جدل مستمر فى مصر منذ انتشار ظاهرة الإرهاب فى سبعينيات القرن الماضى حول طريقة المواجهة الحاسمة للظاهرة وسبل اقتلاعها من جذورها، حيث يتبنى البعض منهج المواجهة الأمنية واليد القوية للدولة فى مواجهة تلك الجماعات.بينما فى الجانب الآخر يرى كثيرون ان الطريقة التى بدأتها الدولة فى عهد اللواء حسن ابو باشا أول وزير داخلية فى عصر مبارك وهى التحاور وتوعية المواطنين بخطورة الظاهرة هو السبيل المثالى لاقتلاع الإرهاب ومحاصرته مجتمعيا. فى هذا الحوار يقدم اللواء الدكتور راضى عبد المعطى رؤية مشتركة بين وجهتى النظر الأمنية والتثقيفية كونه يجمع بين الانتماء الامنى باعتباره استاذا بأكاديمية الشرطة وفى الوقت نفسه مستشار ا بمجلس النواب للتعليم والبحث العلمى. ................................ فى البداية انطلق الخبير الأمنى من الحدث الأبرز فى مصر مؤخرا وهو الاستحقاق الانتخابى حيث قال إنه لا شك فى أن مشاركة المواطن المصرى فى كل الاستحقاقات السياسية هى بمثابة ميثاق للمشاركة فى بناء ثوابت الدولة وتأكيد على علاقة المواطن بالدولة وترسيخ لقيم المواطنة والوطنية، اما دعوات البعض للمقاطعة فتمثل الفكر المتطرف الذى يهدف الى هدم الدولة ومؤسساتها والعودة بها الى الوراء، باختصار المشاركة الايجابية والتفاعل مع تلك الاستحقاقات هما أعظم سبيل للرد على دعاة الهدم والفشل ويبرزان الصورة المضيئة لمصر وشعبها العظيم . واقترح عبد المعطى عقد لقاء موسع مع عمد القرى ومشايخ البلاد على مستوى الجمهورية بما لهم من وثقل عائلى ومجتمعى بقراهم للتوعية بتحديات المرحلة الراهنة ومخاطر الارهاب والتطرف بقرى ونجوع مصر ليقوم هؤلاء بدورهم فى توعية المواطنين مع حثهم على القيام بدور وطنى ومجتمعى من خلال الانخراط فى اوساط المواطنين بقراهم وعقد لقاءات فى اوساط العائلات لتوعيتهم بصفة عامة وتوعية الشباب بصفة خاصة بالمخاطر والتحديات التى تواجهها الدولة وبخطورة مخطط الجماعات الارهابية وبحجم الجهود والانجازات التى تقوم بها مؤسسات الدولة فى سبيل تحقيق طموحات الشعب المصرى العظيم. وقال يجب تبنى منظومة للاستفادة من الجمعيات الاهلية لتحقيق التوعية المجتمعية ضد مخاطر الفكر المتطرف والارهاب نظرا لما تمثله تلك الجمعيات من كيان مؤسسى يضم مالا يقل عن 45 الف جمعية تضم فى عضويتها ملايين من الشخصيات الوطنية ممن لهم ثقل بالمجتمع وقد يكوم من الملائم تنظيم لقاء لرموز تلك الجمعيات على مستوى الجمهورية بمشاركة نخبة من الرموز الدينية والسياسية والمجتمعية ممن لديهم القدرة على التاثير لوضع آليات توعية المواطنين بالمخاطر والتحديات التى تستهدف الدولة وابراز حجم الجهود والتضحيات التى تقدمها مؤسسات الدولة مع تنمية الحس الوطنى لدى المواطنين للتكاتف فى مواجهة الارهاب الغاشم والفكر المتطرف الذى يستهدف الشعب المصرى . وتطرق اللواء راضى إلى دور المؤسسات التعليمية فى المواجهة فقال على وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع المعاهد الأزهرية صياغة مناهج تعليمية تبرز المخاطر التى تستهدف وطننا وابراز الجهود والتضحيات التى تقوم بها مؤسسات الدولة، وكذلك توعية المدرسين والقائمين فى العملية التعليمية ومن هم فى محيط علاقاتهم المجتمعية والعائلية بحجم الجهود المبذولة ومخاطر الفكر المتطرف والعنف والارهاب، مع التأكيد على دورهم فى نشر الفكر المعتدل وثقافة التسامح. عن دور وزارة الاوقاف والأزهر فى مواجهة الفكر المتطرف قال عبد المعطى إن الجهتين لهما دور مهم فى إعداد خطب دينية دقيقة تتناول مفهوم الاعتدال والتسامح ومخاطر الفكر المتطرف الطالح والارهاب الغاشم واستعراض نصوص القرآن الكريم والسنة التى تبغض ذلك الفكر الهدام والارهاب الأسود. واقترح عبد المعطى تنظيم زيارات ميدانية لطلبة الجامعات على مستوى الجمهورية للكليات العسكرية (الحربية الفنية العسكرية الشرطة ) فى اطار برنامج ثقافى توعوى احتوائى يستهدف إحداث حالة من التقارب والتواصل مع زملائهم من الكليات العسكرية وينمى لديهم الحس الوطنى ويحفز فيهم الروح الايجابية تجاه المجتمع مع تنظيم زيارات اخرى لهم لمؤسسات الدولة التى تقدم دورا بارزا إضافة الى تنظيم زيارات للمشروعات القومية الكبرى (قناة السويس، العاصمة الادارية الجديدة... ألخ) للاطلاع على حجم الانجازات والجهود التى تبذلها الدولة بمؤسساتها الختلفة لتحقيق تنمية شاملة. الخبير الأمنى لواء دكتور راضى تطرق لدور وزارة الخارجية فى توعية الجاليات المصرية فى الخارج بمخاطر الارهاب فأثنى على قيام الوزارة بوضع منظومة للتنسيق مع السفارات والقنصليات بالخارج لعقد لقاءات توعوية وثقافية للجاليات المصرية لتوعيتهم بمخاطر الارهاب واطلاعهم على الجهود والتضحيات التى تقدمها كل مؤسسات الدولة للنهوض بها مع التأكيد على اهمية الدور الوطنى لجميع المواطنين المصريين بالخارج لإبراز الصورة الحقيقية لتماسك الشعب المصرى وحرصه على وطنه وتنمية حسهم الوطنى وحثهم على دعم مؤسسات الدولة المصرية فى مواجهة مخاطر الفكر المتطرف.