لا أدرى ما هى دوافعى العامة أو الخاصة، وراء رغبة ملحة تسيطر علىّ بالكتابة عن الحب، ليس فى مفهومه الإنسانى العام، ولكن فى معناه الخاص، بتلك العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة. ربما كانت الدوافع تتعلق برغبة فى الهروب من الواقع، بضغوطه وقبحه واستلابه الأرواح، وأيضا برغبة فى الاطمئنان على الحب فى أيامنا الحالية. هل صحيح كما يقولون إن الحب لم يعد كما كان، وإن قصصه قد أصبحت قصيرة، وإنه ذهب ضحية ثورة الاتصال والمعلومات، التى اجتاحت حياتنا، خاصة الأجيال الجديدة، التى تعيش كلية فى زمن ما بعد الحداثة؟!. هل أصبح الحب ينمو خارج القلوب، ولم يعد «يتجذر» فى الروح، ولم يعد ملهما ومحرضا وثوريا، وقادرا على إحداث تغيير حقيقى فى الذات، بعد أن يجعلنا نعيد اكتشافها؟!. هل أصبحت حياتنا تفتقد، قصص الحب الطويلة الصادقة، التى تقودنا إلى التوحد مع من نحب، لدرجة ينتفى فيها كل شح وبخل فى العطاء؟!. هل أصبح الحب حالة «هرمونية» فقط، وحتى «خفقة» القلب لم تعد مؤشرا عليه، وإنما هى تعبير عن نشاط «هرمونى» يختفى الحب بعد أن يهدأ . هذه الأسئلة عن الحب وأحواله، يمكن أن تفسر الإجابات عنها كل شئوننا الأخرى، فمن عنده إجابة؟! فى الختام.. يقول أمل دنقل: «مازلت رغم الصمت والحصارأذكر عينيك المضيئتين من خلف الخمار»