كلما اقبل الربيع تجلت الطبيعة فى زيها البهيج لتتألق الزهور ويشيع الصفاء وتنتعش الآمال ومنذ القدم استخدمت الشعوب الزهور للتعبير عن مشاعرها وأحاسيسها من حب أوترحيب أوأسف. وقد اتخذ كل شعب زهرة أونباتا شعارا له، فالنخيل شعار العرب وزهورالاقحوان والكاميليا لليابان،والباسيفلور للصين، وزهرة الرمان للأسبان،وزهرة البرتقال لشعب المانيا، وزهرة الايرس لفرنسا ،وزهره التيوليب لهولندا ،والورد لانجلترا والبنفسج لليونان واللوتس لمصر، أما الرمز العالمى للسلام منذ الازل فهو غصن الزيتون. ويعتبر الشعب الصينى من اكثر الشعوب التى تهتم بالزهور منذ زمن بعيد، اذ ان ارتباطهم بالطبيعة يتمثل فى حبهم للزهور حيث حظي الوود بمقام عال، وقدكان يسمح لعامة الناس بوضع اوراق الورد فى جيوبهم حماية لهم من الارواح الشريرة! وعند الزواج يضع كل من العروسين على صدره زهرة صناعية حمراء وعند العزاء يضعون زهرة صناعية بيضاء. وقد وجد فى «جزيرة كريت» اليونانية أن أول رسم معروف عن الوردة يرجع تاريخة الى أكثر من 2000سنه ق .م وقيل ان «افروديت» آلهة الحب والجمال عند الاغريق، قد مسحت جثه «هكتور» أعظم واشجع قائد للطرواديين بمرهم صنع من الورود وفى الاسطورة الاغريقية أن «سبلي» خلقت الورد لانها كانت شديدة الغيرة من «أفروديت» وتمنت ان تخلق شيئا اكثر جمالا من إلهه الجمال نفسها .وتقول احدى الاساطير إن ملكة كونث باليونان حولت نفسها إلى وردة عندما سئمت مجاملات خطابها الكثيرين ..! وقد ادخل الاغريق زراعة الورد الى صقلية والى القارة الافريقية ثم وجدت شتلات الورد طريقها الى فرنسا وانجلترا . أما الرومان فقد اطلقوا على الورد مسمي «زهرة الآلهه» وعلى شذى الورد عطر الآلهه، وكانت تيجان الورد تكلل رؤوس أبطال روما وقادتها، كما نظروا إلى الورود على أنه رمز للحب واتسع نطاق استعماله حتى زينوا بها قبورهم، واستعملوا أيضا أزهار الورد فى مياه الاستحمام اعتقادا منهم ان ذلك من شأنه المحافظة على شباب المرأه وجمالها، واستخدموا بتلات الورد على بشرة الوجه لتغدو ناعمة ويزول مابها من تجاعيد ولم تقتصر احتياجات الامبراطوية على الورد المنتج فى ايطاليا، وانما كان الاعتماد على مصر كبيرا فى هذا المجال ويتسم مناخ مصر الدافئ بكونه اكثر صلاحية لانتاج الورود. وكانت شحنات الورد تنتقل من مصر بالسفن وقد قيل ان «نيرون» قد دفع طنا من الذهب مقابل شحنة ورد واحدة من مصر وذكر انه صرف مايعادل 50ألف جنيه على شراء الورد لمأدبة واحدة. وفى الهند زعموا أن أجمل امرأة فى العالم وهى الآلهة «لاكشمي» ولدت من وردة كبيرة. وفى اليابان وجد أن معظم النقوش والرسوم هى للورد والزهور والملابس الوطنيه اليابانية «الكيمونو» تكاد لاتخلو منها ، وفى تركيا جرت العادة على أن يحيطوا السلاطين بالورود وينثروا بتلاتها فوق اجسامهم. وفى المانيا كانت براعم الورد ترمز لديهم إلى جروح الابطال وحديقة الورد ترمز إلى ميدان القتال. ولكل زهرة أسطورة ومن بين الأساطير التى تحكى عن زهرة «الليلاك»: هناك مثل قديم يقول «الفتاه التى تزين صدرها بزهرة «الليلاك» لايمكن أن يستقر خاتم الخطبة فى يدها،ومازال هذا التقليد متبع فى بعض البلدان بأن يرسل الخاطب باقة من «الليلاك» للفتاه المراد إلغاءه خطبتها !