بعد سلسلة من الإقالات والاستقالات فى الأشهر الأخيرة، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعيين جون بولتون أحد المحافظين الجدد المتشددين، فى منصب مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض الذى يتمتع بتأثير كبير. وجاء تعيين بولتون بينما يفترض أن تبدأ مفاوضات تاريخية مع كوريا الشمالية، ومع اقتراب موعد حاسم لمستقبل الاتفاق النووى الإيرانى الذى كان هذا السفير السابق للولايات المتحدة فى الأممالمتحدة من أشد منتقديه. وكتب الرئيس ترامب فى تغريدة «يسعدنى أن أعلن أن جون بولتون سيكون مستشارى الجديد للأمن القومى اعتبارا من 9 أبريل المقبل»، فى تغيير جديد فى فريقه مع رحيل الجنرال هربرت ريموند ماكماستر. وأشاد ترامب فى الوقت نفسه ب«العمل الاستثنائي» الذى قام به الجنرال ماكماستر، مؤكدا أنه سيبقى «صديقه» دائما. وبولتون (69 عاما) الشهير بشاربيه وميله إلى الاستفزاز كان أحد القادة «الصقور» فى إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، ويؤيد بشدة استخدام القوة على الساحة الدولية. ولا يتفق بولتون مع الرئيس ترامب فى جميع الملفات. فهو من المدافعين بشراسة عن الحرب فى العراق التى انتقدها ترامب مرارا خلال حملته الانتخابية. وعقب الإعلان عن تعيينه، قال بولتون الذى انتُقد فى الأممالمتحدة فى بعض الأحيان بسبب افتقاره إلى السلوك الدبلوماسى فى تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية: «لم أكن أتوقع هذا الإعلان، لكنه شرف كبير لى بالتأكيد». وأضاف «لدى آرائى وسأعرضها على الرئيس»، مدافعا عن ضرورة أن يتمكن الرئيس من «تبادل الأفكار بحرية» مع مختلف مستشاريه. وخلافا لوزيرى الدفاع والخارجية، لا يحتاج مستشار الأمن القومى لتصويت فى مجلس الشيوخ قبل أن يتولى مهامه. ويأتى تعيين بولتون بعد الاقالة المفاجئة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون الذى سيحل محله المدير الحالى لوكالة المخابرات المركزية «سى آى إيه» مايك بومبيو وهو جمهورى أيضا من أنصار اتخاذ موقف متشدد حيال كوريا الشمالية وإيران. وأثار تعيين بولتون، ثالث شخصية تشغل هذا المنصب فى عهد ترامب، ردود فعل متضاربة. وقال الجمهورى لى زيلدين العضو فى الكونجرس والوفى لترامب إن بولتون «رجل يتمتع بمؤهلات استثنائية» لشغل هذا المنصب. وعبر عن ارتياحه لأنه «لن تحدث تسربيات بعد اليوم من مجلس الأمن القومي».