لعبت الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة دورا كبيرا في زعزعة الأوضاع الأمنية والأجتماعية في شبه جزيرة سيناء علي مدي السنوات الخمس الماضية والتي أعقبت سيطرة حركة حماس علي القطاع في منتصف يونيو2007، حيث عملت علي نشر أفكارها المتشددة بين أفراد القبائل بسيناء وبشكل خاص التي تسكن المناطق الحدودية سواء مع قطاع غزة أو إسرائيل لكي يكونوا سندا لها في حربها ضد الإسرائيليين وقد نجحت بشكل كبير في تنفيذ مخططاتها حيث أنتشرت الأفكار السلفية الجهادية في المناطق الحدودية وبات بعض أبنائها يشاركون في العمليات ضد إسرائيل وابرز مثال علي ذلك الهجوم علي مدينة إيلات الإسرائيلية في أغسطس الماضي. من ابرز الجماعات السلفية في القطاع والتي عملت تحت عين حركة حماس التي تسيطر علي القطاع علي نشر أفكارها في سيناء جماعة جلجلت و جيش الإسلام وجماعة التوحيد والجهاد الي جانب جيش الأمة وجماعة أنصار السنة وجماعة جند انصار الله ووفق ابو البراء المصري, احد ابرز قادة الجماعات السلفية أنه ليس هناك ادني تناقض بين تلك التشكيلات ايديولوجيا. جماعة جلجلت يعرفها أهل القطاع بهذا الاسم, وتعرف أيضا باسم أنصار السنة, وأحد أبرز قادتها محمود طالب( أبو المعتصم). بدأت هذه الجماعة العمل في غزة كما يقول طالب منذ اللحظة التي قررت فيها حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية2006, من خلال إصدار بيان بعدم جواز هذه الانتخابات شرعا. ويؤكد طالب أن حركة الاحتجاج علي اشتراك حماس في الانتخابات كانت قوية, خاصة أن جميع الذين اشتركوا فيها آنذاك كانوا من الصفوة في إطار الجناح العسكري للحركة, كتائب القسام. ويؤكد طالب أن نواة مجموعات جلجلت لم تجد دعوات الجهاد العالمي ضد الكفار في فكر ومنهج الإخوان المسلمين الذين اقتصرت دعوتهم علي محاربة ومقاومة الاحتلال, لهذا ينظرون إلي حماس كحركة وطنية سياسية تسعي للاشتراك في البرلمانات والمجالس التشريعية أكثر من كونها حركة إسلامية تسعي إلي تحكيم الشريعة. ونظرا لأن معظم عناصر هذه الجماعة خرجت من رحم حماس فقد تعاملت معها برفق لايتناسب مع مدي الخطر الذي تمثله علي المنطقة وغضت النظر عن أنشطتها مادامت لاتستهدف نظامها في غزة كما أن الحديث يدور عن ان مؤسسها هو الشيخ نزار ريان القيادي البارز في حماس الذي أغتالته إسرائيل خلال عدوانها علي غزة في نهاية عام2008 * أحد أبرز الجماعات السلفية الجهادية بغزة وقد كان مقربا من حماس, ونفذ رجاله معها عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في منتصف2006, لكنه تحول إلي ألد أعداء حماس, وشنت الحركة عليه هجوما أدي إلي مقتل كثير من عناصره بعد سيطرتها علي غزة. أسسه ممتاز دغمش, وعدد من أفراد عائلة دغمش التي كانت مرهوبة, قبل أن تقرر حماس إخضاعها وحملها علي الالتزام بقرارات الحركة ولم ينف الجيش أنه هاجم مؤسسات نصرانية في قطاع غزة بصفتها تحارب الإسلام وتنشر الإلحاد والتنصير بين المسلمين. رفض الدخول في تهدئة, وفكره قريب من القاعدة مثل الجماعات الأخري, وهو يؤمن بتوحيد هذه الجماعات, وكان مسئولا عن اختطاف ألان جونستون مراسل الإذاعة البريطانية( بي بي سي) وطلب فدية مالية لإطلاق سراحه قبل أن تتمكن حماس من تسوية الأمر. وتؤكد كافة التقارير الأمنية الغربية أن جيش الإسلام لعب الدور الأكبر في نشر الفكر الجهادي في سيناء بل أن قائده ممتاز دغمش ترك غزة تقريبا وبات مقيما بشكل شبه دائم في سيناء للتجهيز لعمليات ضد الإسرائيليين سواء كان ذلك أثناء حكم النظام السابق في مصر أو حاليا لأن الرجل يري أن الجميع لايطبقون شرع الله. ومثل هذه الجماعات, هناك أنصار بيت المقدس, والتوحيد والجهاد وجند محمد, وجميعها تضم ناشطين سابقين في فصائل مثل حماس والجهاد وألوية الناصر. ويميل هؤلاء إلي التشدد ويصلون إلي