في الوقت الذي يواجه فيه أكبر موقع للتواصل الاجتماعي حملة رسمية عنيفة للتصدي للانتهاكات التي ترتكب على صفحاته، خرج مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» أمس عن صمته الطويل ليعبر عن «أسفه» معترفا بارتكاب شركته «أخطاء» فيما يتعلق بفضيحة الاستخدام غير المشروع لبيانات 50 مليون مستخدم من قبل شركة «كامبدريج أناليتيكا» البريطانية، وتعهد مؤسس «فيسبوك» باتخاذ خطوات أكثر صرامة لتقييد وصول مطوري الخدمة لمثل هذه المعلومات.وفي أول تعليقات علنية له منذ تكشفت الفضيحة في مطلع الأسبوع، كتب زوكربيرج في منشور على «فيسبوك» أمس الأول إن الشركة «ارتكبت أخطاء. ينبغي فعل المزيد، وعلينا أن نتحرك وننفذ». وفي وقت لاحق قال زوكربيرج لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية إن «هذه خيانة أمانة كبرى، أشعر بالأسف حقا لحدوث هذا، تقع علينا مسئولية أساسية تتمثل في حماية بيانات الأشخاص».وأضاف أن فيسبوك ملتزمة بمنع التدخل في انتخابات التجديد النصفي بالولايات المتحدة في نوفمبر المقبل وفي انتخابات الهند والبرازيل. ومضى قائلا إنه مستعد لأي لوائح حكومية إضافية وتسعده الشهادة أمام الكونجرس الأمريكي إن لزم الأمر.يأتي ذلك في الوقت الذي توالت فيه التحركات الدولية لاتخاذ إجراءات أمنية مضادة لمثل هذه الانتهاكات، فقد حذرت فيرا جوروفا مفوضة العدل في الاتحاد الأوروبي من أن فضيحة مستقبلية مماثلة لتلك التي وقع فيها فيسبوك قد تكون «مكلفة» بعد مايو المقبل، عندما تدخل لائحة أوروبية جديدة بشأن حماية البيانات الشخصية حيز التنفيذ. وهددت يوروفا «فيسبوك» بأنه سيتعرض لعقوبات صارمة في حالة ارتكابه أي انتهاكات، بمجرد دخول اللائحة الأوروبية لحماية البيانات الشخصية حيز التنفيذ. وفي رد فعل فوري، فقدت شركة فيسبوك أكثر من 45 مليار دولار من قيمتها في سوق الأوراق المالية خلال الأيام الثلاث الماضية بسبب مخاوف المستثمرين من أن يؤدي أي إخفاق من جانب شركات التكنولوجيا في حماية البيانات الشخصية إلى انصرف المعلنين والمستخدمين عنها، وإلى وضع لوائح أكثر صرامة ضدها.