اعتدنا أن ننتظر النجاح دون أن نعمل عليه، وإذا صادفنا النجاح لا نتابع العمل ونراقب ونعطى المزيد لاستمراره، لذا يجب أن نعى جيدا انه لا يمكن لأى مشروع أن ينجح بدون رقابة حقيقية، ومتابعة من المسئولين والجهات المسئولة، والمستشفيات الجامعية بالرغم من أنها الأفضل فى تقديم الرعاية واستقبال حالات المرضى وإجراء العمليات، إلا أنها فى حاجة مستمرة إلى المتابعة والمراقبة حتى تصبح متميزة ولا يشتكى المترددون عليها. ومن الضرورى جدا بعد أن تم الانتهاء من قانون المستشفيات الجامعية الذى أعدته وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وصدر أخيرا من مجلس النواب، وظهر للنور بعد مقاومة لسنوات طويلة ألا تتم عمليات المحاسبة والحساب حتى تنهض المستشفيات، خاصة أن القانون أعد لكى تتميز وتنجح بعدما بدأت الجامعات فى إجراءات إعداد اللجان الخاصة بالتطوير المستمر لتحسين الأداء على مدى اليوم والشهر والسنة، ووضع لوائح لإثابة المتميز ومعاقبة الفاشل. وهذه الرقابة لا تقلل من الدور الكبير الذى تؤديه هذه المستشفيات، وحتى لا يعتقد البعض أنه فوق القانون ولا يحاسب، بل الاستمرارية والنجاح يتطلبان تقديم الخدمة الجيدة للمواطن، ويعلم الجميع أن هناك من يتغيبون بقصد بعدم الحضور للعيادات الخارجية ومتابعة المرضي، وتفضيل عياداتهم أو المستشفيات الخاصة، والذى ينعكس بالسلب على الأداء والعمل، ويضر بالفعل بحالة المريض والبحث العلمى الذى أنشئت من أجله، والزيارات المفاجئة لوزير التعليم العالى والمسئولين لكل مستشفيات الجامعات يجب ألا تكون الأخيرة.