لعبة انتشرت مؤخرا بعد البوكيمون أدمنها الكثير من الاطفال والمراهقين من الشباب هي الحوت الأزرق، وأدمانها قد يكون أخطر من المخدرات لانها تدفع باللاعبين نحو الانتحار السريع والهلاك . ففي غفلة من الأهل يسرق الموت فلذات أكبادهم أستجابة لأوامر لعبة ألكترونية محملة علي هواتفهم الذكية ،وقد راح ضحيتها مئات الاطفال حتي الان في كثير من دول العالم ولا سيما الدول العربية ولمصر نصيب منها . و تستهدف هذه اللعبة القاتلة المراهقين من 12 الي 16 عاما وتتكون من 50 مهمة في 50 يوم، تجعل اللاعب يشعر انه في تحدي حقيقي مع نفسه، وقانون اللعبة هو طالما قبلت التحدي فعليك بتنفيذ كافة أوامرنا . وتجذب هذه الأوامر الغرببة المراهقين والاطفال في السن الصغيرة ومثال علي هذه الأوامر ارسم "تاتو"علي ذراعك عليه رمز معين ،او ان يقوم الطفل برسم حوت ازرق بطريقة الابر او أن يجرح نفسه بسكين او اي اداه حادة . الفكره هي ان يتعود اللاعب علي فكرة "استعذاب "الألم وطاعة الأوامر ،وعليه أن يقوم بارسال صورة لرئيسه الذي يصدر له هذه الأوامر ليتأكد أنه قد أصبح لاعبا جديا في الحوت الأزرق . بعدها مباشرة تبدأ قائمة التدرج في الأوامر والمهمات الأقل ثم الأكثر خطورة حتي قمة الهاوية ،ومن هذه المهمات استيقظ في الفجر اصعد الي سطح منزلك ،او أخرج من المنزل واذهب الي أعلي سطح عمارة مجاورة او اي مكان عال اذا كنت تعاني "فوبيا " المرتفعات بهدف التغلب علي خوفك وغيرها من الطلبات غير المعقولة لاثبات ولاء اللاعب . ومن ضمن هذه المهمات أيضا مشاهده اللاعب لأفلام رعب مقززة ليعتاد علي فكرة القتل بحد ذاتها، ويصبح شكل الدم بالنسبة له شيى عادي جدا لا يحرك بداخله اي مشاعر ،هي أشبه بعملية التسخير أو غسيل المخ.وحتي يطمأن الطفل أو المراهق ،بعد أن يكون قد قطع شوطا لا بأس به في تلبية الأوامر في منتصف هذه المهمات ،يكون عليه محادثة أحد الأشخاص المسؤولين عن هذه اللعبة الخطيرة ليمنحه الثقة الكاملة ،عندها فقط يتحول الي "الحوت الأزرق". وفرحا بهذا اللقب عليه ان يخضع لنوعيه جديدة من الأوامر كأن لا يكلم أحدا أطلاقا حتي يضمن المجرم الذي اخترع لعبة الموت ألا يخبر الصغير أو المراهق أيا من ذويه أو أصدقائه عما يجري معه ،مع استمراره في جرح نفسه والمواظبة علي افلام الرعب ومشاهد القتل والدماءحتي يصل الي اليوم ال 50 في نهاية هذه اللعبة . ويكون المطلب الأخير :اذا كنت فعلا حوت أزرق وأجتزت كل التحديات السابقة بنجاح فعليك ان تنفذ المهمة الأخيرة الموكلة لك، وهي ان تنتحر. وسوف نعطيك اختيارات اما أن تشنق نفسك ،أو تقفز من النافذة،أو تطعن نفسك بسكين ،وعادة يختار الضحية القفز أو الشنق وهنا تنتهي اللعبة فهذا هو الانسحاب الوحيد المسموح في اللعبة ! والسؤال لماذا لا ينسحب اللاعب قبل الموت الاجابة ان المجرمون القائمون علي اللعبة بعد ان يكونوا قد جمعوا معلومات كافيه عنه وعن عائلته وأصدقائه يهددونه انهم سيقتلونهم جميعا اذا لم يمتثل لأوامرهم، وغيرها من طرق الابتزاز التي تخيف الأطفال و المراهقين بل والكبار أيضا،ناهيك عن نجاحهم في السيطرة علي عقله. واذا كان الروسي مخترع هذه اللعبة القاتلة فيليب بوديكين يقبع في السجن حاليا بعد اعترفه بجرائمه، فان تلاميذه لازالوا يتلذذون بلعبة القتل كل ساعة، ويرون كما قال استاذهم بوديكين ان جميع هؤلاء سعداء بالموت ."فأساس اللعبة هو تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجبة الضاره الذين كانوا سيؤذون المجتمع لاحقا." هذه هي فلسفتهم الشيطانية وراء هذا الفكر الارهابي الجديد للتلذذ بقتل مراهقين وأبرياء . وكما هو معروف ان هؤلاء المؤسسون لهذه اللعبة الخطيرة يستهدفون شريحة عمرية صغيرة خاصة ممن يعانون مشاكل مع ذويهم ،وصعوبة في الاندماج مع البيئة المحيطة بهم ،ومن ثم توفر لهم هذه اللعبة عالم افتراضي بديل يحاول المراهق ان يثبت ذاته من خلاله. وهنا تكمن قمة الخطوره في أن الشخص الوحيد الذي اشعره بذاته وأهميته، هو نفسه من يصعد به الي الهاوية وينهي حياته بيدي اللاعب ذاته ،بعد أن يكون أحكم السيطرة عليه تماما . اذا ما هو الحل ؟لا بديل عن توعية الأهل ومراقبتهم لأولادهم وأعتقد أن فترة 50 يوما ليست بالقليلة بالنسبة للأب أو الأم ليلحظوا التغيرات التي طرأت علي أجساد وشخصيات اولادهم ،كما انه لابد للعوده مرة أخري للحوار والحديث الذي انقطع تماما بسبب وسائل "التواصل " الاجتماعي !والأهل ليسوا وحدهم المسئولون عن هذه الكارثة وللحديث بقية! لمزيد من مقالات جيلان الجمل;