أساليب النصب والاحتيال فى الآونة الأخيرة زادت عن الحد المألوف، فمع التطور التكنولوجى والاجتماعى والاقتصادى وصل النصب الى مواقع الانترنت ليصبح وسيلة للكسب السريع غير المشروع لكثير من المثقفين والمتعلمين وبعض الشركات الكبرى والفضائيات ، و لم تعد تقتصر علي اللصوص والبلطجية والعاطلين . و شخصيا اتعرض يوميا لهذا النصب الالكترونى من خلال رسائل الكترونية تصلنى على الميل الخاص يتعمد فيها الراسل او الراسلة الى إغرائى بعرض آلالاف من الدولارات التى زادات نظير عدم استجابتى الى ملايين الدولارات. ومن الملاحظ ان كل الايميلات الموجهة للنصب على المواطنين تبدأ بإستمالاتهم من خلال البدء بقول "صديقى العزيز " واحيانا " السلام عليكم " ثم يذكر أو تذكر اسمها ثنائى وبلدها للتأكيد وعدم الشك فيهم ويدخل فى الموضوع بقصة وهمية تبدأ إنه متزوج أو إنها متزوجة من رجل ثرى ودائما ما يكون يعمل فى شركة بترول مع تفاصيل دقيقة عن مثلا عدد سنوات خدمته فى الشركة ومدة زواجهما التى تتعدى ال24 عاما وعن عدم انجاب اطفال وكيف كانت حياتهم حب ×حب ويا حرام لم يتعب الا اربعة أيام قبل وفاته فقط ، ولديه مبلغ يفوق ال10 ملايين دولار وتذكره بكل دقة 10،712،232.00 دولارًا أمريكيًا ، وأنهم فى صندوق والصندوق فى حقيبة ترسل مع شركة البريد السريع فى بلدها ، وان الطبيب اخبرها بأنها لن تعيش أكثر من 8 شهور لمعانتها من السرطان ، ولذلك قررت بعد أن عرفت حالتها ، وفى ظل عدم وجود وريث لها ، التبرع بهذا المبلغ لتمويل كنيسة أو منظمة أو الشخص الجيد الذي سوف يستخدم هذا المال بحسن نية ، وترجوا منى سرية التواصل بارسال عنوانى واسمى وبلدى وهاتفى المحمول وسوف ترسل لى حقيبة ملايين الدولارات مع ساعى البريد بعد ان تقوم بعمل تفويض لى واختتمت رسالتها بانتظار ردى ودعت الله ان يبارك في . وكنت أنا تقريبا والله أعلم هذا الشخص الجيد فى نظرها والحمد لله الحمد لله انها لم تطلب منى رقم الحساب والا أصيبت بسكتة قلبية ، لانه فى الوقت الذى وصلنى فيه الميل كان قد وصل الى ملايين الاشخاص الجيدين مثلى ايضا !. وهكذا يوميا اتلقى وغيرى مثل هذه الايميلات المغرضة المحتالة وأغلب مرتكبيها من جنسيات مختلفة من الخارج ومعظمها من الدول الافريقية ويستخدم مرتكبوها أسماء أجنبية وهمية للايقاع بالفريسة . فقررت الكتابة عنها للتوعية والارشاد وانا اعلم جيدا ان هناك الكثيرون يعلمون بمثل هذه الامور المحتالة فكم من مرة تحدث مسئولوا ادارة مباحث الانترنت بالداخلية عن انه ينهال عليهم وابل من بلاغات وشكاوى من مواطنين تعرضوا للنصب الالكترونى من قبل المستخدمين للمواقع الالكترونية المختلفة أبرزها ال"فيس بوك" تفيد تعرضهم لوقائع النصب والسرقة والابتزاز من قبل مجهولين تتعدى اكثر من ألفى بلاغ سنوياً أن مثل هذه الجرائم المتنوعة بأشكالها المختلفة تعتمد على الكذب والخداع والاحتيال إلى جانب أن مرتكبيها يتمتعون بالذكاء وسرعة البديهة مع مهارة استخدام الانترنت وفى المقابل يتصف ضحاياهم بحب المغامرة والطمع فى بعض الأحيان أو الحاجة الشديدة للعمل والكسب السريع السهل علما بأنها مجرمة قانونا فى المادة 336 واعتبارها من جرائم الاعتداء على المال المملوك للغير سواء برضاه أو بالإكراه بعد تهديده أو بغير علمه و ما زالت مستمرة بتكوين عصابات ومافيا للنصب عبر الانترنت فى مختلف دول العالم مستغلين سذاجة أو جهل أو طمع المجنى عليهم وبأساليب وطرق نصب الكترونية ذات وجوه متعددة وبأسهل ما يمكن فمنها الضغط على الرابط و إدخال" اليوزر نيم " الاسم والرقم السرى وأيضا عن طريق ايميل التبرع حيث يتم ارسال بريد الكترونى يطلب مصاريف تحويل المبلغ الذى تم التبرع به وكذلك سرقة بيانات الحساب واستخدامها فى عمليات غسيل الاموال الى جانب الاعلانات المزيفة والمواقع الاباحية والهجرة للخارج وملايين الرسائل الالكترونية التى يتم ارسالها بطرق عشوائية تحمل أخبارا سارة بالفوز بمبالغ هائلة لاستقطاب آلاف الضحايا يومياً وقد يكون النصب أيضا عن طريق استغاثة أشخاص من بلد ما بسبب المرض أو العجز أو أطفال وضرورة الاحتياج الشديد للمبالغ المالية ويتم ارسال تقارير طبية باللغة الانجليزية مقابل الحصول على اموال يتم تحويلها إليهم , ومن أساليب الاحتيال الأخرى الحصول على البيانات فالبريد الالكترونى هو الثغره الاساسية فى اختراق بعض الانظمة والحسابات الالكترونية فالبعض ينشئ مواقع وهمية ومن خلالها يتم التواصل ومعرفة حساب البريد الالكترونى والرقم السرى ثم البدء فى سحب الصور والملفات المهمة وإذا استخدم التحويلات يتم السطو على الحساب الخاص به . كما أن التسول الالكترونى هو أحدث أساليب النصب ، فحذارى من الوقوع فى هذه المصيدة [email protected] لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى;