يبدو أن فضيحة موقع «فيسبوك» الأخيرة لم تؤثر فقط على سمعة ومكانة موقع التواصل الاجتماعي الأشهر، وإنما غيرت أيضا من شكل وهيئة مؤسسه مارك زوكربيرج الذي ظهر أمس بملابس رسمية، حيث تخلى في مرة نادرة عن قميصه الرمادي الشهير وبنطلونه «الجينز»، وارتدى بدلا منهما بدلة سوداء ورابطة عنق، وذلك خلال لقائه مع مشرعين أمريكيين للاعتذار عن إساءة استخدام «فيسبوك» لبيانات ملايين المستخدمين ولتجنب أي إجراءات قانونية محتملة ضد شركته. وقال زوكربيرج في شهادة مكتوبة نشرتها لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأمريكي «لم تكن لدينا نظرة فاحصة لمسئوليتنا، وكان ذلك خطأ كبيرا»، وتابع : «كان ذلك خطأي، أنا آسف». وأضاف «من الواضح الآن أننا لم نفعل ما يكفي لمنع الضرر عن طريق الأخبار الكاذبة والتدخل الخارجي في الانتخابات وخطاب الكراهية وكذلك اختراق خصوصية البيانات». وتابع أن الشركة كانت «بطيئة للغاية في رصد التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والرد عليه، ونحن نعمل بجد للتحسن». وجاء اعتذار المدير التنفيذي لفيسبوك قبل ساعات من جلسة استماع تنعقد خلال ساعات في الكونجرس وتستمر حتى اليوم الأربعاء، حيث يواجه زوكربيرج أسئلة بشأن كيفية تبادل بيانات 87 مليون مستخدم لفيسبوك بشكل غير مشروع مع شركة «كامبريدج أناليتيكا» البريطانية التي تعمل في مجال الاستشارات السياسية. ومن المرجح أيضا أن يواجه أسئلة بخصوص الإعلانات والتعليقات التي نشرها ضباط مخابرات روس على الموقع، فيما تعتقد السلطات الأمريكية بأنها محاولة للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016. وكان زوكربيرج قد وصل أمس الأول إلى مبنى الكونجرس محاطا بالشرطة وملاحقا بحشود من الصحفيين قبل مثوله أمام ثلاث لجان هناك. وعقد زوكربيرج اجتماعات مع أعضاء جمهوريين وديمقراطيين بلجنتي التجارة والعدالة في مجلس الشيوخ والذين وجهوا له أسئلة في اجتماع مشترك، كما سيواجه أيضا اليوم الأربعاء استجوابا قاسيا أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب. ولم يرد زوكربيرج على أسئلة الصحفيين أثناء دخوله ومغادرته مبنى الكونجرس أمس. وإذا لم يقدم الرئيس التنفيذي لفيسبوك إجابات مرضية هذا الأسبوع، فإن الكونجرس سيضغط على الأرجح لسن قوانين جديدة تفرض رقابة صارمة على الموقع الشهير. واستباقا لهذه الخطوة، قالت شركة «فيسبوك» بالفعل إنها تؤيد تشريعا جديدا سيجبر شبكات التواصل الاجتماعي على الكشف عمن يقفون وراء الإعلانات السياسية مثلما تفعل القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية بالفعل.