حد إخراج الناس من الملة وتكفيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم, أما حماس فتقول إنها معتدلة ووسطية وهذا هو الإسلام الصحيح. ورغم ان حماس تقوم بين الحين والآخر بتحجيم أنشطة هذه الجماعات واعتقال قادتها ورموزها فإنها سرعان ما تفرج عنهم بموجب اتفاقات سرية يتعهدون فيها بعدم ممارسة أي انشطة تخريبية علي ارض غزة ويري بعض قادة حماس وخاصة الجناح العسكري للحركة المعروف باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أن أعضاء هذه الجماعات اخوة مجاهدين يجب الحفاظ عليهم للمعركة الكبري ضد الأحتلال كما يستخدمهم البعض كورقة مساومة في الصراع المكتوم علي السلطة والنفوذ داخل حماس في غزة. ويؤكد الكثيرون ان تلك الجماعات تحتفظ بعلاقات جيدة مع فتحي حماد وزير داخلية حماس وأنه شخصيا أسس جماعة جهادية للعمل ضد إسرائيل عند الحاجة مع إبعاد حماس الرسمية عن مثل هذه الأمور. وعن الاختلافات بين نهج هذه المجموعات وذلك الذي تتبعه حماس يؤكد ابو حمزة المقدسي, القيادي في جماعة انصار السنة ان اوجه الاختلاف كثيرة لكن لا نسعي لتكفيرها( حماس), فهذا ليس من ديننا, نحن نعتبر ان تطبيق الشريعة الإسلامية من الأمور الضرورية. ويذهب المقدسي ايضا الي حد اتهام حماس بالتلاعب في مبادئها بقوله ان نهج الإخوان المسلمين الذي تتبعه حماس يعتمد علي قاعدة تخصهم وهي ان الفتوي تتغير بتغير الحاكم. وفي منتصف عام2010 اعتقل الأمن المصري خلية نعتها بتكفيرية تتكون من25 مواطنا مصريا من مدن العريش والشيخ زويد ورفح, كانت تخطط لتنفيذ هجمات ضد قوات حفظ السلام والسياح الإسرائيليين, إضافة إلي مساعدتها لمتسللين لإسرائيل لتنفيذ عمليات عن طريق سيناء. وأشارت التحقيقات انذاك إلي ان بعض المتهمين اعترفوا علي بعض الشخصيات من قطاع غزة بينهم محمد النمنم العضو في جيش الإسلام لذي اغتالته إسرائيل قبلها بأسابيع في غزة واعلنت انه كان يخطط للقيام بعملية ضد السياح الإسرائيليين في سيناء. وقبل48 ساعة فقط من الهجوم الغادر علي رجال القوات المسلحة في رفح بسيناء أفرجت حكومة حماس في قطاع غزة عن هشام السعيدني الملقب بأبي الوليد المقدسي(58 عاما), أحد مؤسسي جماعة التوحيد والجهاد السلفية الجهادية والمتهمة بتنفيذ سلسلة من الهجمات الأرهابية علي السياح في شرم الشيخ ودهب ونويبع بين عامي2004 و.2006 وتشير تقارير اعلامية الي انه تزوج في مصر, وغادرها إلي الأردن, حيث تعرف هناك علي قادة الجماعات السلفية الجهادية ومن يبنهم الشيخ أبو محمد المقدسي, الذي يعد الأب الروحي لالزرقاوي. وقد غادر بعدها مصر الي قطاع غزة وذلك مع انهيار الجدار الفاصل بين الأراضي المصرية والقطاع في يناير2008 ودخول آلاف الفلسطينيين العريش. وعاش في مناطق مختلفة من قطاع غزة, إلي جانب زوجته و7 من أبنائه كانوا يتنقلون معه طيلة فترات ملاحقته, حتي تم اعتقاله في2010 بناء علي طلب من مصر لكن سلطات حماس رفضت تسليمه للقاهرة, قبل ان تفرج عنه السلطات الامنية في غزة يوم الخميس الماضي. وكان اخر ظهور للمقدسي في ابريل عام2011, عندما وزعت الاجهزة الامنية في غزة صورا تلفزيونية له وهو يحاول اقناع مجموعة مسلحة بتسليم انفسهم, بعد ان قاموا باختطاف الناشط الايطالي فيتوريو اريجوني( فيكتور) في غزة للمطالبة بالأفراج عن السعيدني نفسه قبل ان تتحصن في منزل في وسط القطاع, وتحاصرها قوات الامن التابعة لحماس وقتلت اثنين من عناصر المجموعة بينهم اردني, واعتلقت ثلاثة اخرين ولكن المجموعة قتلت الرهينة نفسه أيضا. و قال مصدر فلسطيني قريب من الملف انه تم الافراج عن السعيدني وهو يحمل الجنسية الاردنية بناء علي صفقة سرية تم التوصل اليها مع اجهزة الامن في الحكومة( المقالة) بعد وساطة من جهات اردنية وبعض الشخصيات الفلسطينية علي ان يغادر غزة خلال ايام قليلة الي الاردن.