لم يتمالك فواز نفسه وأخذ يقفز فرحا بعد أن فتح البريد الالكتروني (الايميل) الخاص به ليجد أن عقد عمل خياليا ينتظره للعمل في أحد فنادق الخمس نجوم في كندا. وبعد أن قرأ فواز وهو موظف في أحد فنادق عمان العرض جيداً وجد شاغراً لموظف استقبال وبراتب مغر فبدأ ودون أدنى تردد يرسل لهم أوراقة وشهاداته وكل ما تطلبه منه الشروط الموضوعة في الايميل ،وبدأ مرسلو الايميل بطلب أوراق مما أضفى على عقدهم نوعا من المصداقية . حتى تفاجأ بطلبهم مبلغ 500 دولار كتأمين عندها عرف فواز أن العقد ما هو إلا مشروع عملية نصب. لم يكن فواز وحدة هدفاً لعمليات نصب أو احتيال عبر الانترنت من خلال أيميلات بل هناك الكثير من الشباب الذين وقعوا ضحايا لعمليات نصب واحتيال قام بها قراصنة على الانترنت. وبدأت طرق النصب تأخذ منحا جديا بشكل أكبر مع ازدياد الإقبال على الانترنت في وقتنا الحالي حيث أصبح الانترنت وسيلة أساسية لتواصل الكثيرين فأصبحت معظم الشركات والمؤسسات الكبيرة تعتمد علية في تنظيم أعمالها ومراسلاتها وإدارة شؤون عملها اليومي . و ظهر أخيراً ما يسمى قراصنة الانترنت (ها كرز) وهم الأشخاص الذين يخترقون جهازك فيستطيعون مشاهدة ما به من ملفات أو سرقتها أو تدمير جهازك أو التلصص ومشاهدة ما تفعله على شبكة الإنترنت ومن خلال درايتهم ببرمجيات الكمبيوتر يمارسون الكثير من الحيل التي تهدف إلى النصب والاحتيال. وتتعدد وسائل النصب على الايميل فمنهم من يرسل أنه غني ولكن بحاجة لغطاء لإرسال أمواله فما عليك إلا أن ترسل له رقم حساب ليرسل (الملايين) إليه ومنهم من يوهمك بأنه اختياراً عشوائي وقع على إيميلك لتكون المليونير الجديد وكل ما عليك فقط هو إرسال بياناتك كاملة ومبلغاً بسيط يكون بدل المراسلات والأتعاب والذي لا يتعدى 500 دولار!! وأدى ازدياد الاعتماد على الانترنت كنمط حياه وبخاصة في الغرب ومع اتساع نطاق استخدام البطاقات الائتمانية أصبحت هذه البطاقات هدفا رئيسيا لقراصنة الاحتيال الالكتروني ومع اختلاف طرق النصب فإن الغاية منه دائماً هو الحصول على معلومات عن الرقم السري للبطاقة أو جزء منه ويستطيع القراصنة بعدها الدخول إلى الحساب البنكي . وأسهم ازدهار التجارة الالكترونية ودخولها إلى عالم الأعمال بقوة إلى تنامي استخدام البطاقات الائتمانية على الانترنت لما توفره من سهولة ويسر في الشراء ولكن تبقى هذه التجارة غير آمنة نسبياً بسبب اختراق القراصنة للإيميلات والحسابات الشخصية والحصول على أرقام البطاقات الائتمانية كما استطاعوا الحصول على تفاصيل البطاقات بعد تمكنهم من الدخول إلى الأنظمة التي تدير عمليات التحويل المالية لكل من بطاقتي الائتمان . وظهرت طرق احتيال جديدة تعتمد على برامج قرصنة مصممة لهذه الغاية منها أن تصل رسالة الكترونية على أيميل المستهدف تخبره بأن هناك طردا باسمه وحتى يحصل على الطرد يجب أن يقوم بفتح الملف المرفق للتأكد من بعض البيانات وما أن يفتح الملف المرفق حتى يتسلل البرنامج إلى الجهاز ليسرق بشكل أوتوماتيكي كل المعلومات الموجودة عليه من أرقام سرية إلى أرقام حسابات . ويتحدث كايد (27) عاماً عن محاولة احتيال حدثت له حيث سبق وأن تعرف على فتاة عن طريق الانترنت ادعت أنها تحمل الجنسية الأمريكية وبعد فترة من المراسلات طلبت منه مبلغا من المال لتشتري به دواء لوالدتها المريضة بحجة أنها خارج بلدها ووعدته أنها فور عودتها ستعيده له على الفور فعرف أنها علاقة مزيفة وأنها ليست سوى محاولة نصب جديدة. خالد تيسير مهندس يعمل في إحدى الشركات يقول أنه تلقى رسالة عبر بريده الالكتروني يقول فيه مرسلة انه شاب توفى أبوه في جنوب أفريقيا في أحداث عنف وأنه يملك ثروة طائلة تبلغ 20 مليون دولار ولا يستطيع إخراجها وطلب منه أن يساعده بإخراج الأموال من البلد وذلك بطريقة أثارت ريبة خالد عن طريق إرسال معلومات مفصلة عنة وعن رقم حسابه بحجة إخراج المبلغ بغطاء قانوني كما أن المبلغ الكبير دعاه للشك وعندما استشار بعض الأصدقاء قالوا له أنها حيلة نصب أصبحت معروفة. ومن جانبه أكد الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب وجود ظاهرة النصب والاحتيال التي تحدث من فترة لأخرى عن طريق الانترنت . وأشار الخطيب إلى صعوبة تتبع الأشخاص المحتالين أو معرفة أماكن وجودهم وذلك لما تتمتع به الشبكة العنكبوتيه من خاصية المرونة كما أن أغلب الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه العمليات يكونون على دراية عالية بالتعامل مع الانترنت وهم على الأغلب ''محترفون''. وعن دور الأمن العام في الحد من هذه الظاهرة قال الخطيب أن مديرية الأمن العام الأمن العام تلعب دوراً توعوياً حيث تقوم بتوزيع النشرات من اجل تحذير الناس من الوقوع ضحية لمثل هذه العمليات كما أن الأمن العام ومن خلال أصدقاء الشرطة يركز على الشباب الصغار في السن كي لا يكونوا ضحية لعمليات النصب والاحتيال.