لقياس مستوى الأداء بانتخابات الرئاسة المقبلة ، يعتمد الخبراء على ما يسمى ب «جغرافيا الانتخابات»، لتحليل الأساليب والسلوك بين المواطنين والنتائج والنشاط الانتخابى داخل الدولة، بتحليل الدوائر الانتخابية بالمرحلة الأخيرة. فالمؤشرات الحالية تؤكد دور المرأة الأكبر فى الاهتمام بالحياة السياسية والانتخابات، يتساوى معها كبار السن بينما يحتاج الشباب الكثير من الدولة لتشجيعه على المشاركة بنسبة عالية، كما تؤكد المؤشرات أن الأمية ليست عائقا لفهم الحياة السياسية والمشاركة الانتخابية، خاصة فى المناطق الشعبية والريفية. خبراء علم الجغرافيا السياسيى والقانون يرصدون ملامح خريطة الجغرافيا السياسية، فمن جانبه يؤكد الدكتور أسامة حسين أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة المنيا، أن هناك عدة عوامل تشكل الاتجاهات الحاكمة لتلك الانتخابات، ترتبط بالعمل الوطنى والإنجازات التى يحققها المرشح وحرصه على مستقبل ومصلحة البلد، المرتبطة بالمشروعات القومية وهى تشكل الرأى العام للناخبين، فى الوقت الذى تركز فيه الدولة على أن يكون النظام الانتخابي فى حيادية تامة وعدم الانحياز لطرف دون الآخر، مما يجعلها الأكثر نزاهة، حيث تلقى اهتماما فى الشارع على كل المستويات وتحديدًا المناطق الشعبية والفقيرة، التى تحظى بزيادة كبيرة فى خدمات الدولة على كل المستويات فضلا عن ارتفاع مستوى الوعى داخل الريف، بحيث بات المواطن يعرف كثيرا من توجهات المرشحين وأهدافهم السياسية والاقتصادية، أما فى المدن فالنسبة الكبيرة منها متعلمة تمتلك الوعى السياسى والاقتصادى، وثبت أن أمية القراءة والكتابة لا تعتبر مقياسا، لأن المواطن أصبحت لديه ثقافة سياسية عالية، قادرة على فهم واستيعاب الأحداث الجارية بعد الثورتين الأخيرتين، فالأمية لم تعد عائقا للوعى السياسى للمواطن، لكونه يرتبط بالفهم العام للمناخ السياسى بالمجتمع من أفكار وممارسات واختلافات سياسية ومنها يستطيع الفرد إدراك المجريات والأحداث فى ظروفنا الحالية. ويضيف حسين أن الناخب أصبح يشعر بقوة تأثير صوته الانتخابى، وبات صوته مؤثرا وقوياً، مما يؤكد أن المسيرة الديمقراطية الحالية تسير على نهج سليم لتعزيز الديمقراطية والنهوض بالأوطان، لذا نتوقع ارتفاع نسبة المشاركة السياسية، بعد أن أصبح الناخب يدرك أهمية صوته فى تغيير مسيرة بلده، ووضع الوطن بالاتجاه الصحيح والخريطة السياسة العالمية لبلده، فالتوجه العام بين المواطنين يتجه إلى المشاركة الإيجابية التى تعد واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً، وتتطلب مشاركة الجميع، بين مؤيد ومعارض. بينما أوضح الدكتور عبيد عبد العاطى صالح رئيس جامعة دمنهور أن ما يميز خريطة الانتخابات أن المرأة أصبحت أكثر إيجابية بالحياة السياسية، وتمثل أكثر من نصف المشاركين بمختلف الدوائر والمناطق الجغرافية المختلفة، وتساهم فى الفعاليات والمؤتمرات لعل أبرزها «صوتك لمصر بكرة» الحملة التى يقودها المجلس القومى للمرأة، بعقد لقاءات متتالية على مستوى المحافظات بمشاركة المحافظين ورؤساء الجامعات، لتوعية السيدات بأهمية المشاركة السياسية.