فى سابقة تعد الأولى من نوعها، قام مواطن أمريكى بمقاضاة دولة بتهمة اختراق بريده الإليكتروني. المواطن هو إليوت برودي، وهو من كبار المتبرعين للحزب الجمهورى ويعمل وكيلا لتسهيل مصالح حكومات أجنبية فى واشنطن. يمتلك أيضا شركتين إحداهما تتعاقد مع وزارة الدفاع والأخرى فى مجال الاستثمار، وله تعاقدات مع دولة الإمارات العربية المتحدة. أما الدولة المدعى عليها فهى قطر، وشملت الدعوى أيضا مواطنا أمريكيا اسمه نيكولاس موزن يعمل وكيلا لمصالح قطر فى واشنطن، وعمل فى السابق مساعدا للسناتور تيد كروز، هو جمهورى يهودى ذو نفوذ واسع يُقال إنه يقوم بجهود مضنية لتحسين صورة قطر وتوطيد علاقاتها بكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وبحسب تقارير صحفية، فإن موزن يقوم بتنظيم رحلات لوفود من الشخصيات الأمريكية اليهودية المرموقة لدولة قطر، وهو ما وصفه برودى بالحملات الدعائية الحقيرة لدولة ترعى منظمات إرهابية. بدأت الحكاية برسالة إليكترونية تلقتها السيدة رابن، زوجة برودي، تخطرها بوجود تهديد لأمن وسرية مراسلاتها وتطلب منها إرسال بياناتها الشخصية للتأكد من هويتها. قامت السيدة فورا بإرسال تلك البيانات، دون أن تدرك أنها ضحية عملية قرصنة تسلل من خلالها «الهاكرز»، أو قراصنة، لمراسلاتها ومراسلات كل من يراسلها، وأهمهم زوجها إليوت برودي. ولم تمض فترة طويلة حتى صارت مراسلات برودى متاحة على صفحات الجرائد مع اتهامات بأنه يستخدم علاقاته مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإبرام عقود لشركاته الخاصة مع حكومات أجنبية. وقد استأجر السيد برودى شركة أمن إليكترونى خاصة تتبعت «الهاكرز» وتوصلت إلى أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء التى سهلت الكشف عن عناوينهم الإليكترونية وكانت من الدوحةبقطر. وفى عريضة الدعوى، استشهد محامو برودى بأقوال شخص يدعى جويل موبري، وكانت تجمعه علاقة عمل وصداقة مع موزن، والذى أفشى تصريحات لصديقه تفيد بأن القطريين يتربصون ببرودي، بل ونقل هذا الشاهد أيضا عن موزن قوله إن شخصا دفع له مبلغ 50 ألف دولار ضمن صفقة لمحاولة استمالة مايك هاكابي، حاكم ولاية أركانسو السابق، ووالد سارة هاكابى ساندرز المتحدثة الحالية باسم البيت الأبيض، لاتخاذ موقف مؤيد لقطر، بما يسهل لعملائه التأثير على الإدارة الحالية. هذه الملابسات التى تؤكد دخول مواطنين أمريكيين كأطراف مستفيدة وفاعلة بالوكالة فى صراع إقليمي، وهو ما سيفصل فيه القضاء الأمريكي، تعكس بصورة جلية محاولات قطر المستميتة شراء تأييد واشنطن فى هذا الصراع.