دأبنا دوما فى تشكيل الحكومات المتعاقبة بدءاً من عصر محمد على حتى وقتنا الحالى على ألا نضع فى الاعتبار هذا المسمى «وزارة العلاقات الإنسانية» ذلك لأن الوطن لم يكن فى حاجة إلى هذه الوزارة لأن الوضع كان أفضل والأمور تسير على نهج حضاري، والكل يعرف واجباته وحقوقه مع احترام متبادل مما يتمثل فيه الشكل المطلوب بين علاقات الناس بعضهم وبعضا لكن بدأت تلك المنظومة تأخذ الشكل المتدني، واعتبر البعض أن هذا التعامل فى العلاقات هو المطلوب فى هذه اللحظة. خاصة بعد قيام الثورات وما أفرزته من حمم بركانية روجت للفوضى وعززت التطاول وهددت تعزيز العلاقات الأسرية والمجتمعية، والحقيقة إذا كنت أتحمس لطلب تلك الوزارة فذلك لم يكن بهدف تربية المجتمع ولكن من أجل إعادة صياغة السلوك الذى فقدناه فى فترة وجيزة حملت الدولة عبئاً ثقيلاً من اللامبالاة مما انعكس أثره فى علاقات الأفراد، وأثر بطريقة سلبية على التناغم الأسرى المطلوب مما أفقده نوعا من التواصل المطلوب خاصة صلة الرحم، فلعلنا وجدنا أنماطا من السلوك المرفوض قد جاءت دخيلة علينا وأفقدتنا هويتنا الثقافية، وعاداتنا وتقاليد نا أصبحت متأرجحة ويمكن للبعض أن يناهض هذه الفكرة بأعتبارها بدعة ودخيلة على اعتبار أن هناك جهات يمكنها أن تقوم بهذا الدور خاصة أننا نطالب بتقليص عدد من الوزارات، ولكن من أجل أفضلية العودة الى ماكنا عليه أن يكون الاحترام هو السمة الأساسية لما يجب التعامل عليه أيضاً تفعيل مواد الدستور صحيح أن الأسرة هى عامل أساسى ومسئولة عن كل ذلك ، ولكن لا يمانع أن يكون هذا تكريسا لما تفعله الأسرة بنوع الرشد ويكون حافزاً يعيدهم إلى تكوينهم ويمسحون غبار ذلك الطقس السىء الذى تعرضنا له والذى بات مهدداً للحياة بأشكالها المختلفة وأن نتابع أرصاد الوطن من خلال مراكز بحثية فى هذا الشأن ليكون آمامها كل ما يظهر من علاقات وتحدد هذا الإطار من خلال خطة منظمة تدعمها منظومة من الأدباء وأصحاب الفكر ومن لديهم قبول فى المجتمع يمكن من خلالهم توجيه النصح والاحتواء والتواجد والحب مصحوبا بالعديد من الندوات والنزول إلى أرض الواقع تجوب فيها أرجاء الوطن وأنه فى هذا الاطار لابد أن ننوه إلى أنه لابد أن تدرس مادة الأخلاق فى جميع مراحل التعليم، وهناك بعض الدول تدرس تلك المادة وتعدها من المقررات المهمة ولا يمكن أن نغفل أن تقدم الأمم مرهون بأخلاقها هذه المادة باعتبارها مادة أساسية توجب الحرص على الصفات الأساسية بما فيها من دلالات لتنمية النشء، ولاشك أن تلك صفعة لهؤلاء الذين يريدون أن يزجوا بنا لاختلاف أرحام غريبة تفرز عكارة تناصب العداء للوطن لذا وجب علينا أن نحرص أن تكون دوافعنا هى رفعة الوطن وتقديم صورة أفضل لمجتمع أفضل خاصة أننا مقبلون على شكل جديد لدولة عصرية قوامها المحبة ويتشكل فيها هيكلً جديد يعاد بناؤه من جديد بثورة هائلة من التنمية، فلابد أن تعززها الأخلاق لتتواكب معها جنبا إلى جنب وتكون مسيرتها موائمة لها، فهل يمكن أن يكون لدينا هذا العمران وتلك النهضة الشاملة التى لم تحدث من قبل ولا نسايرها بسمة جديدة يكون معيارها الحب النابع من الأخلاق والسلوك القويم الذى تنشده الدولة فى جميع محافلها هذه الفكرة أرجو أن تؤخذ بعين الاعتبار. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين