أحيانا نتصرف بوعي، وأحيانا دون وعي، وبين الوعى واللاوعي، تختلف الصورة، وحتى نفهم أنفسنا، لابد أن نحللها، والأهم دوافعنا، وهى كامنة فى اللاوعي، وكلما توغلنا فى اللاوعي، واجهنا أنفسنا، وفهمنا أنفسنا أكثر. واللاوعى منطقة خفية فى العقل، تحتوى على الخبرات والمشاعر المكبوتة، وكلها مرتبطة بتجارب صادمة، لا نريد أن نتذكرها، ولا أن نعترف بها، لأننا لا نريد أن نواجه أنفسنا، وأول من اكتشف اللاوعي، هو سيجموند فرويد، أستاذ علم النفس النمساوي، ومؤسس علم التحليل النفسي. واللاوعى يحتوى على غرائزنا وأهمها غريزة الحياة، ومهمتها الحفاظ على الذات، والبحث عن المتعة، وغريزة الموت ومهمتها تدمير الذات، وقتل الرغبة وكل اضطراباتنا النفسية، قلقنا واكتئابنا، عدوانيتنا وتوترنا، شكوكنا ومخاوفنا، بسبب الصراع بين الغريزتين. وأحلامنا تفضح هذا الصراع، فنحن نفعل فى الحلم ما نريد فعله فى الواقع، لكن الفرق كبير بين الحلم، وما نتذكره من الحلم، والمحتوى الكامن للحلم، وحتى نفهم أحلامنا، لابد أن نفهم كيف تتشكل، فاللاوعى يحول رغباتنا الى رموز، وهذه يمكن تفسيرها. وبالتحليل النفسى نتسلل إلى اللاوعى ونطلق المشاعر والخبرات الكامنة، وهكذا نعالج القلق والاكتئاب والرهاب وعدم التكيف واضطرابات ما بعد الصدمة لنصبح أقل اعتمادا وأكثر تحملا وأقدر على تقبل الواقع. حين نتأمل الماضى والحاضر، التجارب والذكريات، وحتى الأحلام، وتداعيات الأفكار، فإننا نحول اللاوعى الى وعي، ونفهم أنفسنا وهذا هو تطوير الذات، وتحليل النفس، وهذا ما ينصح به فرويد. لمزيد من مقالات عبدالعزيز محمود