أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهرالشريف والآمين العام لهيئة كبار العلماء أن الدولة قطعت شوطا كبيرا في مواجهة الفكرالمتشدد, والجميع يحمل مهمة واحدة وهي حماية المجتمع من براثن التطرف والإرهاب, وقال إن مشكلة أرتفاع الأسعار تفتقر إلي الضمير المتيقذ وتوفير السلع الضرورية. وأضاف:ب الأزهر الشريف لم يكفر داعش لأننا لم نقف علي حقيقة أمرهم مع أنهم مفسدون في الأرض ب.. وكشف في حواره مع االأهرام المسائيب أن هناك آثارا سلبية لما يسمي بفوضي الفتوي علي الشباب والمجتمع, مشددا علي أن الإعلام يؤجج بعض المشكلات الصغيرة ويضخم منها,وقضايا أخري كثيرة طرحها في سطور هذا الحوار. في البداية ماتفسيركم للهجوم علي رجال الدين والجيش والشرطة من قبل المتطرفين واستهدافهم في الآونة الأخيرة؟ نعم هناك بعض الهجوم علي رجال الدين ومحاولة إيقاع الفتنة بين المسلمين وغيرهم, مع العلم أننا يجب أن نقدر ونحترم رجال وعلماء الدين لأن لهم فضلا كبيرا في التوجيه والإرشاد وحماية البلاد والشباب من الوقوع في براثن الأفكار الهدامة والمتشددة, ولا ننسي أن الأديان تنادي بالمودة والتسامح والرحمة بين أفراد المجتمع..كما أن الأجهزة الأمنية تتعرض لبعض الهجوم أيضا, مع العلم أنها ليست بمعزل عن المجتمع, فهي تقوم بعقد الكثير من الندوات والحوارات بين أفرادها من أجل إحترام المواطن عامة والشباب خاصة, مع العلم أن المجتمع يكن لرجال الشرطة كل الإحترام لأنهم يعملون علي تحقيق الأمن والأمان في ربوع البلاد ويسهرون علي راحتهم وحماية حدوده,.. كما أن رجال الجيش والشرطة يواجهون النار بصدورهم.. ومن يستهدفهم ليس لديهم أدني درجات الوطنية أو الإنسانية, كما أنهم يجهلون تعاليم الدين الإسلامي وأحكامه السمحة, الذي يرفض إزاء الناس بالقول أو بالفعل, مع ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة وتكثيف جهودها لمواجهة هؤلاء فكريا وعسكريا, ونؤيد الضربات الأمنية الناجحة وخاصة الضربات الاستباقية من قبل القوات المسلحة والداخلية في مواجهة تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية, وأن صلابة الدولة المصرية وشجاعة رجالها واستبسالهم هوالعامل الرئيسي في منع الإرهابيين من النيل من أمن الوطن. ماذا تقولون في بعض المشكلات التي يتعرض لها المجتمع ومنها إرتفاع الأسعار؟ الناظر لتلك للمشكلات التي يتعرض لها المجتمع يجد أن تعاملنا معها لا يتم بطرق صحيحة في الغالب,بل يتم التعامل معها بما يزيدها صعوبة وتعقيدا, وليس أدل علي ذلك من التعامل مع مشكلة إرتفاع الأسعار, وعلي الدولة أن تعمل علي مواجهة مشكلة إرتفاع الأسعار علي محورين, الأول توفير المواد الغذائية كلها وخاصة الضرورية للمواطن,والثاني المتابعة والرقابة علي الأسواق,التي يجب أن تقوم بدورها في مواجهة جشع التجار من خلال الحملات اليومية بالتنسيق والتعاون مع وزارة التموين والأجهزة المعنية.. كما أن إستيقاظ الضمير عند المواطن والتاجر علي السواء يعمل علي مواجهة رفع الأسعار, مع العلم أن الغلاء مشكلة عامة في كثير من الدول, خاصة في ظل الإرتفاع