* نواب بالبرلمان: المواطنون تحدواالإرهاب لأنهم يريدون مصر قوية * علم الاجتماع: مراكز الاقتراع في دول العالم مملة والمصريون حولوها لمراكز جاذبة للناخبين * الطب النفسي: المواطنون شعروا أن تقاعسهم يعرض البلاد للخطر فارتفعت نسبة المشاركة
حملت معركة الانتخابات الرئاسية الكثير من الرسائل الهامة للداخل والخارج، منها أن المواطن المصري برهن فعليا علي عدم استجابته لدعوات المقاطعة التي روجت لها جماعة الإخوان الإرهابية، ووقف الناخبون في طوابير بالساعات أمام لجان الانتخابات للإدلاء بأصوتهم، في مشهد حضاري أبهر الجميع، مفضلين الذهاب مع أفراد أسرهم وأطفالهم ليعلنوا أن التوجه إلي لجان الانتخابات لم يعد حكرا علي من يحق له التصويت وحده، بل تحولت إلي رحلة عائلية يصطحب فيها الزوج زوجته وصغاره للتدريب علي الديمقراطية.. كذلك مظاهر الاحتفال أمام مقار اللجان الانتخابية وتجمع السيدات والرجال والشباب للتعبير عن سعادتهم بالانتخابات الرئاسية، كما تواصل المرأة المصرية إبهارها للعالم في قوة انتمائها لوطنها، حيث كانت الأكثر مشاركة بجميع اللجان علي مستوي الجمهورية منذ انطلاق الانتخابات حتي إغلاق الصناديق في نهاية اليوم الثالث. المشهد الانتخابي علي مدي الأيام الثلاثة نتناوله في السطور التالية بالرصد والتحليل من خلال آراء الخبراء في مختلف مجالات السياسة وعلم النفس والاجتماع. بوصلة ايهاب الخولي أمين سر اللجنة التشريعية بمجلس النواب اعتبر أن ما حدث في الانتخابات الرئاسية لم يكن مفاجأة من أي نوع، وأن ارتفاع نسبة التصويت ليس بغريب..فالمواطن المصري لديه بوصلة الشعور بالخطر وأنه عندما شاهد حجم التآمر ومحاولات البعض في الداخل والخارج استهداف مصر والعمل ضد استقرارها، قال كلمته وشارك في الانتخابات بكثافة عكس كل التقديرات واستطلاعات الرأي التي تم إجراؤها قبل الانتخابات. واعتبر أن ارتفاع نسبة تصويت الفلاحين والعمال خلال الانتخابات يحمل الكثير من الدلالات، منها أن العمال يريدون الاستقرار وأنهم سواعد الدولة في الانجاز، وأنه عندما يكون هناك حالة من الاستقرار مثل التي نعيشها حاليا يتضاعف حجم العمل ولا يعانون من البطالة ويتحسن مستواهم الاجتماعي..أيضا الفلاحون شعروا بما تحقق خلال الفترة الماضية من انجازات واستقرار انعكس علي ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية، وبالتالي تحسنت ظروفهم المعيشية وكذلك انتهت أزمات الأسمدة وعدم توافرها في الجمعيات الزراعية وتهريبها إلي السوق السوداء..وكذلك فالانجازات والاهتمام بالخدمات المقدمة إلي المواطن تعزز لديه الانتماء وتجعله يحرص علي المشاركة في كل ما هو مفيد للدولة. رأس الحربة الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية قال: بعد ثورة 30 يونيو شعر الكثير من فئات المجتمع أن مدعي الاسلام السياسي يهددون وجودهم وأنهم يريدون أن يسيطروا علي مصر لمصلحتهم فقط فقرروا التحرك والنزول والمشاركة في أي حدث سياسي، كما أن المرأة المصرية تعتبر رأس الحربة في الانتخابات الرئاسية حيث تشكل 45 % من السكان وتقوم بتربية الاطفال والشباب الذين يشكلون 25 % من المجتمع. وأشار الي أن الرئيس السيسي يدرك حجم وقوة المرأة وتأثيرها فقد شهدت الفترة الأولي من حكمه أكبر تمثيل للمرأة في البرلمان حيث بلغت 89 نائبة، كما بلغ عدد السيدات في مجلس الوزراء 6 وزيرات، وتم تعيين أول محافظة في عهده، وأول مستشارة أمن قومي للرئيس »الدكتورة فايزة أبو النجا«. وعن تحويل مراكز الاقتراع أمام اللجان لساحات احتفال وكرنفال، شدد صادق علي أن مراكز الاقتراع في جميع دول العالم مملة، وأن المصريين حولوها لمراكز جاذبة لتشجيع الكثير من المصريات والمصريين علي التصويت، مما دفع اعلام الجماعة الارهابية لمهاجمة المرأة المصرية والادعاء أنها تفعل هذا بتوجيه من البعض. الدكتورة رضوي عبدالعظيم استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة قالت إن ظاهرة الوعي السياسي أصبحت موجودة بقوة ولدي كثير من المصريين، فالغالبية شعرت أن الصوت الانتخابي مهم، وأنه من الممكن أن يغير الكثير من الأحداث، وأن صوته أهم بكثير من زجاجة الزيت والسكر التي كان البعض يريد أن يختصر الشعب المصري فيها، والمصريون شعروا أننا في لحظة فارقة وأن تقاعسهم يعرض البلاد للخطر فارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات. مصر تغيرت عمرو أبو اليزيد عضو مجلس النواب وأحد أصغر الأعضاء سنا، قال إن مصر تغيرت كثيرا، فكل من ذهب إلي الانتخابات كان بدافع من الحب والوطنية والرغبة الحقيقية في الرد علي الشائعات ضد مصر، وأننا لن نسكت خوفا من الإرهاب الأسود الذي لا يؤثر في الشارع المصري مهما حدث، وسنقف مع الدولة في البناء لأننا نريد مصر قوية..