تشهد الأراضى الفلسطينية اليوم حراكا جماهيريا وشعبيا بمناسبة الذكري ال42 ليوم الأرض ، فقد خرجت دعوات أمس تدعو الي إغلاق مساجد القدس والتوجه لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصي، وذلك ردا علي جماعات الهيكل المزعوم اليهودية والتي طالبت بإخلاء المسجد لها لتقديم القرابين ، بينما سيتم تنظيم مسيرات شعبية فى قطاع غزة علي الحدود مع اسرائيل . وفي السياق نفسه حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلى برئاسة بنيامين نيتانياهو المسئولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات التهديدات العلنية بالقتل والإعدام الميداني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، عشية «مسيرات العودة»، المقررة اليوم. وأكدت، في بيان أمس، أن هذا التفويض المفتوح بالقتل للشعب الفلسطيني عامة، ولأهالي قطاع غزة بشكل خاص، هو امتداد لعقلية الاحتلال الداعشية والعنصرية والفاشية، القائمة على القوة العمياء والعنف، وإرهاب الدولة المنظم، وتصدير العنف ونشر ثقافته». ووصفت التهديدات العلنية بالقتل والإعدام الميداني التي صدرت عن أكثر من مسئول إسرائيلي بأنها «انتهاك صارخ وعلني لكل المواثيق الدولية ،مشيرة الي إعطاء رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال «أيزنكوت» تصريحا بالقتل لمئات القناصة المنتشرين على حدود القطاع والمتربصين بالمواطنين الفلسطينيين العزل المشاركين في مسيرات احتجاجية سلمية، هي حرب علنية على المدنيين». وجاء هذا التطور إثر الإعلان عن تنظيم مسيرات غير مسبوقة أطلق عليها «العودة الكبري» بمشاركة سكان قطاع غزة علي الحدود مع اسرائيل اليوم تزامنا مع الذكري ال42 ليوم الأرض يأتي ذلك في الوقت الذى دعا فيه الشيخ محمد حسين المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك كل من يستطيع الوصول إلى القدسالمحتلة والمسجد الأقصى المبارك أن يتحرك إليهما من أجل الوقوف فى وجه الاحتلال الإسرائيلى الذى يستبيح مسرى النبى. وأكد - فى تصريح أمس - أن دعوات المتطرفين والمستوطنين اليهود لإفراغ المسجد الأقصى المبارك وتقديم قرابين على أبوابه وأداء صلوات تلمودية اليوم هى دعوات خطيرة تمس عقيدة المسلمين فى العالم أجمع. وأضاف الشيخ حسين أن المرحلة خطيرة جدا وأن سلطات الاحتلال بتسهيلها اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك تتحمل عواقب هذه الانتهاكات التى تسيء إلى مشاعر المسلمين فى العالم كله، داعيا أبناء الشعب للتصدى لها، مبيناً أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين، ولا يحق لسلطات الاحتلال التدخل فى شئونه، ولا العمل على إفراغه من رواده، مؤكدا أن هذا الاعتداء ما هو إلا استمرار لمسلسل التهويد الذى يستهدف القدس ومسجدها المبارك لخلق واقع جديد على الأرض. ومن جهتها ،شددت الجامعة العربية على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات والآليات اللازمة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967وعاصمتها القدسالشرقية. وطالبت - في بيان أصدره أمس قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة ، بمناسبة الذكرى 42 ليوم الأرض للشعب الفلسطيني والذي يوافق الثلاثين من مارس من كل عام، المجتمع الدولي ممثلاً بدوله ومنظماته بتحرك فوري من شأنه منع الانتهاكات المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وبتفعيل الحماية الدولية له، وهو الأساس لتمكينه من الخلاص من مأساته التي طال عليها الزمن، على طريق ممارسة حقه في تقرير المصير على أرضه ووطنه بكل حرية، أسوة بكل شعوب العالم. وأكد البيان، أن ذكرى يوم الأرض هي استعادة سنوية لقيمة رمزية هامة، وتذكير بنضال الشعب الفلسطيني ضد احتلالٍ غاشمٍ سعى منذ قيامه إلى انتهاك حقوقه المشروعة وممارسة سياسات العنف والتطهير العرقي ضده، وتهويد أرضه ومقدساته، وهدم قراه ومنازله، والسعي لطمس هويته العربية الفلسطينية، واعتقال أبناء شعبه وزجهم في السجون في صورة من أقسى صور الظلم والاضطهاد. في تلك الأثناء ،نددت وزارة الإعلام الفلسطينية بتصريحات للسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان والتي قال فيها إنه إذا لم يقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل فإنه «سيأتي من يقبل بها». واعتبرت، في بيان ، أن تصريحات السفير الأمريكي «خطيرة وتمثل دعوة واضحة لاستهداف عباس وخروجه عن كل القواعد الدبلوماسية المتبعة». ورأت أن تلك التصريحات «تعد سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية، وتثبت أن الإدارة الأمريكية الراهنة تمارس الانحياز الأعمى لإسرائيل وتنقلب على القانون الدولي، وتتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة». وشددت على أن «تهديدات السفير الأمريكي لا يجب أن تمر مرور الكرام»، مطالبة الأممالمتحدة ووزراء خارجية الدول «المدافعة عن قيم الديمقراطية والحرية والعدالة باتخاذ موقف حازم ضد فريدمان وداعميه».