استقبل الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أمس بمشيخة الأزهر فى الدراسة، وفدا من الدارسين بكلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية ، حيث رحب بهم فى الأزهر الشريف . وقدم شومان شرحا موجزا عن الدور الذى يقوم به الأزهر فى كافة المجالات ، وأضاف أن الأزهر قدم الكثير لمجابهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، ولتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام ، وقد شارك الأزهر فى كثير من المؤتمرات الدولية ذات العلاقة بالشأن الإسلامى التى عُقدت فى كثير من دول العالم . وشدد شومان على أن الأزهر لا ينطلق لخدمة أى أفكار سياسية ولكنه ينطلق لخدمة الدين، مبينًا أن عصابات التطرف دلست العديد من المفاهيم والمصطلحات الشرعية بتفسيرها بما يتفق وتحقيق أهدافهم الخبيثة. وردًا على سؤال من أحد الحضور حول لماذا لم يكفر الأزهر داعش؟ قال وكيل الأزهر يحلو لكثير من الناس الانشغال بقضية التكفير، غير مدركين خطورة الأمر وما يترتب عليه من ضرر يلحق بعقيدتهم جراء الإقدام عليه، مع أنهم لم يكلَّفوا به ولن يحاسبوا على ترك الخوض فيه، بل الخطر العظيم يكمن فى خوض غماره وإصدار أحكام الكفر على الآخرين، ويعتب بعضهم على الأزهر الشريف وينتقده آخرون لعدم تكفيره لتلك العصابات الإرهابية التى زلزلت أمن المجتمعات ونشرت الفزع بين الناس، وفى مقدمتها تنظيم داعش المجرم الذى عاث فى الأرض فسادًا وتجاوز أفعال عتاة المجرمين بمراحل يصعب حصرها، والحقيقة أن الأزهر الشريف لا يصدر الأحكام الشرعية إرضاء للأهواء أو دغدغة للمشاعر، ولكنه بصفته مؤسسة علمية فى الأساس ينطلق فى تناوله للقضايا من منطلقات علمية مستنبطًا الرأى الشرعى فيها. وأكد أن إثارة قضية التكفير لا طائل منها إلا المزيد من اللغط وتعريض العقائد للضرر، ولذا يجب ترك أمر التكفير إلى القضاء يحكم به متى تثبَّت من أمر من يكفره ووجده مصرًّا عليه، أما الجماعات الإرهابية كداعش ومن على شاكلتها من الجماعات التى تعيث فى الأرض فسادًا، فقد أجاز لنا شرعنا ردعهم ولو باستباحة دمائهم إذا لم يندفع شرهم إلا بذلك، ولسنا فى حاجة إلى الخوض فى قضية التكفير التى لن تدفع عنا شرهم، بل ستضر بنا وبالمجتمع كله لخروجنا على قواعد وضوابط شرعنا من ناحية، وإغراء أنصاف العلماء بالتوسع فى إصدار أحكام الكفر على الآخرين من ناحية أخري، ولا شك أن الرابح من ذلك كله هو داعش وأخواتها لا غير.