كما أن نزول الأطفال للانتخابات الرئاسية مع آبائهم يؤكد غرس قيم المشاركة في الأجيال المقبلة، وأنها ستكون أولوية بالنسبة لها في أي انتخابات مقبلة سواء كانت مجلس نواب أو محليات..فالمواطن المصري أصبح لا يفرط في حقه الدستوري والانتخابي في أي حدث..وزيادة نسبة مشاركة المرأة المصرية في الانتخابات الرئاسية أمر متوقع، ولابد من الاعتراف بفضلها خلال هذه المرحلة ومساندتها لوطنها كما أنها أصبحت تشعر بقيمة الأمان الذي نعيش فيه حاليا. الدكتور محمد سعد بدراوي عضو مجلس النواب قال إن نجاح الانتخابات الرئاسية المصرية يرجع إلي أن الجميع كان علي قلب رجل واحد..ورئيس الجمهورية لم يخذل الشعب منذ تحمله المسئولية، وكذلك الشعب أيضا لم يخذله في الانتخابات الرئاسية، واستجاب لدعوته للمشاركة لذلك فإن الخروج بهذا الشكل المبهر والحضاري أمام العالم يحسب للمواطن والدولة..فكلاهما أراد أن تكون الانتخابات لوحة كبيرة يشارك فيها الجميع في التنظيم والمتابعة والتأمين بقيادة القوات المسلحة والشرطة والصحة والتعليم وجميع أجهزة الدولة.. فالشعب المصري أرسل مجموعة رسائل إلي العالم مفادها أن مصر واستقرارها ليس مجال مناقشة أو اختلاف، وأن جميع فئات المجتمع يؤيدون القيادة السياسية لأنها تعمل لصالح الوطن والمواطن، فكلنا في وقت الخطر نقول جميعا في صوت واحد »تحيا مصر«. انتخابات نزيهة محمد زين الدين عضو مجلس النواب أشار إلي أن عدد المنظمات التي تابعت السباق الرئاسي بلغت 48 بينها 4 منظمات دولية تحركت بحرية في جميع اللجان وجميع المحافظات، وقدمت لهم الهيئة الوطنية للانتخابات كل سبل الدعم، ولم ترصد هذه المنظمات أي أخطاء أو ملاحظات خلال العملية الانتخابية، وجميع أجهزة الدولة قدمت الدعم اللازم والمطلوب لكل من تنطبق عليه شروط المراقبة علي الانتخابات من أجل توضيح حقيقة الصورة عن مصر.. وهذا أكبر رد علي المشككين والمروجين للشائعات عبر بعض وسائل الإعلام الغربية وجماعة الإخوان الإرهابية، كما أن نواب البرلمان كان لهم دور كبير في الدعوة للمشاركة في الانتخابات، وأنهم قاموا بدورهم في الدوائر التي يمثلونها علي أكمل وجه وواصلوا الليل بالنهار من أجل ترسيخ مبدأ الديمقراطية. كلنا عايزين صورة المهندس عمرو القطامي منسق الحشد الجماهيري بحملة كلنا معاك من أجل مصر عبر عن سعادته الكبري بالتفاف المصريين حول هدف واحد، وهو خروج الانتخابات الرئاسية بأفضل صورة، وأن ادعاء البعض أن الانتخابات »تحصيل حاصل« لم تجد نفعا وحرص المصريون أن يقولوا نعم للدولة والاستقرار والقانون والعدالة، وأن الجميع كانوا يذهبون إلي صناديق الاقتراع وهم سعداء وبعد التصويت يلتقطون الصور التذكارية مع ضباط وجنود الشرطة في رسالة إلي الجميع أن هؤلاء الجنود هم من يمثلون الشعب المصري، وهم من يحمون الانتخابات ويحاربون الإرهاب في سيناء ..والمواطن المصري شارك في الانتخابات بكثافة وبشكل لافت للنظر إيمانا منه بأن صوته أصبح له قيمة كبيرة وأن قراره سوف يحدد مستقبل الوطن. نجاح الإعلام المهندس محمد الجمال منسق الحشد الجماهيري للانتخابات الرئاسية في الكويت قال إن الإعلام المصري نجح خلال الفترة الأخيرة في حث المصريين علي المشاركة في الانتخابات الرئاسية وتوضيح حقيقة المؤامرات التي تحاك ضد مصر، كما لعب دورا كبيرا في حث المصريين في الخارج علي التصويت وزيادة نسبة المشاركة، وهو ما انعكس علي زيادة نسبة المشاركة في الداخل، وأصبحت هناك منافسة في الوطنية والانتماء..وأشار إلي أن المصريين بالخارج حرصوا علي المشاركة في الانتخابات الرئاسية بكثافة لأنهم شعروا بأن نظرة الدولة لهم تغيرت وأنه عندما يتعرض أحدهم لمشكلة في عمله بالخارج يجد اهتماما من جميع أجهزة الدولة وهو ما لم يحدث من قبل ..بل إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع بنفسه المصريين بالخارج ودائم السؤال عنهم من أجل تذليل أية عقبات تواجههم.