لماذا يكون شهر رمضان وحده دائما هو شهر الضمير؟! كلنا في هذا الشهر الفضيل نكون طيبين, سمحاء, يقظي الضمير, كأن قدوم الشهر المفاجئ للكثيرين يبدل أحوالنا من السييء الي الأحسن ومن العنف الي الهدوء, ومن الفجر والقسوة الي الطيبة وكأننا أناس آخرون غير الذين نعرفهم. نتماسك في هذا الشهر علي هذه الصفات ولمدة ثلاثين يوما متتالية, ثم ينقلب حالنا بعد العيد مباشرة.. لماذا؟ هل أحد منا يعرف السبب؟ هناك قائل بأن العيب في الأسرة التي لم ترب أولادها علي الصواب الدائم, وآخر يؤكد أن نظام التعليم الذي استمر سنوات طويلة إنما هو نظام فاسد, لم يرسخ في وجدان الطفل منذ البداية القيم الفاضلة التي تكبر معه الي أن يكون عضوا ناجحا في مجتمعه. وطرف ثالث يحلل ما يجري للمسلمين في رمضان وبقية العام بغياب دور المؤسسة الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة, فالمؤسسة هذه مسئولة عن غرس القيم النبيلة التي جاءت في الكتب السماوية, ورسالات الأنبياء, وما قراءة القرآن الكريم في رمضان الا البداية التي يتبعها خطوات أخري يحتاجها المجتمع ليظل بعد رمضان كما هو في رمضان. المطلوب الآن وبشجاعة وعلي وجه السرعة أن تتكاتف كل المؤسسات والجهات والهيئات لعودة الصفات الحميدة للمواطن المصري ولا أقول المسلم ومحاولة غرس السلوك القويم من الصدق والأمانة وحسن الخلق واحترام الآخر, والبعد عن التدين الزائف, وجعل رسالة الأنبياء وتعاليم القرآن الكريم هدفا, والبعد عن الكذب والنفاق, والاعتماد علي السماحة وحب الوطن في السلوك العام.. كل هذه وغيرها يجب أن تكون عنوان المواطن المصري ليس في رمضان وحده ولكن كل أيام العام. لنصل في النهاية الي أمة قال فيها القرآن الكريم أنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.