العالمي في سعركثير من السلع والمواد الخام علي مستوي العالم, والأزمة الحقيقية تتمثل في الرقابة الذاتية ومعرفة أن الله تعالي مطلع علينا وعلي أفعالنا وأن الممارسات الخاطئة في التعامل مسئولون عنها, وأن مواجهة ذلك تتطلب نشر الفكر الديني والثقافة الإسلامية الصحيحة حول مفهوم التعامل مع الأزمات,, وهناك نظرة فكرية خاطئة من قبل بعض المحللين الذين يقولون إنهم خبراء في كل شيء مما تسبب في تضليل المواطنين وتوجيههم نحو القول بفساد بعض المسئولين,كحل جاهز لعلاج مثل هذة المشكلات والأزمات دون طرح حلول واقعية وبيان الأسباب الحقيقية للأزمة. إذا كان الأزهر يمتنع عن تكفير داعش,فكيف نتعامل معهم؟ الأزهرالشريف ركز اهتمامه علي كيفية التعامل مع هذه الجماعات التي تسلك مسلك الإجرام وتسفك الدماء وتنتهك حرمة الأموال والأعراض, وهي جماعات مفسدة في الأرض,محاربة لله ورسوله, وأنه يجب كف شرها عن الناس والتصدي لها فكريا وعسكريا, وعلينا مواجهتهم, ولو بالقتال عند الضرورة; وذلك لأن جرائمهم تدخل في نطاق قول الله تعالي:( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وعليه فلسنا في حاجة بعد ذلك للحديث عن قضية تكفيرهم, فلا فائدة ترجي من الخوض فيها, فضلا عن أن الكفر لا يقال به إلا بيقين; لأنه يرجع إلي الاعتقاد, وهو يحتاج إلي الإبانة عنه بالإقرار, وهذا التنظيم المجرم لا نعرف عقيدة المنتمين إليه ولا دينهم, وما إذا كان هناك مغرر بهم بين صفوفهم, أو مكرهون علي الانضمام إليهم, كما أننا لا نعرف حال نسائهم وأطفالهم, ومدي قناعتهم بارتكاب الجرائم النكراء التي يقومون بها, وما ذنب أطفالهم ونسائهم وضعفائهم لو كفرناهم, ولو كفرنا داعش فأنه ينطبق الحكم علي كل هؤلاء, وحذرنا شرعنا من الإقدام علي تكفير الناس متي احتمل أن يكون مؤمنا, وقد قال رسولنا الكريم, صلي الله عليه وسلم:( إذا قال المرء لأخيه يا كافر, فقد باء بإثمها أحدهما, فإن كان كما قال وإلا ردت إليه), ومن هنا لا يجوز تكفير داعش وأخواتها وكان بينهم مغلوب علي أمره؟ ومن ثم فإن إثارة قضية التكفير لا طائل من ورائها إلا المزيد من اللغط وتعريض العقائد وأصحابها للضرر, ولذا يجب ترك أمر التكفير إلي القضاء يحكم به متي ثبت له ذلك, ويكون التعامل مع هذه الجماعات التي تعيث في الأرض فسادا بالتصدي لفكرهم وعرض أرائهم والرد علي فتاويهم المنحرفة, وبعد ذلك فقد أجاز لنا شرعنا الحنيف قتالهم وردعهم إذا قضت الضرورة ذلك, ولسنا في حاجة إلي الخوض في قضية التكفير التي لن تدفع عنا شرهم, بل ستضر بالمجتمع كله لخروجنا علي قواعد وضوابط الشرع من ناحية, وإغراء أنصاف العلماء بالتوسع في إصدار أحكام الكفر علي الآخرين من ناحية أخري, ولا شك أن الرابح من ذلك كله هي داعش. ما أثر تضارب الفتوي علي الشباب؟ إن الشباب هو المتضرر الأكبر مما يحدث حاليا من تضارب الفتوي وتناقض الإجابات خاصة في المسائل الدينية ذلك أن الشباب هو مستقبل هذة الأمة, ويجب الإهتمام بهم من خلال اللقاءات الحوارية والكشف عن الكثير مما يدور في أذهانهم, حتي يمكن أخذ بعض هذه الأفكار وتصويبها, وبحث إمكانية البناء عليها في رسم خطة مستقبلية يمكن التعامل مع الشباب من خلالها بالتنسيق مع بعض الوزارات, مثل الشباب والرياضة والتربية والتعليم والثقافة والتعليم العالي والأوقاف وغيرها من الجهات المتواصلة مع المجتمع عامة والشباب خاصة.. مع العلم أن الأزهر الشريف بدأ منذ فترة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, بعقد لقاءات الحوار المجتمعي مع الشباب في مختلف المحافظات, حيث نظم بعض اللقاءات عن كيفية الارتقاء بدور الشباب ودور العلم والتعليم في تنمية قدراتهم, وكيفية مواجهة التحديات التي تواجه الوطن خلال المرحلة المقبلة,ومعالجة الأفكار المتطرفة التي تشوه أفكار الشباب وتوجيههم نحو فكر العنف والتطرف وإبعادهم عن المساهمة في الجهود المبذولة لنهضة البلاد..وضرورة العمل من أجل مستقبل الشباب خاصة والأمة عامة, ويكون لدينا الثقة الكاملة في قدرتهم علي صياغة مستقبل أفضل بقوة إرادتهم وعزيمتهم..وعلينا تثقيف الشباب من خلال عقد مثل هذة القاءات الحوارية والمجتمعية مع جموع الشباب من مختلف الانتماءات والتوجهات, لفتح القلوب والعقول والصدور والآذان للإستماع إليهم, والوقوف علي فكرهم, وما يدور في أذهانهم, وإخراجهم من الحيرة التي أصابتهم بسبب تضارب الإجابات المتعددة والمتناقضة في كثير من القضايا وخاصة في المسائل الدينية.. وعلي الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وضع رؤية مستقبلية لدور الشباب خلال تلك المرحلة المقبلةحتي يتحقق للشباب أمالهم وما هو مطلوب منهم خلال هذة المرحلة. من المسئول عن إستغلال وتشويه بعض المصطلحات الإسلامية لدي الشباب مثل مصطلح الجهاد, والخلافة الإسلامية وغيرها؟ المسئول عن تشويه هذة المصطلحات الإسلامية وتحميلها غير ما تحتمل,هي الجماعات المتطرفة, حيث أنها تحاول السيطرة علي الشباب من خلال إستغلال بعض المصطلحات الوردة في الفكر الإسلامي,مثل الخلافة الإسلامية لتبرير أفعالها الإرهابية, كما يستخدمون مصطلح الجهاد كما فعل قاتل السفير الروسي الذي ردد عبارات تدل علي التطرف والعنف. هناك من يتهم خريجي الأزهر والإعلام بأنهم وراء تصاعد حدة الخلاف في كثير من القضايا.. ما رأيكم؟ بعض وسائل الإعلام تشارك في تشويه تلك المفاهيم من خلال ترديد هذة المصطلحات التي يطلقها المتشددون ونسبتها للدين الإسلامي وكأنه يعطي مبررا للهجوم علي الإسلام والمسلمين..والأزهر الشريف يدرس به أكثر من40 ألف طالب من دول العالم المختلفة, ولم يثبت يوما أنه خرج من يحمل فكر العنف والتطرف, ومن يقول غير ذلك فهو لا يقول الحقيقة, مع العلم أن الأزهر والإعلام والثقافة كلهم مسئولون عن تصحيح تلك المفاهيم وحماية الشباب من الأفكار المتطرفة حتي لا ينخرطوا في فكر هذة الجماعات المتطرفة والمتشددة,التي خرجت بفكرها عن الشرائع والأعراف الإنسانية..وأهمية دور الإعلام من خلال تأثيره في تكوين وتشكيل فكر المجتمع والشباب وغيرهم, فالإعلام يسطيع أن يقدم الكثير من المشاركات الفاعلة خاصة في هذه المرحلة المهمة, فالكلمة أمانه ولها خطر شديد, ويكفي أنها تغضب الله إذا تسببت في إيذاء الناس.