من قبل قوى إقليمية فى شئون الدول العربية، وأكدت دعمها الكامل جميع الجهود الرامية لوقف العنف فى سوريا، ومحورية الحل السياسى للأزمة السورية، واستعادة الشرعية فى اليمن، عبر تبنى الخيار السياسى القائم على المبادرة الخليجية.