مخطيء من يتناول العلاقات بين مصر والسودان كعلاقات ثنائية مجردة بين بلدين وحسب، فهى علاقات قاعدتها وهرمها هما الشعبان المصرى والسوداني، فجل الشعب السودانى العظيم يؤمن أن مصر المؤمنة هى ضلعه القوى الأمين، والغالبية العظمى من المصريين يؤمنون أن الشعب السودانى هو ذوو رحمه ولحمه ودمه، وعليه فإن على السياسيين والمفكرين ورجال الاعلام وغيرهم التفكير مائة مرة قبل أن يتجرأوا على قدسية هذه العلاقات، فالتاريخ لن يرحم من يتجاوز فى حق الشعب المصرى والشعب السوداني، ولن يرحم كل من يحاول الوقيعة بينهما أو انتهاك قدسية العلاقة. ولعل التصريحات الايجابية الصادرة من الرئيسين عبد الفتاح السيسى وعمر البشير خلال القمة المصرية السودانية تؤكد ضرورة وضع حد للتوترات والمهاترات التى تصاعدت فى الشهور الماضية وألحقت الكثير من الضرر بعلاقات الشعبين الكبيرين المقدسة، التى يجب أن تكون بمنأى عن أى مناورات أو أجندات قصيرة الأجل أو مصالح آنية، ويجب بذل كل الجهد لننأى بهذه العلاقات عن الصغائر والمماحكات والمؤامرات والمهاترات. ولعل الحفاوة المصرية بتحسن العلاقات مع السودان تعبر عن عمق العلاقة بين البلدين، وعن قناعة عموم المصريين ادراكهم لأهمية وضرورة هذه العلاقات وأهمية ترسيخها وتحويلها الى واقع معاش يستفيد منه الشعبان فى مصر والسودان. ودعونا الآن نتطلع بكل تفاؤل نحو المستقبل، الذى تلتزم فيه كل الأطراف بمصالح الشعبين الكبري، ولا تحيد أو تنكص عنها مهما تكن الأسباب او الدواعي. لمزيد من مقالات ◀ أسماء الحسيني